شركات صينية تُبدع بسرقة الأفكار وتحويلها لمنتجات زهيدة الثمن (صورة وفيديو)
شركات صينية تُبدع بسرقة الأفكار وتحويلها لمنتجات زهيدة الثمن (صورة وفيديو)شركات صينية تُبدع بسرقة الأفكار وتحويلها لمنتجات زهيدة الثمن (صورة وفيديو)

شركات صينية تُبدع بسرقة الأفكار وتحويلها لمنتجات زهيدة الثمن (صورة وفيديو)

راقب أحد رواد الأعمال أحلامه بالثراء تتحطم أمام عينيه، بعد أن قضى عاماً كاملاً وهو يصمم منتجاً جديداً آملاً بتحقيق الربح من ورائه، إلا أنه وبعد أن عرض منتجه في شركة "كيك ستارتر" الأمريكية، وهي شركة تعمل كوسيط بين مشاريع الناس والمساهمين لجمع التمويل للإنتاج حدث ما لم يكن يحسب له حساباً.

فبعد أسبوع واحد فقط من بدء حملة جمع التمويل من الجمهور، كانت نسخ مقلدة من المنتج متوافرة للبيع في المواقع الإلكترونية لبيع المنتجات الصينية مثل موقع "علي بابا" وغيرها، وباتت متاحة للجميع قبل أن يقوم صاحبها بتصنيعها أصلاً.

وبدأت الحكاية حين أدرك يكوتيل شيرمان تزايد شعبية صور "السليفي" خلال الأعوام القليلة الماضية وأن في ذلك القطاع فرصة تجارية مربحة، فبدأ قبل عدة سنوات بالعمل على بديل لعصا السيلفي التقليدية.

وبحلول شهر كانون الأول/ ديسيمبر العام 2015، نجح  بصناعة نسخ أولية لمنتجه "ستيك بوكس" المبتكر، وهو غطاء للهواتف الذكية يعمل بنفس الوقت كعصا "سيلفي"، ونجح عندها في جمع التمويل من أفراد أسرته وصوّر مقطعاً ترويجياً لعشيقين يستخدمان منتجه "ستيك بوكس" لالتقاط صورة أمام برج إيفل.

وكان كل شيء يسير وفقاً لخطته إلى أن أطلق حملة لجمع التمويل من الجمهور عبر شركة "كيك ستارتر" لجمع 40 ألف دولار، وبعد أسبوع واحد من إطلاقه حملة جمع التمويل عبر شركة "كيك ستارتر" بدأت نسخ مقلدة عن منتجه "ستيك بوكس" تظهر على مواقع تجارة إلكترونية صينية ضخمة مثل "علي بابا" وبسعر أقل من الذي حدده شيرمان لبيع منتجه.

وتبين أنه قبل أن تتاح له فرصة البحث عن مصنع لإنتاج منتجه بكميات كبيرة أن المصنعين الصينيين سرقوا فكرته من شركة "كيك ستارتر" وقلدوه في وقت قياسي، وأصبح بذلك ضحية جديدة للمصانع الصينية المقلِدة للمنتجات، ولم يعد قادراً على القيام بأي شيء في هذه المرحلة.

وعندما انتشر خبر أن منتج شيرمان أصبح متوافراً في الصين مقابل 8.18 دولار إضافة إلى مصاريف الشحن، في حين أن السعر الذي حدده شيرمان لمنتجه الأصلي يبلغ 47.41 دولار، وهو ما أصاب شركة "كيك ستارترز" بالغضب الشديد، فكتب أحدهم:

" آخر تبرير وتعليق للمنتجين المقلِدين لم يكن سوى عذر ميؤوس منه، بلا شك هذا مشروع احتيال، جميعنا تعرضنا للخداع، لا نستطيع القيام بشيء سوى أخذ نفس عميق ونسيان القصة، أدعو الله أن يفشل هذا المشروع ومعه سارق المنتج المريض، وإن لم يكونوا قد فشلوا للآن أدعو أن يفشلوا قريباً".

ونشر مؤيد آخر للمنتج على موقع جمع التمويل من الجمهور " كيك ستارتر" تعليقاً غاضباً ضد صانع المنتج الأصلي شيرمان قائلاً: " هل تمزحون؟ نحن بحاجة للمنتج الآن، سنرفع ضدكم دعوى قضائية إن لم تبدأوا بإنتاج المنتج الذي دفعنا ثمنه، توقفوا عن القلق بسبب الشركات الأخرى وأبدأوا بنشر منتجكم، لم تكمل شركتكم عامها الأول وأنتم تدمرونها وتتخلون عنها منذ الآن، أنا نادم على أنني وضعت ثقتي بهذه الشركة منذ البداية، لكن نظراً للأمور الجارية لن تستمر وقتاً أطول".

ووجد شيرمان نفسه في موقف صعب مع اضطراره للمنافسة مع نسخ مقلدة من منتجه بنصف السعر، وتعليقات مثل: " أنت تطالب بضعف السعر الذي يطلبه مقلدو المنتج رغم أننا نشك بأن نسختك ستكون أفضل من النسخ المقلدة".

وبالرغم من أن شيرمان لم يتخذ إجراءات قانونية للآن، إلا أنه يدّعي أنه يقضي 20% من وقته بحثاً عن الشركات الصينية المقلدة لتصميمه، بيْد أنه يواجه مشكلة وجود العديد من الشركات المقلدة التي قلدت منتجه، حيث تنتشر الأفكار الجيدة مثل النار في الهشيم، ولم يكن منتجه "ستيك بوكس" استثناء في ذلك.

وبالرغم من أن شيرمان يكافح لتقديم منتج "ستيك بوكس" الأصلي لداعميه في شركة "كيك ستارترز" إلا أنه يعلم في قرارة نفسه أنهم يفكرون  بشراء المنتج المقلد بدلاً من انتظاره.

ويقدّر الصانع أن السرقة فائقة السرعة كلفته مئات الآلاف من الدولارات، إلا أنه لا يزال يحمل من القوة في داخله والتي تمنحه القدرة على المزاح حول القصة، فيقول: "توجد العديد من قضايا عصي "السيلفي" لكن فكرتنا هي الوحيدة التي نسخت وقلدت، وهذا يؤكد أن منتجنا يستحق التقليد، والمقولة التي تتبادر إلى الذهن هي: (التقليد هو أصدق أشكال الإطراء)".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com