الدينار التونسي يهبط لمستوى تاريخي أمام الدولار و خبراء يحذرون من "كارثة"
الدينار التونسي يهبط لمستوى تاريخي أمام الدولار و خبراء يحذرون من "كارثة"الدينار التونسي يهبط لمستوى تاريخي أمام الدولار و خبراء يحذرون من "كارثة"

الدينار التونسي يهبط لمستوى تاريخي أمام الدولار و خبراء يحذرون من "كارثة"

واصل الدينار التونسي اليوم الأربعاء، هبوطه أمام العملات الأجنبية، خاصة الدولار الأمريكي، فهو يُتداول حاليًا بسعر قيمته 2.5 دينار، مقابل الدولار الواحد على الأقل، بحسب أحدث إحصائيات صادرة عن البنك المركزي التونسي، ما دفع مراقبين إلى وصف هذا الارتفاع بالرقم القياسي للمرة الأولى منذ أسابيع.

وتتباين أسباب هذا الهبوط، منها المتعلقة باختلال التوازنات المالية وتدهور الوضع الاقتصادي، وأخرى متعلقة بسياسات البنك المركزي التونسي، التي جعلت الدينار يشعل النار في الاقتصاد المحلي المنهار، بحسب مراقبين اقتصاديين.

وأوضح الخبير الاقتصادي معز الجودي لـ" إرم نيوز"، أن ارتفاع الواردات وتراجع عائدات الصادرات والاستثمار الخارجي، تسببا في انخفاض احتياطي العملة الصعبة، مشددًا على أن هذا الأمر كان له تأثير مباشر و خطير على التوازنات المالية والعجز التجاري، الأمر الذي أدى إلى انهيار الدينار.

و حذر الجودي من تداعيات هبوط الدينار، مؤكدًا أنها ستكون كارثية على المديونية وعلى ارتفاع التضخم، الذي سيرتفع بشكل كبير بسبب غلاء قيمة الواردات، وبالتالي ستكون تأثيراته وخيمة على المؤسسات وعلى القوة الشرائية للمواطن التونسي، حسب تعبيره.

من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن هبوط الدينار، لا ينبئ بخير إذا تواصل بنفس النسق، لا سيما مع بدء الحديث عن صعوبات تواجهها بعض البنوك التونسية وتهدد بإفلاسها، في وقت تتراجع فيه القدرة الشرائية للمواطنين إلى أدنى مستوياتها، فضلًا عن زيادة أعباء الديون الخارجية للبلاد.

و أكد سعيدان، أن العملة التونسية هي في نهاية الأمر مرآة للاقتصاد المحلي، مشيرًا إلى أن ما تشهده اليوم من تدهور يقيم الدليل على الضعف الهيكلي والبنيوي في الاقتصاد التونسي.

و أضاف: "لا يمكن أن يتحسن وضع الدينار التونسي في ظل الغياب التام للإنتاجية والعمل، و لا يمكن أن تكون قيمة الدينار مرتفعة في ظل وضع اقتصادي متردّ"، موضحًا أن كل المؤشرات تدل على أن الاقتصاد التونسي في وضع انكماش، متوقعًا أن تتراجع قيمة الدينار التونسي أكثر في الأسابيع المقبلة، بفعل تفاقم عجز الميزان التجاري والارتفاع المرتقب لأسعار المواد الأولية المستوردة، وما يجنيه ذلك من ركود بالأسواق.

و حمّل سعيدان حكومة الشاهد، المسؤولية في هبوط الدينار، بسبب عدم امتلاكها رؤية اقتصادية تشمل السياسة النقدية والتجارية والمالية لمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي في تونس على المديين المتوسط والطويل.

و كان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، اليوم، قد أعلن أخيرًا أنّ حكومته ستحدّ من التوريد العشوائي لمجابهة الهبوط الحادِّ للدينار، مشيرًا إلى تخصيص مجلس وزاريّ يدرس هذا الموضوع من جميع جوانبه، وسيدرس بالأساس الميزان التجاري الذي أصبحت وضعيته ترهق الاقتصاد التونسي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com