السودان.. السياسات الجديدة للعملات الأجنبية تفاجئ التجار وتربك السوق
السودان.. السياسات الجديدة للعملات الأجنبية تفاجئ التجار وتربك السوقالسودان.. السياسات الجديدة للعملات الأجنبية تفاجئ التجار وتربك السوق

السودان.. السياسات الجديدة للعملات الأجنبية تفاجئ التجار وتربك السوق

بدأت الحكومة السودانية تنفيذ قرار تحديد أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني عبر آلية جديدة أطلق عليها "صناع السوق"؛ ما أثار حالة من الارتباك في تعاملات التجار فيما يعرف بالسوق الموازي (الأسود) بالخرطوم.

وفوجئ "تجار الدولار" بتحديد أسعار للعملات الأجنبية أعلى من أسعار السوق الموازي.

وتجاوز السعر الرسمي للدولار، سعره في السوق الموازي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، حيث حددت الآلية مبلغ (47.5) جنيه مقابل الدولار، بينما بلغ سعره في السوق الموازي (46.3 - 46.6) جنيه.

وقال الناطق الرسمي باسم آلية "صناع السوق"، عبدالحميد عبدالباقي سراج، إن "السعر الذي جرى إعلانه للدولار الأمريكي مقابل الجنيه لايزال هو الأعلى والمتحكم في السوق".

وأضاف سراج، في تصريح صحفي، أن "ما يدور بأن الأسعار في السوق الموازي تجاوزت السعر المعلن من قبل الآلية، مجرد كلام غير مسنود على أرض الواقع".

واتهم المتحدث تجارًا في السوق الموازي، بـ"إطلاق تلك الإشاعات بغرض الإثارة والتأثير في عمل الآلية"، مؤكدًا أن "الأسعار في السوق الموازي للدولار لم تتجاوز 47.300 جنيهً، وفق ما تأكدت منه الآلية".

وبين أن "الآلية المكونة من 11 شخصًا لا علاقة لهم بالحكومة ويمثلون خبراء ومديري مصارف وصرافات، وستواصل أعمالها بذات النهج الذي بدأت به ولن تلتفت إلى ما يثار من إشاعات".

وفي السياق ذاته، أعلن بنك السودان المركزي، عن السماح للبنوك التجارية القيام بعمليات شراء وبيع النقد الأجنبي للمواطنين وفقاً للأسعار اليومية المعلنة من آلية تحديد سعر الصرف.

وقال رئيس اتحاد المصارف السوداني عباس عبدالله عباس، في تصريح صحفي، يوم الاثنين، إن "البنك المركزي التزم بتوفير المبالغ المالية اللازمة لتمكين البنوك عبر فروعها المختلفة، إلى جانب الصرافات من شراء العملات الأجنبية"، منوهًا إلى أن "البنوك ستوفر النقد الأجنبي للمواطنين لأغراض السفر للعلاج والدراسة".

وحذر عباس من الإشاعات التي يتم إطلاقها حول لجوء تجار العملة في السوق الموازي إلى رفع أسعار العملات الأجنبية، وقال إنهم توقعوا وجود مقاومة من "تجار العملة" بعد تعرضهم لخسائر فادحة عقب إعلان السياسات الجديدة.

وأشار إلى أن "عدداً من الصرافات طرحت الاثنين الدولار الأمريكي بسعر 48 جنيهاً، لكنها فوجئت بالإحجام عن الشراء".

من جانبهم، أكد متعاملون في الأسواق الموازية أن "حالة من الارتباك والفوضى سادت أسواق العملات عقب تحديد الآلية السعر الجديد لصرف الدولار الأمريكي"، ونوهوا إلى "ارتفاع في أسعار شراء الدولار تراوحت ما بين 46 - 47 جنيهاً مع إحجام في حركة البيع".

ووصف تجار ما حدث بأنه "ركود كبير وتوقف شبه تام لحركة البيع"، واعتبر تاجر بالسوق الموازي، أن سعر بنك السودان المركزي "شكل صدمة كبيرة لحركة السوق".

إلى ذلك، تفاجأ معظم المتعاملين بالسعر الكبير الذي حدده المركزي، حيث أكد التاجر أن حركة السوق توقفت "بسبب سعر الحكومة الكبير".

وكشف التاجر أن "سعر الدولار الأمريكي بلغ 46.6 جنيه، والريال السعودي 12.26 جنيه، واليورو 52.90 جنيه، وسجل سعر الدرهم الإماراتي 12.60 جنيه، والجنيه الاسترليني (59.80) جنيه.

وأكد التاجر، أن "السوق الموازي يشهد عزوفًا من التجار عن البيع والشراء لعدم وضوح الرؤية".

من جهته اعتبر رئيس الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني، سعود مأمون البرير، أن "السياسات الجديدة تجاوزت تعقيدات آلية البنك المركزي بتقنين سعر الصرف وتحديد السعر عبر الآلية المستقلة".

وقال البرير إن "الآلية تعتبر إيجابية، وتجد من القطاع الخاص الدعم باعتبارها تشجع الصادر بالسعر الواقعي لسعر الصرف ليسهم في زيادة العملات الأجنبية".

وأكد أن " أسعار الصرف تجد مراقبة ومتابعة دقيقة من البنك المركزي للتدخل وقت الحاجة حال حدوث أي مؤشرات لانفلات في السعر غير حقيقي من خلال عملية ضخ عملات حرة للمصارف التجارية".

بدوره، اعتبر أمين السياسات الإستراتيجية في اتحاد أصحاب العمل السوداني، سمير أحمد قاسم، أن "سعر آلية السوق مجز للمغترب وللصادر ولمنتجي الذهب".

وقال قاسم إن "سعر الدولار في السوق الموازي بات أقل من سعر آلية السوق"، مضيفًا أن "لجنة تحديد سعر الصرف محايدة".

وتابع: "إذا لم يضخ بنك السودان عملات أجنبية لمقابلة استيراد الأدوية والسكر والدقيق نخشى انفلات وارتفاع سعر الدولار".

وبدأت آلية "صناع السوق" الأحد الماضي، تحديد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني للوصول إلى سعر واقعي يطبق على جميع الصادرات وتحويلات المغتربين، في إجراءات لضمان انسياب التحويلات من السوق الموازية للنظام المصرفي.

وفي أول يوم لعمل لجنة "صناع السوق" قررت أن يكون سعر الدولار 47.5 جنيه والريال السعودي 12.66 جنيه، واليورو 54.73 جنيه، الدرهم الإماراتي 12.93 جنيه، وهي الأسعار التي استمرت أمس الاثنين لليوم الثاني على التوالي، وأحدثت إرباكًا في السوق الموازي، وسط عزوف تجار العملة عن البيع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com