تقرير: الأتراك يفقدون الثقة بعملتهم ويلجأون للدولار واليورو

ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن الأتراك يهرعون لاستبدال الليرة بالدولار واليورو في مدخراتهم المالية، بعد فقدانهم الثقة بعملتهم الوطنية، نتيجة انخفاض العائد على الليرة والمشكلات التي يعاني منها الاقتصاد، بما فيها انهيار العملة وتسارع معدلات التضخم.

وأكدت الوكالة أن الأفراد والشركات قاموا بتحويل ما يقارب 18 مليار دولار من مدخراتهم إلى دولار ويورو منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، ما رفع نسبة العملة الأجنبية من إجمالي ودائع الأتراك إلى 47%، وهو أعلى مستوى منذ 12 سنة.

وقالت، في تقرير نشرته أمس الأربعاء: "يبدو أن الأتراك بدأوا يفقدون الثقة بعملتهم الوطنية، ومن الواضح أن عملية دولرة الاقتصاد التي  بدأت تتسارع منذ عام 2011، لم تفقد زخمها رغم جهود البنك المركزي لدعم العملية المحلية".

وكان البنك المركزي قد رفع أسعار الليرة في أيلول/ سبتمبر الماضي في محاولة لوقف التحول عنها، ما أدى إلى استعادة نحو ثلث قيمتها التي خسرتها مقابل الدولار الأمريكي.

إلا أن الخطوة لم تثر اهتمام المستثمرين الأتراك رغم ارتفاع الليرة نظرًا لضآلة العائد على الودائع بالعملة المحلية، والذي لا يزيد سوى نصف نقطة أساس عن معدل التضخم.

ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أن سعر الفائدة على ودائع الليرة هوى بأكثر من 600 نقطة أساس من أعلى مستوى له في شهر أيلول/ سبتمبر، وهو حوالي 21.1%، فيما بلغ معدل التضخم نحو 20.35% الشهر الماضي.

وقال التقرير: "على الرغم من تراجع معدل التضخم من أعلى مستوى له، وهو 25.2% في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلا هناك مخاوف من قبل المستثمرين بأن الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمعالجة المشكلة هي مجرد خطوات مؤقتة لا تتعامل مع جذور المشكلة.. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لعزوف الأتراك عن الليرة".