اليسار الفرنسي يتجه لفرض "الضريبة العالمية" على المغتربين

كشفت "الجبهة الشعبية الجديدة"، التي تُمثل اتحادًا لقوى اليسار في فرنسا، عن توجهها نحو فرض الضريبة على المغتربين أو ما يُعرف بـ"الضريبة العالمية"، تيمنًا بالنموذج الأمريكي.

واقترحت الجبهة الشعبية، بحسب صحيفة "لو فيغارو"، الفرنسية، عدة إجراءات ضريبية، تتضمن إعادة فرض ضريبة الثروة، وتعزيز ضريبة الميراث، وإنشاء 14 شريحة ضريبية لزيادة الضرائب على الأكثر ثراءً.

وتطرقت لوسي كاستيتس، مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة لمنصب رئيس الوزراء، إلى موضوع الضرائب خلال زيارة لمصنع دوراليكس في مدينة "لا شابيل سانت مسمين".

ورافق كاستيتس، في زيارتها الأمين الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فاور، والأمينة الوطنية لحزب الخضر، مارين تونديلييه، بحسب ما ذكرت الصحيفة الفرنسية.

وقالت كاستيتس، إن على المغتربين المتهربين من الضريبة دفع الضرائب في فرنسا، كما يفعل الأمريكيون المغتربون تجاه مصلحة الضرائب الأمريكية، مؤكدة أن الأمر يتعلق بـ"مسألة السيادة".

وأوضحت أن هناك اقتراحًا جديدًا "يُلزم نحو 2.5 مليون فرنسي مقيمين في الخارج بدفع الفرق بين الضرائب المدفوعة في بلد إقامتهم، وتلك التي كانوا سيدفعونها لو كانوا يعيشون في فرنسا.

وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة "الضريبة العالمية" جرت مناقشتها من قبل جان لوك ميلينشون في 2017 و2022، ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند في 2012، ودومينيك ستراوس-كان في 2007، لكنها لم تُنفذ قط.

واعتبر كل من رئيس دائرة الخبراء الضريبيين فيليب برونو، والمحامي الضريبي مبروك ساسي، أن اقتراح اليسار غير قابل للتنفيذ؛ بسبب تعقيد الاتفاقيات الضريبية الدولية والحاجة إلى إعادة التفاوض على الاتفاقيات مع أكثر من 120 دولة.

وأشار برونو إلى أن فرنسا لا تملك نفس الوسائل الجيوسياسية أو المالية التي تمتلكها الولايات المتحدة، ولا سيما استخدام قوة الدولار.

 وذكرت الصحيفة أن تقريرًا ألمانيًا أشار إلى أن مثل هذه الإصلاحات تتطلب إعادة التفاوض على العديد من الاتفاقيات الثنائية، وهي عملية طويلة ومعقدة.

وبدوره، رجح رئيس لجنة المالية في الجمعية الوطنية كوكرال، أن يكون فرض ضريبة على أساس الجنسية أمرًا مستحيلًا في فرنسا، مقترحا عوضا عن ذلك ضريبة "مختلفة" على المغتربين، الذين يتجاوزون مستوى معينًا من الثروة في البلدان ذات الضرائب المنخفضة.

ونوهت الصحيفة إلى أن تنفيذ ضريبة عالمية في فرنسا يبدو معقدا وغير مرجح، لكن البدائل مثل الضريبة المختلفة قد تكون قابلة للتطبيق، رغم أنها رمزية ومحدودة من حيث الإيرادات الضريبية.