"تتريك" الليرة السورية بين الترحيب والاستياء
"تتريك" الليرة السورية بين الترحيب والاستياء"تتريك" الليرة السورية بين الترحيب والاستياء

"تتريك" الليرة السورية بين الترحيب والاستياء

أثار قرار المعارضة السورية بالتعامل بالليرة التركية في المناطق التابعة لسيطرتها، الجدل في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية للسوريين، فمنهم مَن اعتبر هذا الإجراء نوعاً من التمهيد للتبعية السياسية لتركيا، فيما رحب آخرون به، مفترضين أن القرار لفترة مؤقتة ريثما تنتهي الأزمة، على حد تعبيرهم.

وقررت "اللجنة المكلفة بدراسة استبدال عملة التداول في مناطق المعارضة"، البدء رسمياً بتداول العملة التركية في الشمال السوري، جاعلةً ذلك شكلاً من أشكال "الضغط على النظام السوري اقتصادياً، وإصدار عملة وطنية جديدة"، بحسب ما جاء في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة، الأحد الفائت.

ويتخوف اقتصاديون من أن يؤثر دخول الليرة التركية إلى الاقتصاد السوري "المتهالك" أصلاً، على الناحية المعيشية للمواطنين، ما يشكل بدوره ضغطاً في مسألة تحييد العملة الصعبة، حيث تحويل العملة من الدولار إلى الليرة التركية، غير المستقرة أساساً، يشكل خسارة كبيرة للكثير من السوريين، الذين يتداولون الدولار منذ أكثر من ثلاثة أعوام بدلاً من الليرة السورية المفقودة، ولاسيما في الشمال السوري، الذي تسيطر عليه المعارضة بالمجمل.

ولعل من أهم الصعوبات التي تقف في وجه هذا القرار تتمثل في "سيادية" الموضوع، أي أن الإجراء بحاجة إلى الكثير من الأدوات والهيئات، وتبدأ من الجمارك والمصرف المركزي، وغيرهما.

وسياسياً، يحذر ناشطون من أن القرار يمهد لتقسم سوريا على المدى الطويل، مؤكدين أن "المساعدات وخطط إعادة اعمار سوريا ستكومن نصيب الأتراك"، بحسب المنتدى الاقتصادي السوري.

وفي الوقت الذي بدأت فيه هيئات ومؤسسات معارضة بتسليم الرواتب الشهرية بالعملة التركية، كالمحكمة الشرعية والمجالس المحلية، والدفاع المدني في حلب، لا يزال موضوع التداول بالليرة التركية يتفاعل بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب "سمير متيني" في صفحته على "تويتر" قائلاً: "الشباب يتمنون ضم حلب لتركيا، الشباب يباركون استبدال الليرة السورية بالليرة التركية ويقولون هو قرار " شرعي".

فيما غرد باسل عبد الكريم: "قرار تركي باستيطان التركمان الأراضي السورية وخاصة الشمالية، والمعارضة في مناطق حلب تعتمد الليرة التركية.. الحلم العثماني يعيش مجدداً في سوريا".

وسمى آخر نفسه "منشق عن حزب الله"، كتب: "أبواق حزب الله وعملاء إيران في لبنان يشنون أعنف هجوم على الثورة السورية بسبب استخدام الليرة التركية لكنهم نسوا أن حزب الله يدفع بالدولار".

في حين كتب "معاً لتحرير الاقتصاد السوري": "كنّا نقاوم مليشيات مسلحة تقسم الوطن.. هلئ صرنا نقاوم مليشيات نقدية تقسم مابقي من الوطن (الليرة تركيا بالشمال والدينار الأردني بالجنوب والدينار الداعشي والليرة السورية بمناطق النظام). وبعدها يقولوا الك الاقتصاد مو وقته هلى.. بدنا حرية ؟".

وتتلخص المراحل الست لتنفيذ عملية استبدال الليرة السورية في "تحديد المناطق المستهدفة وتنفيذ حملات توعية بخطورة الاستمرار بالتعامل بالعملة السورية، وتحديد سعر الصرف بين الليرتين، وتسعير السلع والخدمات بالليرة التركية، ثم التحول الجزئي والاختياري للعملتين، ثم مرحلة دفع الرواتب بالليرة التركية، فمرحلة سحب الليرة السورية واقتصار تداولها أثناء التعاملات التجارية مع مناطق سيطرة النظام"، بحسب نقابة الاقتصاديين السوريين الأحرار.

وقبل أن تقرر "جبهة علماء بلاد الشام" الاستبدال، كانت نقابة الاقتصاديين السوريين "المعارضة" قد طرحته، بالتعاون مع المجلس المحلي في حلب، مبادرة لاستبدال العملة السورية بالعملة التركية في الأراضي الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، وحثت النقابة كل من يملك مبلغا يفوق 10 آلاف ليرة سورية من السوريين على تحويل الزائد من أمواله إلى العملة التركية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com