ماذا سيحدث لأسعار النفط في حال نشوب حرب إيرانية أمريكية؟
ماذا سيحدث لأسعار النفط في حال نشوب حرب إيرانية أمريكية؟ماذا سيحدث لأسعار النفط في حال نشوب حرب إيرانية أمريكية؟

ماذا سيحدث لأسعار النفط في حال نشوب حرب إيرانية أمريكية؟

قفزت أسعار النفط لأكثر من دولارين للبرميل، في دقائق قليلة، بعد أنباء مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ولا تزال مرتفعة نسبيا، فيما تسود سوق النفط العالمي، حالة ترقب وانتظار، إثر تهديد إيران بأنها ستهاجم أهدافا أمريكية، ردا على اغتيال أحد أهم قادتها العسكريين.

ووفقا لخبراء طاقة، فإن اتجاه الأسعار في المرحلة المقبلة سيتوقف إلى حد كبير على طبيعة الرد الإيراني، وعما إذا كان الرد سيسبب اندلاع حرب مفتوحة، يمكن أن تؤدي إلى توقف جزئي أو كلي لتدفق إمدادات النفط من منطقة الخليج التي تنتج أكثر من 20 مليون برميل يوميا من النفط الخام، أي ما يزيد على خمس الإمدادات العالمية.

ويرى هؤلاء، أن أسعار النفط يمكن أن تقفز إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، في حال خرجت المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة عن السيطرة، وقامت إيران باستهداف منشآت نفط في الخليج، وناقلات تعبر مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يمر عبره أكثر من خمس إجمالي الإمدادات النفطية العالمية، والذي هددت طهران أكثر من مرة بإغلاقه.

وقال ليو درولاس، محلل الطاقة السابق في مركز دراسات الطاقة العالمي في لندن: "بالتأكيد سترتفع أسعار النفط بشكل كبير وقد تزيد على 100 دولار للبرميل، في حال اندلاع مواجهة عسكرية مفتوحة في المنطقة.. رغم أن وصول الأسعار إلى هذا المستوى سيكون لفترة وجيزة، إلا أنه سيؤدي إلى تقليص الطلب على النفط، وهذا بدوره سيؤدي إلى تراجع الأسعار".

وارتفعت الأسعار لأكثر من 3% بعد أنباء مصرع سليماني، الجمعة، لتتجاوز 63 دولارا للبرميل، ولا تزال مرتفعة نسبيا مدفوعة بتصاعد التوتر في المنطقة، وحالة التفاؤل التي تسود السوق فيما يتعلق باعتزام الولايات المتحدة والصين توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري، الشهر الجاري.

إلا أن الأسعار لا تزال أقل من متوسطها العام الماضي، نتيجة التوقعات المتشائمة بالنسبة للطلب العالمي على النفط في النصف الأول من العام الجاري، لكنها لا تزال متماسكة، وما يدعم هذه الاتجاه هو الاتفاق الأخير الذي توصلت إليه منظمة "أوبك" وشركاؤها بخفض الإنتاج مرة أخرى.

وفي تعليق له، أمس السبت، على مقتل سليماني، أشار كبير المحللين الاقتصاديين في مؤسسة "بانثيون" البريطانية للأبحاث الاقتصادية، ايان شفردسون، إلى أن إيران سترد على حادثة الاغتيال، لأن المتشددين يسيطرون بشكل كامل تقريبا على القيادة في طهران.

وقال: "السؤال الآن، هو كيف سيكون الرد الإيراني؟، وليس عما إذا كان سيكون هناك رد.. وبالنسبة لأسواق النفط فهي لا تزال متوترة، وستتوقف ردة فعلها على طبيعة وحجم الرد الإيراني، وعما إذا كان هناك رد أمريكي مضاد، ما قد يؤدي إلى حرب استنزاف بين الدولتين".

من جانبه اعتبر المحلل النفطي السابق في مركز دراسات الطاقة العالمي، جوليان لي، أن أحداث عام 2019 والتوتر المرتفع في المنطقة، أظهرت سهولة تعرض إمدادات النفط للانقطاع.

وقال في تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الأحد: "الوضع الآن يختلف بالتأكيد بعد مقتل سليماني، والسؤال الأساسي الآن، هو عما إذا كانت إيران ستستهدف منشآت النفط.. والحقيقة أنه ليس هناك سبب محدد لتوقع استهداف إيران للمنشآت النفطية، لكن أحداث العام الماضي كشفت سهولة استهداف الإمدادات النفطية والناقلات، ما يعني أن إيران تملك فرصة وقف تلك الإمدادات بشكل سريع".

ووفقا لـ "بلومبيرغ"، بلغت كمية النفط التي مرت عبر مضيق هرمز الشهر الماضي متجهة للولايات المتحدة، أكثر من 34 مليون برميل من منشآت المملكة العربية السعودية والكويت والعراق.

ولفتت الوكالة إلى أن الهجوم على منشات شركة "أرامكو" في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، تسبب في حرمان السوق من نحو 5.7 مليون برميل يوميا، لفترة وجيزة، مشيرة إلى أن الحادث كان يمكن أن يرفع الأسعار بشكل حاد لو لم تنجح "أرامكو" في إصلاح المرافق المتضررة بسرعة قياسية.

واعتبر خبراء نفطيون، أن السعودية لديها طاقة إنتاج فائضة تكفي لتعويض خسارة السوق في حال تدهورت الأوضاع الأمنية في المنطقة، لكنهم أوضحوا بأن الأسعار يمكن أن تقفز بشكل كبير في حال تعرضت منشآت المملكة النفطية لهجوم خلال أية مواجهة بين إيران والولايات المتحدة.

وقال المحلل في مجموعة "يوراسيا" بنيويورك، هنري روم: "الحقيقة أن اندلاع حرب مفتوحة أو مواجهة محدودة بين إيران والقوات الأمريكية في المنطقة، سيكون لها تأثير سريع ومباشر على أسعار النفط.. أعتقد بأن مواجهة محدودة قد تدفع الأسعار إلى 100 دولار، فيما يمكن أن يقفز السعر إلى 150 دولارا في حال نشوب حرب مفتوحة قد تشمل دولا أخرى في المنطقة".

من جانبه رأى المحلل في مؤسسة "اويل اسوشييتس" في لندن، ستيفن برينوك، أن وصول الأسعار إلى 100 دولار، توقع مبالغ به، خاصة وأن السوق تكيف مع توقف صادرات النفط الإيرانية، واستوعب إلى حد ما، صدمة التوقف الجزئي لإنتاج "أرامكو".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com