مشروع "المدينة الجديدة" يثير ردود فعل متباينة في الأردن
بعد أن حسمت الحكومة الأردنية الجدل الذي رافق إعلانها عن توجه لبناء مدينة جديدة لاستيعاب التغيرات التي طرأت على العاصمة عمان، صعدت أسئلة الخبراء الاقتصاديين إلى الواجهة فيما يشبه "محاكمة رقمية" لهذا القرار.
وأعلنت الحكومة رسمياً، الأحد، عن المدينة الجديدة في بيان جاء فيه أن الهدف منها هو " تقديم نوعيّة حياة أفضل للمواطنين، وتحسين نوعيّة الخدمات، وتوفير السكن الملائم لهم بكلفة أقلّ"، حيث ستقام في منطقة "الماضونة" التي تبعد نحو 30 كيلو متراً عن عمان.
وفتح الإعلان الحكومي شهية المحللين الاقتصاديين لبيان جدوى المشروع الذي وصفه الكاتب والمحلل الاقتصادي خالد الزبيدي بأنه يتسم بـ"اللاواقعية".
وتساءل الزبيدي في حديثه لـ "إرم نيوز" عن مصادر تمويل المشروع الذي تقدر كلفته بعشرات المليارات، حيث اعتبر أن القطاع الخاص الذي يعاني أصلاً والذي يخشى عدم قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها المالية إن تم الاتفاق معها".
وأشار إلى أنه "حتى في حال قبول القطاع الخاص بالدخول كشريك، فإن تكلفة البنية التحتية ستلتزم وجود نحو ملياري دينار أردني، الأمر الذي يطرح سؤالا حول مصدر هذا المال في ظل الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الأردني".
ودعا الحكومة إلى متابعة المشاريع التي لم تكتمل كمدينة الشرق في الزرقاء، التي تقع في شمال شرق العاصمة عمان، ولفت إلى أن العاصمة بحاجة إلى اهتمام أكبر، خاصة في ظل وجود مشاريع كبرى لم تكتمل بعد كمشروع "الباص السريع".
وكانت الحكومة الأردنية قد أشارت إلى أن تمويل المشروع سيتم بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وسيقام على أراض مملوكة لخزينة الدولة تجنبا لإثارة أي شبهات فساد.
في المقابل، اعتبر المحلل الاقتصادي عصام قضماني أن "المشروع يمثل فرصة للحكومة وللدولة في توليد مصادر دخل جديدة باستثمار صحيح ومتوازن ومتخصص للمساحات المحيطة".
وأضاف في مقال له بصحيفة "الرأي" الأردنية قائلاً: "المشروع يسهم في خلق ثروات توزع بعدالة وتسهم في تحقيق تنمية من نوع جديد يجد فيها الفقراء ومتوسطو الدخل فرصا جديدة ظنوا أنها فاتتهم".
ورافق الإعلان الحكومي عن المدينة الجديدة تفاعلًا لافتًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين الإشادة بالمشروع وتوجيه الانتقادات والنصائح للقائمين عليه، والتشجيع على دعم المشروع لإنجاحه.
