السعودية تجمع 5 مليارات دولار مع تجاهل مستثمري السندات التوترات بالخليج
جمعت السعودية خمسة مليارات دولار من بيع سندات بعد أن تلقت طلبات شراء بنحو 20 مليار دولار في مؤشر على أن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الخليج لم يمنع المستثمرين من البحث عن عائد مرتفع في ظل أسعار الفائدة المنخفضة عالميا.
وأظهرت وثيقة لأحد البنوك أن المملكة أصدرت سندات بآجال استحقاق سبع سنوات و12 و35 عاما، في إطار خطط لاقتراض 32 مليار دولار في العام الجاري والبحث عن قنوات تمويل جديدة في ظل انخفاض أسعار النفط.
هذا أول بيع سندات لحكومة خليجية هذا العام ويأتي في أعقاب تنامي التوترات الجيوسياسية بالمنطقة بعد تراشق إيران والولايات المتحدة، حليفة الرياض، بالضربات العسكرية في وقت سابق هذا الشهر.
وجمعت المملكة 1.25 مليار دولار من إصدار السبع سنوات وعرضت 85 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية ومليار دولار من سندات لأجل 12 عاما بهامش 110 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية و2.75 مليار من سندات لأجل 35 عاما وهي شريحة الدين الأطول أجلا على الإطلاق للسعودية بعائد 3.84%.
وسندات السعودية الدولارية، وهي من الأكثر سيولة في المنطقة، صمدت نسبيا بعد هجوم على منشأتين لعملاق النفط المملوك للدولة أرامكو العام الماضي وضربات أمريكية بطائرات مسيرة قتلت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني هذا الشهر.
وقالت زينة رزق المديرة التنفيذية لأدوات الدخل الثابت لدى أرقام كابيتال في دبي إن الهوامش المعروضة تبدو "رخيصة" خاصة بالنسبة للشريحتين الأطول.
وأضافت أن "هناك بالتأكيد علاوة مخاطر ترتبط بالخطر الجيوسياسي، لكن الأسواق لم تشهد بيعا بالحجم الذي كان متوقعا بعد هجوم أرامكو أو بعد ضربة سليماني. السعر الاسترشادي الأولي رخيص لكن من الواضح أنه سيضيق أكثر".
وقال البرتو بيجولين المدير التنفيذي ومدير الأصول الثابتة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى تيليمر إن العلاوة المبدئية محيت كليا خلال عملية البيع.
وأضاف "تؤكد الحركة علي المنحنى السيادي للسعودية في الأسابيع الفائتة وتسعير الإصدار الجديد أن الطلب على دين عالي المخاطر للسعودية موجود رغم تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتوترات الأخيرة في الخليج".
وكلفت المملكة سيتي جروب ومورجان ستانلي وستاندرد تشارترد كمنسقين عالميين ومديرين، مع مشاركة بي.ان.بي باريبا واتش.اس.بي.سي وجيه.بي مورجان والأهلي كابيتال في الإدارة.
كان مسؤول من وزارة المالية السعودية أبلغ رويترز الشهر الماضي، أن من إجمالي خطط الدين للعام الجاري، ستعيد المملكة تمويل نحو 12 مليار دولار من الديون المحلية الحالية داخليا.
ومن المتوقع أن يشكل الدين من الأسواق الدولية 45% من باقي التمويلات الجديدة البالغ 20 مليار دولار الذي تخطط الرياض لجمعه.
