تقرير: ثلث سكان أمريكا عانوا من انعدام الأمن الغذائي في 2023
خلص تقرير أصدره بنك الطعام في واشنطن إلى أن نحو ثلث السكان في الولايات المتحدة عانوا من انعدام الأمن الغذائي العام الحالي، إذ لا يزال الجوع يمثل واقعًا عنيدًا بالنسبة لآلاف العائلات في جميع أنحاء منطقة واشنطن.
وأظهر التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" يوم الثلاثاء، انخفاض نسبة السكان المحليين الذين ليس لديهم ما يكفي من الطعام خلال العام الماضي، من 33 % العام الماضي إلى 32 % العام الحالي.
وأظهرت أحدث الإحصائيات استمرار تأثير وباء كورونا المزعزع للاستقرار قبل العام 2020، إذ شهدت المنطقة على مدار 5 سنوات حالة من انعدام الأمن الغذائي.
ويظهر التقرير الأخير أيضًا صورة إقليمية غير متساوية، إذ يغطي بنك الطعام مقاطعتي برينس جورج ومونتغمري في ماريلاند، ومقاطعات أرلينغتون وفيرفاكس والأمير ويليام ومدينة الإسكندرية في فرجينيا.
وبحسب الصحيفة، فقد خفضت السلطات القضائية في ماريلاند أعداد الذين يعانون من الجوع بشكل طفيف، فيما شهد شمال فيرجينيا، انعدامًا للأمن الغذائي منذ العام الماضي.
من جانبها، قالت رادها موثيا، رئيسة بنك الطعام ومديرها التنفيذي: "كان هناك الكثير من النقاش هذا العام حول التعافي الاقتصادي في منطقتنا وعلى المستوى الوطني إلا أن الجميع لا يتعافون بالوتيرة نفسها".
وأوضح بنك الطعام الذي يوفر الطعام لحوالي 400 مخزن شريك ومواقع توزيع عبر المنطقة والضواحي المجاورة، أن الطلب الإجمالي لا يزال “مرتفعًا بشكل كبير”، مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، إذ قام البنك عام 2023 بتوزيع 53 مليون وجبة، أي ما يزيد بنسبة 77 % عما وزعته المؤسسة غير الربحية العام 2019.
والعام الماضي، فشلت الأجور في مواكبة التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ 40 عامًا، وهي مشكلة بدأت تتراجع مؤخرًا.
ولم ينعكس ذلك في التقرير الأخير، الذي يغطي الفترة من مايو/ آيار العام 2022 إلى أبريل/ نيسان العام الحالي.
وأفاد بنك الطعام أن التضخم وتقليص البرامج الاجتماعية الموسعة المتاحة في عامي 2020 و2021 ساهما في انتشار الجوع في المنطقة.
وبين البنك، أن أكثر من نصف السكان المحليين الذين شملهم الاستطلاع البالغ عددهم 5300 شخص، أسهم الوباء وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وفقدان المزايا الحكومية في معاناتهم.
وأشار إلى أن النسبة المئوية لأولئك الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بالكاد تغيرت في جميع أنحاء المنطقة، إلا أنه كان هناك بعض التباين بين المقاطعات، إذ لا تزال مقاطعة برينس جورج في ولاية ماريلاند هي الجزء الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة.
وبحسب الصحيفة، فإن أسرة واحدة من بين كل أسرتين عانت من انعدام الأمن الغذائي العام الماضي، لكن معدل المقاطعة انخفض أيضًا من 48 % العام الماضي إلى 45 % في التقرير الجديد.
وشهدت مقاطعة مونتغمري في ولاية ميريلاند أيضًا انخفاضًا من 30% العام 2022 إلى 27% العام الحالي، إذ انخفضت النسبة في المنطقة من 36% إلى 35%.
وقال مارك إرليش، المدير التنفيذي لمقاطعة مونتغومري، إن الانخفاض في بعض الولايات القضائية لا يعني أن انعدام الأمن الغذائي لم يعد مشكلة ملحة.
وأوضح أن بعض مقدمي الأغذية في المقاطعة استنفدوا بالفعل الأموال السنوية التي توفرها لهم الحكومة المحلية.
وأضاف "هذا ليس الوقت المناسب لتقليص الطعام، سنقوم بتوفير صندوق تكميلي الآن وربما لاحقًا للتأكد من حصول الجميع على التمويل الذي يحتاجونه للحفاظ على البرنامج".
المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية