تمديد محتمل لاتفاق خفض إنتاج النفط حتى 2019
تمديد محتمل لاتفاق خفض إنتاج النفط حتى 2019تمديد محتمل لاتفاق خفض إنتاج النفط حتى 2019

تمديد محتمل لاتفاق خفض إنتاج النفط حتى 2019

تسارعت وتيرة تصريحات رسمية، حول ضرورة إعادة ضبط إنتاج النفط الخام حول العالم، تخوفًا من ارتفاع حدة المخزونات خلال العام المقبل 2019.

وأبدت السعودية وروسيا ومن خلفهما "أوبك"، تخوفات من وجود شكوك ستؤثر على نمو الطلب على الخام، ما يعني ارتفاعًا أكبر في معروض النفط الخام.

بينما قال خبراء نفط، إن أسواق النفط العالمية بحاجة ماسة إلى استمرار خفض الإنتاج، مع إمكانية التدخل وفق المتغيرات الطارئة للمحافظة على استقرار الأسعار.

وتشهد أسعار النفط تذبذبات حادة منذ قرابة شهر، مدفوعة بتخوفات النمو وتصريحات أمريكية بضرورة عدم خفض الإنتاج، وأخرى مرتبطة بتأثر الأسواق الناشئة اقتصاديًا، ما يخفض من طلبها على الخام.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بلغ خام برنت 86 دولارًا للبرميل، لكنه تراجع اليوم الجمعة إلى متوسط 65 دولارًا.

وعُقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الأحد الماضي، اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لبحث نتائج اتفاق خفض الإنتاج، ووجود حاجة إلى ضخ مزيد من الخام في السوق العالمية أو تقليصه.

وتتشكل اللجنة من "الكويت وروسيا وسلطنة عمان وفنزويلا والجزائر"، وتهتم بإصدار التوصيات التي تحدد توجهات اجتماعات "أوبك" الدورية.

قرارات مصيرية

وقال المحلل الكويتي لأسواق النفط العالمية، أحمد حسن كرم، إن الاجتماع لم يشهد قرارات مصيرية يمكنها التأثير على أسعار النفط، عدا التصريحات الفردية من بعض المنتجين بتقليص الإنتاج خلال الفترة المقبلة، التي بدورها رفعت أسعار النفط قليلًا.

وذكر كرم، أن توقعات الأسعار للعام المقبل ستكون عند المستويات الحالية، التي تعتبر مطمئنة لمنتجي النفطي ومستورديها، وتتراوح معدلاتها عند 75 إلى 85 دولارًا للبرميل.

وأضاف أن السوق النفطية سبق واستوعبت أثر حظر الصادرات الإيرانية، وانعكس ذلك على الأسعار وقفز بها لأعلى مستوى في 4 سنوات.

إلا أن الإعفاءات المقررة لبعض الدول الآسيوية من النفط الإيرادات، جاءت على غير المتوقع، مما أحدث ارتدادًا هبوطيًا في الأسعار.

التزام سعودي

وقال الرئيس العالمي لاستراتيجية العملات وأبحاث السوق لدى "إف.إكس.تي.إم"، جميل أحمد، إنه من المفترض ألا تشهد أسعار النفط مزيدًا من الانخفاض بعد إعلان السعودية باجتماع "أبوظبي" التزامها بخفض إنتاج النفط.

وذكر أحمد أن "سعر النفط سيستفيد من انخفاض الإمدادات في الفترة القادمة، ونحن مقبلون على 2019".

وأوضح أن أسواق النفط ستواجه خطر التعرض للتقلبات، حينما تصبح الأسواق المالية أكثر إدراكًا لإمكانية حدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي العام القادم، مما يتطلب معه خفض الإمدادات النفطية.

وأفاد بأن سعر النفط يبلغ حوالي 70 دولارًا بالنسبة لخام برنت، و 60 دولارًا بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط.

وأضاف: أن "استقرار الأسعار عند هذه المستويات يُعد مناسبًا، بالأخذ في الاعتبار استمرار أوجه الغموض الخارجية حول التوترات التجارية، والضغوط في الأسواق الناشئة، التي يُنظر إليها باعتبارها مخاطر كبيرة تهدد بتباطؤ النمو العالمي".

ويحوم سعر النفط حاليًا عند 65 دولارًا لخام برنت، نزولًا من أعلى مستوى في 2018، وسجل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 86 دولارًا للبرميل.

خفض مطلوب

وأعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، عن وجود حاجة لخفض إنتاج النفط الخام من جانب "أوبك"، بنحو مليون برميل يوميًا، عن المستويات المسجلة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

جاء ذلك في كلمة للفالح، ألقاها في مؤتمر ومعرض أبوظبي للبترول "أديبك 2018"، الذي بدأ أعماله الإثنين، واستمر حتى أمس الخميس.

وقال الفالح، إن السوق النفطية تشهد تخمة معروض، وأن السعودية تؤمن احتياجات عملائها من النفط مع وجود هذه التخمة.

من جهته، اعتبر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، في كلمة له، أن اجتماع "أوبك" المقرر عقده في العاصمة النمساوية فيينا الشهر المقبل، حيث مقر المنظمة، "سيكون مهمًا لضبط السوق والإنتاج".

وذكر المزروعي، أن "أوبك" ستراقب الأسواق خلال الثلاثة أسابيع المقبلة، لتحديد توجهات عام 2019.

وبدأ أعضاء "أوبك" ومنتجون مستقلون مطلع 2017، اتفاقًا لخفض الإنتاج بـ 1.8 مليون برميل يوميًا، تم تقليصه إلى 1.2 مليون برميل اعتبارًا من يوليو/ تموز الماضي، على أن ينتهي الاتفاق في ديسمبر/كانون الأول 2018.

وفي 5 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، تعقد دول المنظمة اجتماعًا، لاتخاذ القرار النهائي بشأن خفض إنتاج النفط من عدمه في 2019، بحسب تصريحات لأمين عام المنظمة محمد باركيندو، أمس الأحد.

وكان لـ "باركيندو"، كلمة الإثنين في "أديبك 2018"، أكد خلالها أن دول "أوبك"، قادرة على تلبية احتياجات السوق من النفط الخام.

وألمح أمين عام "أوبك"، محمد باركيندو، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، إلى إمكانية تنفيذ المنظمة والمنتجين خارجها خفض إنتاج النفط الخام خلال 2019.

وأضاف أنه "من المتوقع اتساع الفجوة بين معروض النفط الخام والطلب عليه عالميًا خلال 2019".

عدم التدخل

وقال الخبير النفطي، محمد زيدان: إن "اجتماع أبوظبي دعم ارتفاع أسعار النفط، ولا أتوقع أي تدخل بخفض الإنتاج طالما سعر برميل النفط فوق مستوى 60 دولارًا".

وتابع زيدان: إن "أسواق النفط تواجه ضغوطًا بيعية بسبب ارتفاع المخزونات الأمريكية، وإنتاج النفط الصخري، فضلًا عن إعفاءات الصادرات الإيرانية لبعض الدول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com