"بلومبيرغ" تكشف أسباب تراجع أسعار النفط

تسبب تراجع أسعار الجازولين في الأسواق العالمية، نتيجة الحسومات التي تقدم للمستهلكين، بانخفاض أسعار النفط الأخيرة، بعد وصولها إلى أعلى مستوى لها منذ 4 سنوات، وفق ما ذكرت مجلة "بلومبيرغ" الأمريكية.

وجاء في تقرير نشرته المجلة المتخصصة بالشأن الاقتصادي، أن "شحنات الجازولين الآجلة تباع الآن بأسعار مع حسومات، مقابل أسعار خام بحر الشمال برنت في بورصة نيويورك، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2011، وأن هذه الحسومات يتم تقديمها أيضًا في بورصة سنغافورة".

ورأت المجلة أن "هذه الحسومات لا تشكل خسارة كبيرة لأصحاب المصافي، على أساس أن يتم تعويضها من أرباح مبيعات منتجات أخرى، لكن ذلك يعتبر مؤشرًا على أن المستهلكين في الأسواق الناشئة الذين عانوا من ارتفاع حاد بأسعار الخام وهبوط العملات خلال العام الجاري، يقومون بخفض استهلاكهم.

ولفتت إلى أن "أسعار الجازولين انخفضت منذ الشهر الماضي في أسواق تايلاند والفلبين والهند، في حين ارتفعت مخزونات المكثفات الخفيفة في ميناء الفجيرة بالإمارات، إلى أعلى مستوى لها في الأسابيع الثلاثة الماضية"، منوهة إلى أن "المشكلة هي أن هناك الكثير من الخام الخفيف في أسواق العالم التي تلائم إنتاج الجازولين والقليل من الخام الثقيل اللازم لإنتاج الديزل ووقود الطائرات."

وأفادت بأن "التجار يأملون في تحويل شحنات الجازولين من الأسواق الأمريكية والأوروبية إلى آسيا، في الوقت الذي تشهد فيه سوق الصين هبوطًا في مبيعات السيارات التقليدية نتيجة ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية".

وحذَّرت من أن "مشكلة أكبر من انخفاض الأسعار بدأت تظهر مع اقتراب تطبيق قواعد منظمة الملاحة البحرية الدولية بشأن تحديد مستوى الكبريت في وقود السفن؛ ما سيؤدي إلى تزايد استهلاك المكثفات الوسيطة على حساب المكثفات الثقيلة الملوثة للبيئة.

وأشارت إلى أن "تلبية الطلب على تلك المكثفات من خلال الخام الحلو الذي يتم ضخه في عدد من الدول المنتجة يعني إنتاج كميات إضافية من الجازولين التي لا تحتاجها السوق."

واختتمت المجلة تقريرها بقولها إنه، "في الوقت الحاضر لا تزال أسعار الخام تتراجع بسبب اختلال التوازن بين سوق المكثفات الوسيطة وارتفاع المعروض من الجازولين وقد تواصل انخفاضها قريبًا."