الجنيه السوداني يسجل انخفاضًا غير مسبوق أمام الدولار

انخفضت قيمة الجنيه السوداني،  اليوم الأحد، إلى مستوى غير مسبوق، في السوق السوداء للعملات الأجنبية، وسط توقعات بمواصلة ارتفاع الدولار الأمريكي على حساب العملة المحلية، حيث تبع ارتفاع الدولار تصاعد جنوني في أسعار السلع الغذائية.

ويشهد سوق العملات في السوق الموازي -السوق السوداء- اضطرابات متواصلة وصعودًا وهبوطًا حادين في أسعار العملات مقابل الجنيه السوداني.

وبلغ الدولار في السوق الموازي 100 جنيه لأول مرة، اليوم الأحد، بحسب متعاملين، وقالوا إن الدولار الأمريكي وصل حاجز 100 جنيه كأعلى سعره يسجله في تاريخ البلاد.

وتبع هبوط قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي، ارتفاعًا حادًا في السلع الغذائية الرئيسة، فيما ارتفعت أسعار السكر والزيوت واللحوم بشقيها "البيضاء والحمراء"، إلى جانب الألبان ومنتجاتها، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار مواد البناء.

ويحدد بنك السودان المركزي، سعر الدولار الأمريكي بـ45  جنيهًا، بعد تطبيق آلية "صناع السوق"، التي شكلتها حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير، بغرض التحكم بتحريك سعر العملات الأجنبية في البلاد.

وعزا تاجر عملات فضل عدم ذكر اسمه، الاضطراب في سوق العملات، إلى طلب الشركات والمصارف على الدولار، وقال إن الشركات تطلب من كبار التجار توفير مبالغ ضخمة ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وقال لـ"إرم نيوز" إن أغلب الشركات تحتاج إلى العملات الأجنبية بنهاية العام لتوفير المواد الخام المستوردة لمقابلة العام الجديد.

ورجح تجار عملات في السوق الموازي، ارتفاع الدولار الأمريكي، مطلع الأسبوع المقبل، بسبب طلب الشركات، إلى 110 جنيهات، على أن يصل في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير المقبل، إلى 130 جنيهًا في حال لم تصل أموال للبنك المركزي.

واستبعد تاجر آخر، أن تلجأ الحكومة لخيار الحملات الأمنية وملاحقة تجار العملات، وقال إن الحملات الأمنية ستؤدي إلى رفع قيمة الدولار، وستخلق ندرة تجعل تجار العملات يرفعون الأسعار وسط غياب المعلومات المتوافرة عند "السريحة" وهم تجار يعملون في أسواق الخرطوم لشراء العملات.

ويعاني السودان من انهيار اقتصادي حاد بسبب الفساد، وسوء الإدارة، والعقوبات الاقتصادية، وفقده نحو70% من عائداته النفطية، عقب انفصال جنوب السودان عنه في العام 2011.