"الحيتان الطائرة".. هل تنافس طائرات الشحن قريبا؟
بدأت شركة فرنسية تُدعى "الحيتان الطائرة"، مؤخرا، في تطوير مناطيد عملاقة تحمل نفس الاسم، حيث تأمل أن يدعم منتجها هذا عمليات الشحن الجوي بشكل كبير وينافس الطائرات، مع توجه الكثير من الدول إلى التقليل من انبعاثات الكربون لحماية المناخ.
وقال رومان شلاك، رئيس الاتصالات في الشركة، إن المنطاد الذي سيعمل بغاز الهيليوم يمكن أن يساعد في حل مشكلة كيفية نقل البضائع "عندما تكون البنية التحتية غير متوفرة".
وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أن تقنية المناطيد كانت موجودة منذ أكثر من 150 عامًا، واكتسبت شعبية في أوائل القرن العشرين لنقل الركاب والبضائع عبر الأرض والمحيطات.
ولفتت إلى أنه عندما أصبحت الطائرات أسرع وأكثر تقدمًا، لم تستطع المناطيد مواكبة ذلك، وأنه في عام 1937 اشتعلت النيران في منطاد "هيندنبورغ" ما أسفر عن مقتل 36 شخصًا، إيذانًا بنهاية العصر الذهبي للمنطاد.
وقالت الشبكة: "والآن، بعد ما يقرب من 90 عامًا، بدأ الاهتمام بالنقل الأخف من الهواء ينتعش، ومع انبعاثات الكربون المنخفضة، وعدم الحاجة إلى بنية تحتية أرضية باهظة الثمن مثل المطارات أو الطرق، لأنها يمكن أن تقوم بتحميل وتفريغ البضائع أثناء التحليق، يمكن أن تكون المناطيد حلاً مستدامًا للخدمات اللوجستية في جميع أنحاء العالم".
وذكرت أن شركة "الحيتان الطائرة" تعمل حاليا على تطوير منطاد بطول 200 متر يتم رفعه بوساطة 14 خلية مملوءة بغاز الهليوم، ثم يتم دفعها عبر الهواء بوساطة نظام كهربائي هجين يعمل بوقود طيران مستدام.
وأوضحت أن تلك المناطيد، التي تحمل ما لا يقل عن اثنين من أفراد الطاقم، قادرة على نقل 60 طنًا من البضائع أي ما يوازي شاحنتين إلى ثلاث شاحنات كبيرة.
وأشار شلاك إلى أن "الحيتان الطائرة" مصممة لحمل بضائع ثقيلة وضخمة مثل شفرات توربينات الرياح، أو جذوع الأشجار التي يتم جمعها من سفوح الجبال شديدة الانحدار، أو مواد البناء التي يتم تسليمها إلى مواقع نائية ومعزولة.
كما يمكنها أيضًا توصيل الطعام أو المساعدة بعد الكوارث الطبيعية، عندما يتعذر الوصول إلى السكك الحديدية أو الطرق.
وأوضح أنه بالمقارنة مع طائرات الهليكوبتر، التي تعتبر وسيلة لنقل البضائع البعيدة، فإن تلك المناطيد ستنتج أقل من 10% من انبعاثات الكربون أثناء التشغيل، فضلا عن أن نظام الشحن الخاص بها ليس له أي تأثير على البرية والريف، بينما لا يزال بإمكانه الربط بين المناطق الريفية والمجتمعات الصغيرة مع سلاسل التوريد العالمية.