الجزائر تستثمر في تقاربها مع إيران لإنجاح اجتماع منتجي النفط‎
الجزائر تستثمر في تقاربها مع إيران لإنجاح اجتماع منتجي النفط‎الجزائر تستثمر في تقاربها مع إيران لإنجاح اجتماع منتجي النفط‎

الجزائر تستثمر في تقاربها مع إيران لإنجاح اجتماع منتجي النفط‎

اتفق رئيس البرلمان الجزائري محمد العربي ولد خليفة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الأحد، على رفع مستوى التنسيق بين البلدين حيال الأوضاع الإقليمية المضطربة ووضع السوق الدولية للمحروقات.

وقال بيان للبرلمان الجزائري إن رئيسه ولد خليفة اجتمع بالرئيس الإيراني على هامش أعمال القمة 17 لحركة عدم الإنحياز بجزيرة مارغريتا بفنزويلا.

وتابع المصدر أن الطرفين تطرقا إلى مساعي الجزائر لبناء "توافقات جديدة تنتج توازنا للسوق واستقرارا في أسعار النفط بحيث تكون منصفة للمنتج والمستهلك ومحققة لتطلعات الشعوب في التنمية".

مباحثات متعددة مع طرف واحد

وألحّ الجانبان على أن "الأوضاع الإقليمية الراهنة التي تتميز بالإضطراب و التي باتت تستدعي العمل على احترام سيادة الدول من أجل تحقيق الأمن والسلم الدوليين".

ومن جهته، شدد روحاني على استعداد بلاده للعمل مع الجزائر "بجدية من أجل تعزيز علاقاتهما التاريخية المتميزة والصلبة على المستوى السياسي من خلال تنشيط التفاعل الاقتصادي والمالي والعلمي بين البلدين".

وفي وقت سابق حمل وزير الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة رسالة من رئيسه عبد العزيز بوتفليقة لنظيره حسن روحاني، ما فهم على أنه تحرك دبلوماسي مكثف يهدف إلى جرّ إيران إلى خندق المعنيين بخفض الإنتاج.

ومن المرتقب أن يقوم رئيس الدبلوماسية الجزائرية نهاية الأسبوع بجولة إلى العاصمة الإيرانية لتعميق المشاورات مع مع مسؤولي هذا البلد للخروج بقرار تاريخي ينتهي بتسقيف الأسعار أو خفض الإنتاج.

بوتفليقة يوظف أفضاله على طهران

وعلّق وزير النفط الجزائري السابق شكيب خليل، في اتصال مع "إرم نيوز" على اللقاءات التي أجراها وزير الطاقة نور الدين بوطرفة ووزير الخارجية رمطان لعمامرة ورئيس البرلمان العربي ولد خليفة، مع الرئيس الإيراني بأنها تعني توظيف الجزائر لكل أوراقها الاقتصادية والدبلوماسية والبرلمانية مع طهران.

وذكر خليل، أن المشاورات التي قام بها مسؤولون جزائريون بعدة عواصم، كانت إيجابية لمعرفة مواقف كل الأطراف المعنية بسوق النفط، لا سيما الرياض وطهران وموسكو.

وأبرز رئيس الأوبك السابق أن التركيز ينبغي أن يكون على مستوى السعودية وروسيا وإيران، لتحقيق نتائج مرضية في اجتماع الجزائر القادم، مفيدًا أن الهدف هو تسقيف سعر البرميل بين 50 و60 دولارًا "وذلك ممكن جدًّا".

وبدوره، اعتبر الأستاذ المدرسة العليا للعلوم السياسية بالجزائر، الدكتور فاتح خننو لإرم نيوز، أن عديد الملفات الإقليمية كثيرًا ما تحتكم إلى توافقات جزائرية إيرانية، بحكم الاستتباع التاريخي لعلاقات التعاون الثنائية في كل المجالات.

ويثق خننو في جرّ طهران لدعم رؤية الجزائر خلال الاجتماع التشاوري القادم، معتقدًا أن حكومة حسن روحاني "ملزمة من الناحية الدبلوماسية" بإثبات حسن نواياها والتوافق مع حليفتها في قارة إفريقيا والعالم العربي.

ومن جهته، يقول مدير صحيفة "المحور" المقربة من الحكومة الجزائرية، مراد محامد إن بلاده تحاول الاستثمار في علاقاتها التاريخية والسياسية مع طهران لإقناعها بالمشاركة في تحقيق توازن دولي يعيد الاعتبار لسعر النفط المتدني منذ عدة شهور.

ويشدد محامد في لقاء مع "إرم نيوز" أن الاجتماع التشاوري للبلدان المنتجة للنفط في 27 أيلول الجاري، بالجزائر يشكل تحديا دبلوماسيا لحكومة بوتفليقة التي أخذت على عاتقها مهمة قيادة مفاوضات حثيثة مع الأطراف الفاعلة في المعادلة النفطية.

ويعتقد المتحدث أن الرئيس الجزائري يراهن على توظيف "أفضاله الدبلوماسية" على طهران التي أعاد معها العلاقات المقطوعة فور وصوله إلى الحكم سنة 1999، ثم وقف إلى جانبها في عدة قضايا وملفات إقليمية شكّلت لإيران على مدار سنوات، أوجاعًا كبيرة.

ومعلوم أن الجزائر منحت إيران قبل شهور عقودًا مهمة في مجالات اقتصادية وأتاحت لها فرصة تسويق منتجاتها وخاصة السيارات بالقارة الأفريقية والمغرب العربي.

ويضاف كل ذلك، للتقارب السياسي اللافت بين البلدين إذ تعد الجزائر استثناءً في المنطقة بالنسبة لطهران التي تواجه مشاكل جمة واتهامات بإثارة الأزمات مع البلدان العربية، بينها الملفان السوري واليمني.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com