تقرير: واشنطن تبحث مع قطر تزويد أوروبا بغاز بديل عن الروسي "في حال غزو أوكرانيا"
تجري الولايات المتحدة محادثات مع قطر ومصدري الغاز الكبار الآخرين للتخطيط لإجراءات طارئة في حال أدى الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا إلى تعطل إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن المحادثات الأمريكية مع قطر والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي تركز على تأمين شحنات إضافية من الغاز الطبيعي المسال المنقولة بحرا، اكتسبت منحى ملحا بعد أن أسفرت المفاوضات الأمنية رفيعة المستوى بين واشنطن وموسكو هذا الأسبوع عن تقدم ضئيل.
وأدى ذلك إلى زيادة المخاوف من صراع قد يؤثر على إمدادات الغاز في وقت تواجه فيه أوروبا بالفعل أسعارًا قياسية.
ومع ذلك، حذر المسؤولون من عدم وجود "عصا سحرية" لحل النقص المحتمل في القارة التي تعاني بالفعل من أزمة طاقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله: "نحن ندرس ما يمكن فعله استعدادًا لحدث ما، لا سيما في منتصف الشتاء مع مخزون منخفض جدًا من الغاز الطبيعي الأوروبي".
ويضيف المسؤول الأمريكي الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، قائلا: "ناقشنا ما يمكن نقله في السوق، وما الذي يمكن أن يساعد في سياق هذه الأزمة المتصاعدة".
وتشهد العلاقات بين الغرب وروسيا تصاعدا في التوتر حيث نشرت موسكو حوالي 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، حسب تقرير "فايننشال تايمز".
وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات شديدة على روسيا إذا قامت بغزوها.
وكان فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، قال الأسبوع الماضي إن روسيا تخنق إمدادات الغاز إلى أوروبا في وقت "تصاعدت فيه التوترات الجيوسياسية".
وهناك مخاوف من أن يؤدي الصراع إلى مزيد من الانخفاض في إمدادات الغاز إلى أوروبا، التي تواجه أزمة كلفة معيشية متفاقمة وتضخمًا متزايدًا مع ارتفاع أسعار الغاز.
ومع انخفاض مخزونات الغاز إلى مستويات قياسية في هذا الوقت من العام، يخشى المسؤولون أن تواجه أوروبا اضطرابًا صناعيًا، أو انقطاع التيار الكهربائي، أو حتى فقدان إمدادات التدفئة إذا تراجعت الصادرات الروسية بحدة في أعقاب الغزو المحتمل.
وقد أقر المسؤول الكبير في إدارة جو بايدن بأن العقود الحالية بين مصدري الغاز الطبيعي المسال والمشترين الآسيويين يمكن أن تعقد الجهود لتحويل الإمدادات إلى أوروبا.
وأضاف: "ليس هناك عصا سحرية"، "الأمر صعب حقًا، ومعقد حقًا.
ونقلت عنه الصحيفة قوله إنه أصبح من الواضح بشكل متزايد أن روسيا كانت تضغط على إمدادات الغاز في الأشهر الأخيرة من أجل كسب النفوذ على العواصم الأوروبية.
وكرر المسؤول الأمريكي قوله: "هذا ليس وضع السوق الذي نتعامل معه، هذه ليست قوى السوق، "إنها أسواق تم التلاعب بها".
ويشير التقرير إلى أن اعتماد أوروبا على الغاز الروسي أدى إلى تعقيد الجهود المبذولة لتشكيل جبهة موحدة ضد ما يصفه بأنه تهديدات موسكو.
وبينما يتوقع معظم المراقبين أن تتجنب روسيا قطعا كاملا لصادرات الغاز، إلا أن هناك مخاوف يحددها تقرير الفايننشال تايمز بأنها تتراوح ما بين استمرار ضغط موسكو على الإمدادات، أو أن تتضرر البنية التحتية لتصدير الغاز في أوكرانيا بسبب الصراع.
