مصدر الإماراتية تطلق مشروعًا لإنتاج الوقود الحيوي للطائرات
مصدر الإماراتية تطلق مشروعًا لإنتاج الوقود الحيوي للطائراتمصدر الإماراتية تطلق مشروعًا لإنتاج الوقود الحيوي للطائرات

مصدر الإماراتية تطلق مشروعًا لإنتاج الوقود الحيوي للطائرات

أبوظبي- من المقرر أن تنتج منشأة الطاقة الخضراء بمدينة "مصدر للعلوم والتكنولوجيا" في أبوظبي أول كمية من الوقود الحيوي للطائرات البديل للوقود الأحفوري خلال العام المقبل.

من المقرر أن تبدأ مدينة مصدر للعلوم والتكنولوجيا إنتاج أول كمية من الوقود الحيوي لتشغيل محركات الطائرات خلال العام المقبل؛ ما يُمثل طفرة هائلة في طموحات الملاحة الجوية لاستحداث مصدر بديل ومستدام من مصادر الطاقة.

وفي هذا الشهر، بدأ معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في تشغيل ما يُعرف بأول مركز بحثي على مستوى العالم لإنتاج الأطعمة والوقود في تربة الصحراء التي تُروى بمياه البحر المعالجة.

وقال دكتور أليخاندرو ريوس، مدير مركز مصدر لأبحاث الطاقة الحيوية المستدامة المموِّل لمشروع  إنتاج الوقود الحيوي للطائرات لموقع زاوية، ذكر أن مركز أبحاث الطاقة قطع شوطًا كبيرًا في استحداث وقود مُستدام صديق للبيئة بديلاً عن الوقود الأحفوري في مجال الملاحة الجوية، غير أنه ينوِّه على أن الأنموذج التجاري قد يستغرق عقودًا من الزمن لتركيب عناصره ماديًا.

وتابع، "بالنسبة إلينا، يشير هذا المسار إلى أنه خلال العام المقبل، فإننا سنبدأ في إنتاج أول كمية قليلة من الوقود الحيوي، ليتم إنتاجها تمامًا في الإمارات العربية المتحدة. ومن المقرر أن يبلغ حجم هذه الكمية بضع مئات من لترات الوقود الحيوي، اعتمادًا على مقدار الكتلة الحيوية التي ننتجها."

مُضيفًا، "وبعد هذه المرحلة، سيتسنى لنا إثبات صحة هذه الفكرة. فما من شخص آخر لديه القدرة على إنتاج هذا النوع من الوقود الحيوي؛ ما يجعل ذلك طفرة حقيقية وإنجازًا كبيرًا."

ويستفيد هذا المركز الذي يقع على مساحة هكتارين في مدينة مصدر للعلوم والتكنولوجيا من مياه البحر المالحة في أنشطة الاستزراع السمكي الواسعة النطاق. وبعد ذلك يتم استخدام مياه النفايات الغنية بالمواد الغذائية الناتجة من أنشطة الاستزراع السمكي لتخصيب النباتات الملحية (القادرة على تحمل الملوحة) والتي تتميز بوفرتها في البذور الزيتية والتي يُمكن حصادها لاستخراج الوقود الحيوي للطيران.

وتتمثل المرحلة الأخيرة في هذه العملية في استخدام مياه النفايات للوقود الحيوي لريّ غابات المانغروف والتي تدعم انخفاض انبعاثات الكربون، فيما يتم تصريف النفايات المُعالَجة إلى البحر لإتمام دورة إنتاج الوقود الحيوي.

يُعد افتتاح مركز الأبحاث الجديد جزءًا من مشروع "الوقود الحيوي للطائرات" والذي تم تدشينه في الإمارات الصيف الماضي ويهدف إلى تشغيل قطاع الملاحة الجوية في دول الخليج باستخدام وقود غير كربوني من مصادر طاقة مستدامة ومتاحة بالإمارات.

ومن بين أعضاء مركز أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة: معهد مصدر وشركة الاتحاد للطيران وشركة بيونغ لصناعة الطائرات وشركة أبو ظبي لتكرير النفط وشركة جنرال إلكتريك للطيران.

الجدوى التجارية

وذكر ريوس أنه لم يتم تطبيق الأنموذج التجاري للوقود الحيوي بعد لاستخدامه كوقود بديل للطائرات أو في الملاحة الجوية على نطاق أوسع على المدى القصير.

وأضاف"على مدار الخمسين عامًا المقبلة، فإنه من المقرر أن نطير على متن نفس أنواع الطائرات التي نستخدمها اليوم وبنفس أنواع الوقود. وقد انصبّ التركيز على التأكد من أن لدينا بديلاً عن الوقود الأحفوري."

وعند سؤاله عن مقارنة أسعار الوقود الحيوي بالوقود الأحفوري، أجاب ريوس: "أرى أن تكافؤ التكاليف لم يتحقق بعد؛ وسترى أعدادًا كبيرة من شركات الطيران التي ستشرع في تطبيق نظام متنوع في مدخلاتها لموارد الطاقة."

والجدير بالذكر أن الاتحاد للطيران بدأت في استخدام الوقود الحيوي في يناير/ كانون الثاني 2011 عندما قامت باستخدام الوقود الحيوي لأول مرة في رحلة جوية في منطقة الخليج على متن طائرة بيونج 777؛ إذ تم تشغيلها بمزيج من الوقود النفطي ووقود الطائرات المعتمد على الوقود الحيوي.

وفي تصريح صحفي لجيمس هوجان، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، صادر عن مركز أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة أوائل الشهر الجاري، ذكر أن "هذه الطفرة البحثية تضع الإمارات العربية المتحدة مركزًا لحركة التطور العالمي التي تشهدها التقنيات المتقدمة والتي من شأنها دعم الإنتاج المُستدام للغذاء والوقود الحيوي."

"ويُعد تسويق وقود الملاحة الجوية؛ وهو الوقود الأنظف والأفضل في معدلات الأداء خطوة أساسية نحو تحقيق التوزان في مدى اعتماد الطيران الجوي على الوقود الأحفوري، إلى جانب احتضان التقنية المتقدمة والتي قد يكون لها تداعيات عالمية إيجابية ومؤثرة لتناول قضايا الطاقة والماء والأمن الغذائي.

وتأمل بيونج، شركة أميركية لصناعة الطائرات، بنهاية العام 2016 أنْ يُسهم الوقود الحيوي المستدام بنسبة 1 % من وقود تشغيل الرحلات الجوية، أو ما نحوه 800 مليون جالون من معدلات الطلب على وقود الطائرات العالمي.

.التحوّل إلى العالمية

ويحقق هذا المفهوم تقدمًا متواضعًا في هذا المجال وتشير أحدث البيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن نحو 2000 رحلة جوية تنتمي إلى ما يربو على 20 شركة جوية مختلفة استخدمت بالفعل أنواع وقود بديلة عن الوقود الأحفوري العام الماضي.

ووفقًا لتقرير واشنطن بوست، فإنه في هذا الشهر، أعلنتْ الخطوط الجوية المتحدة أنها ستستخدم وقود حيوي لتشغيل أسطول رحلاتها الجوية بين مطاريّ لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو بُغية التوسّع في نهاية المطاف في استخدام هذا النوع من الوقود في شبكتها المحلية في أنحاء الولايات المتحدة

وحتى تُصبح هذه الممارسة أكثر شيوعًا في مختلف أنحاء العالم، يرى أليخاندرو ريوس أن المراكز البحثية مثل مدينة مصدر ستكون بحاجة إلى استحداث طريقة لإنتاج كميات كبيرة من الكتلة الحيوية، ومن ثم إنتاج الوقود الحيوي.

وأضاف: "الأمر برمته يتعلق بزيادة مستويات إنتاج الكتلة الحيوية على نحو متوافق ومستدام بحيث يمكننا التأسيس لطريقة من شأنها إنتاج الأطعمة والكتلة الحيوية والوقود الحيوي."

وتعدّ مدينة مصدر للعلوم والتكنولوجيا مملوكة بالكامل من قبل جهاز أبوظبي للاستثمار وشركة مبادلة للتنمية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com