هل تصبح العملات المشفرة قاتلة للمناخ؟
هل تصبح العملات المشفرة قاتلة للمناخ؟هل تصبح العملات المشفرة قاتلة للمناخ؟

هل تصبح العملات المشفرة قاتلة للمناخ؟

لاقت العملات الرقمية "المشفرة"، خاصة البتكوين، رواجا واسعا في معظم أنحاء العالم بعد أن تداولها كبار المستثمرين، وعلى رأسهم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لعملاقة صناعة السيارات الكهربائية "تسلا".

وروج ماسك للعملة الرقمية البتكوين في شباط فبراير الماضي، واستثمر فيها 1.5 مليار دولار، ما شجع كثيرين على الإقبال على شرائها أملا في تحقيق الربح السريع.

وكانت تسلا واحدة من أوائل من قبلوا العملات المشفرة كوسيلة للدفع، بين شركات أخرى، لكن موجة تسونامي ضربت سوق العملات الرقمية، خاصة بيتكوين في الآونة الأخيرة بعد تعليق إيلون ماسك قبول العملة المشفرة كطريقة لدفع قيمة سيارات تيسلا، "بسبب مخاوف تتعلق بالمناخ" وكذلك فرض الصين قيوداً جديدة على استخدامها.



والآن وبعد أن تغيرت قواعد اللعبة بأكملها مع انسحاب تسلا المفاجئ من التزامها تجاه بيتكوين، ثمة سؤال ملح يطرح نفسه مفاده "هل العملات المشفرة مبتكرة حقا أم أنها مجرد خطوة أخرى في الاتجاه الخاطئ نتيجة تأثيراتها البيئية الخطيرة؟".

حاول موقع "بي تي سي بيرز" المتخصص في العملات المشفرة، تسليط الضوء على أبعاد التأثيرات البيئية للعملات الرقمية وخطورتها على المدى الطويل، موضحا الكيفية التي يتم بها تعدين تلك العملات.

التعدين والطاقة

ولفهم سبب وكيفية تأثير شيء رقمي مثل العملات المشفرة على المناخ، يجب على المرء أن يفهم كيف يتم تعدين (إنتاج) العملات الرقمية.

والعملات المشفرة هي نتيجة هندسة معقدة، تستخدم فيها أجهزة حاسوب من أجل حل ألغاز وخوارزميات رياضية، توفر الأمان لضمان عدم قيام أي شخص بالتغيير في السجل العالمي لتلك المعاملات عن طريق الاحتيال.

 



وللتعامل مع تلك الكميات الهائلة من البيانات، تستخدم أجهزة الحاسوب قدرا هائلاً جدا من الطاقة الكهربية، وهنا تبدأ المشكلة، التي يمكن حلها باستخدام مصادر الطاقة المستدامة مثل الرياح أو الألواح الشمسية.

ولكن نظرا لأن السوق لا يزال ناشئا، والمنافسة فيه قوية، فغالبا ما يختار المنخرطون في عمليات التعدين المواقع ذات أسعار الطاقة المنخفضة للعمل.

وفي حين أن المستخدمين الخاصين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم للتعدين، فقد ظهرت الشركات الكبرى التي تركز فقط على تعدين بتكوين، في مستودعات ضخمة.



وفي الماضي، اختارت العديد من شركات التعدين الضخمة الصين كموقع لمصانع التعدين الخاصة بها، لكن ولسوء الحظ، فإن معظم الطاقة التي تستهلكها تلك المصانع تأتي من الفحم الذي له تأثير سلبي للغاية على البيئة، ويُنظر إليه على أنه إحدى المشاكل الرئيسية المسببة للتغيرات المناخية.

ونشر خبراء صينيون دراسة حول الاستهلاك المتزايد للطاقة وانبعاثات الكربون الناجمة عن استهلاك الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة الكهربائية، فوجدوا أنه "من المتوقع أن يصل استهلاك الطاقة المستهلكة في التعدين سنوياً في الصين، إلى 296.59 تيرا واط في الساعة بحلول العام 2024، ينتج عنها 130.50 مليون طن متري من انبعاثات الكربون، أي ما يعادل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية لكل من جمهورية التشيك وقطر".

كما أشار تقرير أعدته جامعة كمبريدج إلى أن تعدين بتكوين يستهلك أكثر من 120 تيرا واط في الساعة سنوياً، وهذا يعادل الاستهلاك السنوي للطاقة الكهربائية لكل من ماليزيا أو السويد أو الأرجنتين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com