تقرير: أوروبا بحاجة لـ "صفقة كبرى" لضمان أمن الطاقة
تقرير: أوروبا بحاجة لـ "صفقة كبرى" لضمان أمن الطاقةتقرير: أوروبا بحاجة لـ "صفقة كبرى" لضمان أمن الطاقة

تقرير: أوروبا بحاجة لـ "صفقة كبرى" لضمان أمن الطاقة

رأت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، اليوم الاثنين، أن الدول الأوروبية بحاجة لصفقة كبرى وتعاون وثيق بينها لضمان أمن إمدادات الطاقة فيها بعد أن قررت روسيا قطع معظم صادرات الغاز عنها بسبب موقفها من الحرب في أوكرانيا.

واعتبرت المجلة أنه يجب على أوروبا أن تتحرك بسرعة لضمان أمن طاقتها في الأشهر المقبلة، خاصة أن الطلب على الغاز سيزداد في الشتاء المقبل، مشيرة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي قد تميل إلى القيام بذلك بمفردها، ولكن من الأفضل التغلب على هذا التحدي معًا.

وقالت المجلة: "تحتاج أوروبا إلى صفقة طاقة كبرى يقدم فيها كل بلد شيئًا مما لديه... قد تزيد إحدى الدول من إنتاجها من الغاز المحلي، على سبيل المثال بينما قد تكثف دولة أخرى استخدامها للفحم لتجنيب استخدام الغاز في توليد الكهرباء".

وأضافت: "ومع ذلك، قد يحد آخر من استخدام الغاز في بعض الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة التي تصنع منتجات يمكن استيرادها بسهولة، مثل الزجاجات أو الأمونيا. يمكن إضفاء الطابع الرسمي على مثل هذه الصفقة الكبرى كاتفاق بين رؤساء دول الاتحاد الأوروبي في الاجتماع المقبل للمجلس الأوروبي المقرر عقده في تشرين الأول/ أكتوبر".

تنازلات مؤلمة

ونبهت المجلة إلى أن تجميع الموارد هو الخطوة الصحيحة، لكنه سيتطلب تنازلات سياسية مؤلمة معتبرة أن تأجيل إغلاق محطات الطاقة النووية في ألمانيا من شأنه أن يساعد في تقليل اعتماد أوروبا على روسيا للغاز، لكنه سيعكس أيضًا خطة ألمانيا طويلة الأمد للتوقف عن استخدام الطاقة النووية.

وذكرت أن زيادة الإنتاج في حقول الغاز الهولندية من شأنه أن يزيد من إمدادات الغاز ، لكنه يمكن أن يقلب التزام الحكومة الهولندية بخفض استخراج الغاز في منطقة جرونينجن الشمالية، التي عانت من مئات الزلازل الدقيقة التي سببتها أعمال الحفر.

ولفتت المجلة إلى أن الاتفاق على شراء الغاز بشكل مشترك من الأسواق الدولية يمكن أن يقلل أيضًا من خطر انهيار وحدة الاتحاد الأوروبي، اذ تتنافس الدول الأعضاء مع بعضها البعض على الإمدادات المحدودة.

وقالت: "الآن، في خضم أزمة الطاقة، قد يكون لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي رغبة أكبر في المبادرة.. وعلاوة على ذلك، تعمل المشتريات المشتركة على تحسين القدرة التفاوضية لأوروبا في مواجهة الموردين الخارجيين، وبالتالي قد تؤدي إلى خفض التكاليف المالية والسياسية للغاز... ويمكن استخدام إمدادات الغاز المشتراة بشكل مشترك لخدمة المستهلكين الأكثر ضعفًا في أوروبا".

معالجة الطلب

وتابعت المجلة: "تحتاج الصفقة الكبرى بشأن الطاقة إلى معالجة ليس فقط العرض ولكن الطلب المحلي أيضا... ويجب على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بذل جهود صادقة وشاملة لتقليل الطلب كلما أمكن ذلك".

وأشارت إلى أنه في الـ26 من الشهر الماضي اتخذت دول الاتحاد الأوروبي القرار التاريخي لتنسيق خفض طوعي بنسبة 15% في الطلب على الغاز، مقارنة بمتوسط استهلاكها للغاز على مدى السنوات الخمس الماضية.

وأوضحت أنه إذا اتبعت هذه المبادرة، يمكن لأوروبا توفير 1.6 تريليون قدم مكعبة من الغاز بين الشهر الجاري وآذار/ مارس ( 2023) أي ما يعادل ثلث صادرات روسيا من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2021.

ورأت أنه لتحقيق هذا الهدف، ستحتاج الحكومات الأوروبية إلى تنفيذ حملة تواصل مدروسة ومباشرة، تشرح لشعوبها سبب الحاجة إلى هذه التضحيات.

وختمت بالقول: "إذا تم اتخاذ هذه الخطوات، فإن أوروبا لديها فرصة حقيقية للخروج من أزمة الطاقة التاريخية هذه على مسار أكثر استدامة من ذي قبل... وفي غضون عشر سنوات، قد تُذكر أزمة الطاقة في عام 2022 على أنها المعجل الكبير لإزالة الكربون في أوروبا وتحركها نحو الاستقلال في مجال الطاقة.. الأمر الآن متروك للحكومات الأوروبية لتحقيق ذلك."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com