بعد فشل اجتماع الدوحة.. هل ينجح اللاتينيون في استعادة التوازن النفطي
بعد فشل اجتماع الدوحة.. هل ينجح اللاتينيون في استعادة التوازن النفطيبعد فشل اجتماع الدوحة.. هل ينجح اللاتينيون في استعادة التوازن النفطي

بعد فشل اجتماع الدوحة.. هل ينجح اللاتينيون في استعادة التوازن النفطي

يأمل الخبراء في أن يسهم اجتماع مرتقب لمنتجي النفط في أمريكا اللاتينية، في وضع آلية لاستعادة التوازن السوقي، الذي فشل المنتجون من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها، في التوصل إليه، خلال اجتماعهم في الدوحة، الأحد الماضي.

ودفع رفض إيران مناقشة وضع سقف لإنتاجها المتنامي خلال اجتماع الدوحة، السعودية، إلى إحباط اتفاق كان المتفائلون يراهنون قبل أشهر فقط أنه سيجتذب مؤيدين لمعالجة أسوأ موجة هبوط في نحو 30 عامًا.

ويقول الخبير النفطي والرئيس التنفيذي لشركة "بيرا" المتخصصة في استشارات الطاقة، جاري روس: "لا شك أن إنتاج المكسيك وفنزويلا وكولومبيا، يتراجع. بوضوح، حوض الأطلسي هو الذي يتضرر في جانب الإنتاج وعودة التوازن في الطريق".

ويضيف روس أنه مع بلوغ فائض الإنتاج العالمي نحو 1.2 مليون برميل يوميًا في العام الماضي، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج الأمريكي بواقع 700 ألف برميل يوميًا عن المستويات التي سجلها قبل عام.

يضاف إلى هذا، انخفاض الإنتاج في فنزويلا بواقع 150 ألف برميل يوميًا، و100 ألف برميل يوميًا في المكسيك، إلى جانب هبوط حاد في كولومبيا. وفي المجمل سيشكل هذا انخفاضًا في الإنتاج بنحو مليون برميل يوميًا.

أضف إلى ذلك في المدى القصير خفض للإمدادات من أحد خطوط الأنابيب في نيجيريا، وإضراب العمال في الكويت، وستبدأ السوق تبدو أكثر توازنًا قليلًا.

وقد يكون تراجع الإنتاج في أمريكا اللاتينية، أكبر من التوقعات، ففي حين تسعى "بتروبراس" البرازيلية إلى زيادة الإنتاج بشكل طفيف هذا العام، تتعرض لأزمة جراء أكبر فضيحة فساد على الإطلاق في البلاد، والتي أدت إلى تباطؤ الاستثمارات.

ويقول مايكل كوين، رئيس أبحاث السلع الأولية لدى باركليز في نيويورك، إنه "في ظل وجود القليل من الخيارات لتحقيق الإيرادات الدولارية اللازمة من حصيلة صادرات الخام، ليس أمام المنتجين الأعضاء في أوبك من أمريكا اللاتينية سوى القليل مما يمكنهم استثماره في البنية التحتية، وقد يؤدي هذا إلى مزيد من التراجع في حجم الإنتاج".

وكان "باركليز" توقع تراجع الإنفاق الرأسمالي في أمريكا اللاتينية، 18.2% هذا العام، بعد أن هبط 19.1% العام الماضي، وهو انخفاض أكبر من أمثاله في المناطق الأخرى.

وانخفض إنتاج الخام في فنزويلا 11.9%، إلى 2.53 مليون برميل يوميًا، في الربع الأول من 2016، مقارنة بالفترة ذاتها من 2014 بحسب بيانات أوبك، وهو انخفاض يفوق ما حدث في نيجيريا التي هبط إنتاجها 8.8%.

وحذر فيكاس دويفيدي، الخبير الاستراتيجي في قطاع النفط والغاز العالمي لدى ماكواري، من أن الإنتاج قد ينخفض إذا ساء الوضع المالي لفنزويلا.

وقال باتريك جيبسون، مدير إمدادات النفط العالمية لدى وود ماك، في لندن، إن كولومبيا غير العضو في أوبك، تشهد هي الأخرى تراجعًا في الإنتاج.

وأضاف جيبسون، أن لدى كولومبيا "الكثير من الإنتاج الناضج بتكاليف استثمار مرتفعة" مما يشكل ضغطًا على قدرتها على الاحتفاظ بقدرتها على المنافسة".

النتيجة الأسوأ

كانت نتيجة اجتماع الدوحة، الذي عُقد الأحد الماضي، هي الأسوأ لمنتجي النفط، مع فشلهم في التوصل لاتفاق، مما أبرز انقساماتهم وعدم قدرتهم على حماية مصالحهم، حسب خبراء.

ومن وجهة نظر المنتجين، فأفضل ما كان يمكن أن يخرج به اجتماع الدوحة، هو التوصل لاتفاق يشمل إيران، ويُغير تصور السوق عن كمية الإمدادات المتوفرة.

ولو تحدثنا عن نتيجة مقبولة للاجتماع، فكان الاتفاق على تجميد الإنتاج عند مستويات قياسية بالفعل، بشرط انضمام إيران فور وصولها لمستويات تصدير ما قبل فرض العقوبات عليها.

أما الرسالة التي بعث بها الاجتماع، فهي التأكيد على أن السعوديين مستعدون لتحمل مزيد من الألم ليمنعوا إيران من تحقيق أي مكاسب من ارتفاع الأسعار أو زيادة الصادرات.

ورغم ذلك، نجح اجتماع الدوحة بجدارة في إعادة سوق الخام إلى المربع الأول، أي إلى ما قبل تنامي الآمال المطالبة بتنظيم الإنتاج. وعلى الأسواق الآن أن تواصل المضي في طريقها السابق لإعادة الاتزان دون مساعدة من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أو روسيا حليفها السابق.

تراجع سعر خام برنت نحو 7% في التعاملات الآسيوية المبكرة أمس الاثنين قبل أن يتعافى جزئيًا ليتراجع بنسبة 4%.

ويتوقع أن يتراجع سعر الخام أكثر ما استمر تراكم المعروض خاصة مع تبدد الآمال بتوصل المنتجين لاتفاق ما في وقت لاحق بالنظر إلى فشلهم في الدوحة.

ومن المرجح أيضًا أن تتواصل الاتهامات المتبادلة بين منتجي النفط لبعض الوقت، لاسيما في ظل ما يتردد من أن الروس والفنزوليين منزعجون مما يعتبرونه إفسادًا لاتفاق كان في مرحلة التفاصيل النهائية.

تقويض اتفاقات المستقبل

ويقول الخبراء إن الوضع الحالي سيزيد من صعوبة التوصل لاتفاق في المستقبل عندما تجتمع منظمة أوبك في 2 حزيران/ يونيو، وهي فرصتها التالية في التوصل إلى شكل من الاتفاق.

أشاروا إلى أن "مصداقية أوبك، تضررت، ولن تستعيدها حتى إذا توصلت إلى اتفاق في المستقبل. فالمطلوب منها اتخاذ خطوات فعلية وقابلة للتحقق لإقناع السوق التي باتت متشككة".

وليس من المتوقع على أي حال أن يوافق السعوديون – كما أظهر اجتماع الدوحة - على أي شيء في غياب المشاركة الإيرانية وهي المشاركة المستبعدة بنفس الدرجة.

وسيستمر هذا الوضع المعقد الذي لن يقدم فيه أي من عضوي أوبك المتنافسين أي تنازلات، ولا سبيل أمام أسواق النفط إلا أن تواصل محاولات إعادة التوازن بوسائل أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com