بعد صفقة إيران .. توتال في أفضل وضع للفوز بصفقات الغاز القطرية
بعد صفقة إيران .. توتال في أفضل وضع للفوز بصفقات الغاز القطريةبعد صفقة إيران .. توتال في أفضل وضع للفوز بصفقات الغاز القطرية

بعد صفقة إيران .. توتال في أفضل وضع للفوز بصفقات الغاز القطرية

 قال مصدران مطلعان: إن شركة "توتال" الفرنسية في وضع أمثل لتولي دور قيادي في مساعدة قطر في زيادة الإنتاج من أكبر حقل للغاز في العالم لأسباب من أهمها الدور الذي ستضطلع به في الجانب الإيراني من الحقل المشترك.

ويضع ذلك الشركة الفرنسية في وضع أفضل من منافسين لها مثل إكسون وشل في المراحل الأولى من السباق على تطوير مشروع زيادة الإنتاج الذي أعلنت عنه قطر في إطار سعيها للتصدي لعزلتها المتنامية بفعل خلاف دبلوماسي إقليمي.

وهذا الشهر وقع باتريك بويان رئيس توتال صفقة لتطوير حقل فارس الذي يمثل الشطر الإيراني من احتياطيات الغاز المشتركة مع قطر لتصبح شركته أول شركة كبرى تعود لإيران منذ رفع العقوبات المفروضة عليها.

وكان حريصا وهو يتفاوض على تفاصيل الاتفاق على إطلاع قطر على التطورات.

وقال بويان لرويترز "بالطبع لن اتجه للحقل نفسه في إيران دون إخطار قطر".

وأضاف "المنطقة الإيرانية التي يفترض أن ننتج منها متاخمة للحدود مع قطر. وعندما سافرت إلى الدوحة ناقشت ذلك مع السلطات (القطرية) وقالوا لنا: ‘لا بأس. فنحن نعرفكم‘."

وقال بويان إن توتال تحترم سرية البيانات احتراما تاما فيما يخص كل دولة. ومع ذلك يبدو أن إستراتيجيته العابرة للحدود بين البلدين بدأت تؤتي ثمارها مبكرا.

وقال مصدر رفيع في قطاع الطاقة بمنطقة الخليج "أتوقع أن تكون توتال في أقوى وضع للمشروع الجديد (في قطر) بسبب المشاكل السياسية المطروحة واتفاقاتها الأخيرة في حقل بارس الجنوبي" الإيراني.

وفوائد العمل مع بلدين يشتركان في حقل غاز كبير واحد واضحة. غير أن ذلك لا يخلو من مخاطر بالنسبة لتوتال.

فقد فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر عقوبات سياسية واقتصادية على قطر وطالبتها بالتوقف عن دعم الإرهاب والتقارب مع إيران خصم السعودية الرئيس. وتنفي قطر ما وجه إليها من اتهامات.

وبخلاف إيران وقطر فإن لتوتال مشروعات كبرى في السعودية والإمارات؛ ما يسلط الضوء على تعقيدات الاستثمار في الشرق الأوسط.

 توفير النفقات ممكن

كانت قطر -أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال- رفعت حظرا اختياريا على تطوير حقل الشمال في أبريل/ نيسان الماضي وفي الأسبوع الماضي قالت إنها سترفع انتاجها من الغاز بنحو 30 في المئة ليصل إلى 100 مليار متر مكعب.

واعتبر كثيرون تلك الخطوة استعراضا للقوة في نزاع قطر مع دول خليجية ومصر.

وقد بنت قطر مكانتها في عالم تصدير الغاز على مدار العقد الأخير بدعم من شركات نفط كبرى من بينها إكسون موبيل وتوتال ورويال داتش شل.

وحققت تلك المشروعات دخلا بمليارات الدولارات لقطر ولشركائها الغربيين كما أن التوسعة المزمعة لطاقة إنتاج الغاز ستجعل قطر أكثر هيمنة في سوق الغاز إذ سيمثل إنتاجها ثلث الإنتاج العالمي الحالي من الغاز الطبيعي المسال.

وقالت المصادر لرويترز في وقت سابق من الشهر الجاري إن إكسون وشل وتوتال أبدت اهتماما بمساعدة قطر في توسعة منشآت الغاز وسافر كبار المديرين فيها إلى الدوحة في الأسابيع الأخيرة حتى بعد تصاعد التوترات السياسية.

وامتنعت إكسون وشل وتوتال عن التعليق على خطط المشاركة في العطاءات القطرية لزيادة الطاقة الإنتاجية التي لم تعلن بعد وسيستغرق استكمالها بضع سنوات.

وحتى دون تلك العطاءات من المنتظر أن يتزايد دور توتال في قطر بدرجة كبيرة بعد أن حصلت على حصة نسبتها 30 في المئة في عقد جديد أبرمته عام 2016 لمدة 25 عاما لتشغيل حقل الشاهين النفطي أكبر حقولها البحرية.

وستتسلم توتال تشغيل الحقل من شركة ميرسك أويل يوم الـ 14 من يوليو/ تموز الجاري وهي تعتزم استثمار ملياري دولار في توسعة الحقل على مدار السنوات الخمس المقبلة.

ولأن تكاليف إنتاج الغاز في قطر من بين أدناها في العالم فإن المشاركة في جزء من أي توسعة سيتيح لتوتال ميزة إستراتيجية على منافسيها في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية سريعة النمو.

كما أن قيام توتال بالعمل في حقلين على جانبي الحدود القطرية الإيرانية قد يسهم -أيضا- في توفير النفقات وعقود الخدمات بالإضافة إلى تحسين فهم جيولوجيا الحقلين وذلك رغم أن بويان قال إنه لا توجد آلية لتنسيق الإنتاج المشترك بين البلدين.

وقدرت شركة وود ماكينزي الاستشارية أن تطوير الطاقة الإنتاجية على مدار فترة من خمسة إلى سبعة أعوام مقبلة ستتراوح كلفته بين 14 مليارا و18 مليار دولار.

وأضافت الشركة "ربما تحرص قطر -أيضا- على إظهار أنها مازالت تعمل كالمعتاد رغم النزاعات الدبلوماسية الحالية مع بعض جيرانها في الخليج".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com