الجزائر تواجه أزمة في تسويق الغاز بأوروبا بعد 3 سنوات
الجزائر تواجه أزمة في تسويق الغاز بأوروبا بعد 3 سنواتالجزائر تواجه أزمة في تسويق الغاز بأوروبا بعد 3 سنوات

الجزائر تواجه أزمة في تسويق الغاز بأوروبا بعد 3 سنوات

الجزائر- سيواجه تصدير الغاز الطبيعي الجزائري إلى أوروبا خلال الثلاث سنوات المقبلة تراجعا، بسبب عدم الاستقرار السياسي في المنطقة وليبيا تحديدا، حيث توقف التفاوض للاستثمار وتجديد العقود، ومنافسة مصدرين آخرين مثل شركة "غازبروم" الروسية على عقود جديدة.

وكشف كارلو مالاكارني، المدير التنفيذي لمؤسسة "سنام" المسؤولة عن شبكة توزيع الغاز بإيطاليا والمسؤولة عن أكبر شركة لنقل الغاز في أوروبا من حيث طول خط الأنابيب وسعة التخزين، عن أزمة مالية ستواجه الجزائريين خلال السنوات الثلاث المقبلة، بسبب تراجع الصادرات الجزائرية من الغاز، وهي أزمة لا تقل ضراوة عن تهاوي أسعار النفط.

وتعد شمال إفريقيا ثاني أكبر مزوّد للغاز في أوروبا، بعد روسيا، وهو ما يمثل ما يقرب من 10 في المئة من الطلب في القارة في عام 2013. لكن الناتج قد تقلص منذ الاضطرابات الآمنية والسياسية يضاف إليه الهجوم الإرهابي على منشأة الغاز في الجزائر إن أميناس مطلع 2013، كما لا تزال الحقول القديمة بحاجة إلى استثمارات إضافية للحفاظ على مستويات الإنتاج.

وأضاف المسؤول الإيطالي أن "الخطر من شمال إفريقيا سيؤدي إلى خفض واردات أوروبا من الغاز"، وقال مالاكارني أنه مع صعوبة جذب الاستثمارات يعني التبعية الأوروبية على الغاز الروسي ستستمر.

وتغطي الجزائر 8 في المائة من الطلب الأوروبي على الغاز في عام 2013، وتراجعت بأقل من نقطة مئوية واحدة من العام الماضي، وفقا لـ"يوروغاز"، بينما بقي في ليبيا دون تغيير عند 1 في المئة ويقارن هذا مع حصة روسيا التي تبلغ 27 في المئة في عام 2013.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها في أحدث توقعات الطاقة العالمية بخصوص النظرة الشاملة للغاز الطبيعي في شمال أفريقيا، أنه نظرا لعدم الاستقرار السياسي في ليبيا وبطء التقدم في تطوير مصادر جديدة في الجزائر فإن الإنتاج سيتراجع بنسبة 20? مما كان متوقعا في العام الماضي مقارنة مع بلوغ الإنتاج 81 مليار متر مكعب في عام 2013.

وقال مالاكارني أن الإمدادات الجزائرية هي أيضا عرضة للخطر في إعادة التفاوض على العقود التي تسمح للمشترين لتأجيل شراء الغاز دون دفع غرامات فعادة، عقود الغاز طويلة الأجل تتطلب من المشتري لأخذ المبلغ المتفق عليه مسبقا من الغاز أو دفع غرامة.

وقال مالاكارني وفقا لتقرير نشرته صحيفة الفجر "لا أعتقد اليوم أن الشركات الأوروبية تقرر الاستثمار في الجزائر بدعوى تركيزهم على تحسين الأمن في المنطقة" وفق قوله.

وسبق لمدير مؤسسة "سنام" المسؤولة عن شبكة توزيع الغاز بإيطاليا كارلو مالاكارني، أن كشف خلال جلسة استماع إمام لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ الإيطالي مؤخرا أنه خلال هذا العام هناك تراجع بنحو 60 بالمائة من وارداتنا من الغاز الطبيعي من الجزائر"، مشيرا إلى أن هذا التراجع مرده أسباب تجارية بحتة، مضيفا للأسباب التجارية "مشاكل تقنية أخرى مع الطرف الجزائري تتعلق بوارداتنا من الغاز".

وأوضح أن الجزائر لم تعد تنتج كفاية من الغاز الطبيعي مثلما كان عليه الحال سابقا. وذكر في هذا الشأن "الجزائر مطالبة بأن تقوم بعمليات تحديث وتطوير لقطاع الغاز سواء ما تعلق باستخراج والتسويق أو ما تعلق بمجال الاستكشافات، وتحديث البنى التحتية حتى تحافظ على نفس مستواها من الصادرات".

ومع متاعب الحكومة في تعويض خسائرها من تهاوي أسعار النفط في السوق الدولية، تلقى الجزائر صعوبات جمة في تسويق غازها الطبيعي بعد تشبع السوق الأمريكية من خلال ازدهار إنتاج الغاز الصخري وتحولها من مستهلك إلى مصدر حسب ما ورد في آخر عدد لمجلة "بتروستراتيجي" المهتمة باستراتيجيات المحروقات في العالم. وستدخل روسيا في السوق الحرة للغاز من أجل بسط سيطرتها على القارة العجوز.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com