السعودية.. اقتراح جديد بتقليص العمل لـ 6 ساعات يلقى تأييدا واسعا

السعودية.. اقتراح جديد بتقليص العمل لـ 6 ساعات يلقى تأييدا واسعا

قوبل اقتراح جديد بتقليص ساعات العمل في وظائف القطاعين العام والخاص بالسعودية، من 8 إلى 6 ساعات يوميا فقط، بتأييد واسع تقدمه كتاب ومختصون واقتصاديون سعوديون يقولون، إن "الخطوة تعود بالفائدة على الموظفين وشركاتهم".

وتتكرر المطالب بتخفيض فترة العمل اليومي لـ 6 ساعات وزيادة العطلة الأسبوعية من يومين إلى 3، بين فترة وأخرى في السعودية، لكن وزارة الموارد البشرية لم تستجب لتلك الاقتراحات في الماضي، بينما تسعى لإلزام القطاع الخاص بإجازة اليومين الأسبوعية التي تتهرب منها بعض الشركات.

لكن أحدث اقتراح لتخفيض ساعات العمل اليومي في السعودية، يلقى تأييدا كبيرا يقدم مؤيديه المختصين بالموارد البشرية والإنتاج، أن خفض ساعات العمل يعود بالفائدة على المنشآت بالقدر الذي يستفيد منه الموظف.

ويدعم مؤيدو ذلك الاقتراح، مطلبهم بأن طبيعة العمل تغيرت عن الماضي مع انتشار التقنية التي تسهل التواصل والإنجاز، كما أن الموظفين لا يستطيعون العمل بشكل متواصل لمدة 8 ساعات، ويأخذون استراحات يقضونها على مواقع التواصل الاجتماعي أو الحديث مع زملائهم.

كما يدعم أصحاب ذلك الاقتراح، فكرتهم بتجربة جائحة "كورونا" التي أجبرت كثيرا من الموظفين على العمل من منازلهم، وتمكنوا من إنجاز مهامهم في زمن أقليل بكثير من ساعات الدوام.

وتقول الكاتبة السعودية مها عبدالله، وهي من أوائل من قدموا الاقتراح الذي جذب مؤيدين كثر في نقاش واسع عبر "تويتر": "يجب تقليص ساعات العمل إلى 6 حيث أن 8 ساعات يوميا هي سرقة مجحفة لعمر الانسان، لا يتبقى وقتا في يومه ليعيشه، يأكل وينام ليكمل يومه التالي في مقر العمل! 6 ساعات كافية للإنتاج الفعلي، وما تبقى من اليوم يعود للفرد حتى لا يفقد عقله ونفسه في هذا الاستعباد الوظيفي!".

ويؤيد الكاتب أحمد عجب، ذلك التخفيض، لا بل كان من أبرز من دعا إليه قبل أشهر في مقال، وتم نقاشه في إحدى برامج التلفزة المعروفة، قائلا: "تبغى الصراحة كلما خفضت ساعات العمل بـ القطاع الخاص إلى 6 ساعات كلما حفزت الموظف لإنجاز مهامه وكلما رفعت ساعات العمل لأكثر من 8 ساعات كلما اهدر الموظف الوقت واجل إنجاز أعماله ! لذلك يجب تقليص ساعات العمل إلى 6 وتحرير الموظف من رق وعبودية الوظيفة!!".

وأشار عجب، في تغريدة أخرى لمقاله السابق، قائلا: "لم يعد العمل اليوم كالسابق بحاجة لإعداد مستندات أو أدوات إنتاج فغالبية الأعمال تحولت لمعاملات رقمية، وما كان يستغرق ساعتين لإنجازه يمكن إنجازه بضغطة زر في ربع ساعة".

ويدعم برجس حمود البرجس، المحلل الاقتصادي المعروف، والمستشار السابق بالتخطيط الإستراتيجي في شركة "أرامكو"، المقترح الجديد، وشارك وسم "تقليص ساعات العمل"، الذي يستقطب عشرات آلاف التغريدات.

وكتب البرجس:"هذا ما يستفيد منه إلا المدير الذكي الذي يخفض ساعات العمل لموظفيه مقابل حرص واجتهاد منهم على رفع الإنتاجية أكثر من المعتاد، هذا التحفيز سيشجع الموظفين، ويزيد عندهم الحرص والإخلاص والتركيز والإنتاجية النتيجة النهائية: الكل كسبان".

‏وقدم المحامي أحمد المحيميد، تجربته في العمل لدعم الاقتراح، وقال:"من خلال تجربة في مكتبنا للمحاماة ومنذ خمس سنوات دوامنا فقط 6 ساعات يوميا، مما ساهم في زيادة الانتاجية والولاء والعطاء والحد من التأخير والغياب".

ويقول الدكتور وليد الزامل، وهو استاذ جامعي وكاتب متخصص في الاسكان: "القضية ليست في زيادة او تقليص ساعات العمل .. الاساس هو الانتاجية فكم من موظف ينتج خلال ساعتين ما ينتجه موظف خلال 8 ساعات.. وكم من باحث ينجز بحثه خلال مده اقصر من باحث اخر ينجزه في سنوات.. العبرة في الانجاز!!".

وكتب المهندس والكاتب عايض الميلبي: "تقليص ساعات العمل، لصالح الموظف والمؤسسة ايضا بدليل ان دول عده صناعيه منتجه لها عقود بالصناعة والعمل، وصلت لقناعه أن تقليص ساعات الموظف لابد منه، وقد وصلوا لحد 32 ساعه أسبوعيا".

وأضاف: "للأمانة دوام القطاع الخاص 8 ساعات 5 ايام اسبوعيا، يسرق وقت الموظف، ويكون ذلك على حساب صحته، وحياته الاجتماعية، واسرته، بمعنى ساعه ذهابا وساعه إيابا، وساعه الظهر المجموع 8+2+1=11 ساعه كم بقي له ولأهله من وقت".

وأشار الميلبي، أيضا لتأثير المقترح على زيادة إقبال السعوديين على القطاع الخاص، وقال: "بإذن الله يتم النظر في تقليص ساعات العمل، ليكون القطاع الخاص جاذب للسعوده التي هي هدف لوزارة العمل، لتكون قريبه من ساعات القطاع الحكومي. وقد كتبت عن هذا قبل اعوام ".

من جهتها، قالت الدكتورة آلاء الغامدي: "أنا مع تقليص عدد ساعات العمل وتخفيف الضغط على الموظفين، الموظف بالنهاية إنسان، لازم يهتم بنفسه وصحته، ويقضي وقت مع أهله، ويمارس هواياته، وهالشي ما بيأثر على جودة الإنتاج، العمل ما بيخلص وعمر الإنسان ممكن ينتهي في لحظة".

وأشار الإعلامي سعود آل فرحان، إلى فوائد الاقتراح بالقول: "انا مع فكره التقليص لاسباب كثيره، ١-الانتاجيه ترا بتكون نفسها سواء ٦ ساعات او ٨ ساعات،٢-زحمه الرياض تخليك ترجع البيت متاخر وتكره نفسك، ٣-راحه لجسمك وقواك العقليه والذهنيه، اخر شي٤-تقدر تلحق وتنبسط بباقي يومك".

ورغم التأييد الكبير لاقتراح خفض ساعات العمل، وجد من يعارضه، وبينهم يحيى بالحارث، والذي قال "دولتنا تسير نحو تطوير جميع المجالات وهذا التطوير يحتاج الى 12 ساعة عمل يوميا خمسة ايام في الاسبوع و تقليص ساعات العمل، امر غير مقبول وغير منطقي حتى نصل الى تحقيق رؤية السعودية 2030، وانا واثق ان اغلب الشعب السعودي يتفق معي وخصوصا القادة الملهمين".

ولم تصدر وزارة الموارد البشرية أي تعليق حول الاقتراح والنقاش الواسع الذي جرى حوله في مواقع التواصل الاجتماعي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com