صناديق الثروة السيادية الخليجية تستحوذ على الأغذية الحلال
صناديق الثروة السيادية الخليجية تستحوذ على الأغذية الحلالصناديق الثروة السيادية الخليجية تستحوذ على الأغذية الحلال

صناديق الثروة السيادية الخليجية تستحوذ على الأغذية الحلال

أكد الباحث المشارك في كلية الأعمال "أي.إي" بمدريد، ورئيس معهد الحلال بإسبانيا توماس جيريرو، أن الدول الإسلامية وعلى رأسها دول الخليج، تتجه للاستثمار في مجال الأغذية الحلال، بعدما كانت تقوم باستيراد الكثير من المواد الغذائية، بنسبة استهلاك تفوق 70 %.

وأشار في حوار مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إلى أنه في العام 2013، استورد المسلمون أغذية ومشروبات بقيمة 1,2 تريليون دولار، وهو ما يعادل 17.7% من إجمالي الانفاق العالمي على الغذاء في نفس العام، منها تريليون دولار لاستيراد الأطعمة الحلال.

وأضاف جيريرو، أن هناك ثلاثة عوامل رئيسة تفسر اعتماد تلك الدول "57 دولة" على غيرها، تتمثل في المناخ السلبي، ونقص الخبرة والتكنولوجيا اللازمة لزيادة الانتاجية الغذائية، كذلك زيادة عدد السكان، الذين بدأوا اتخاذ أنماط استهلاكية غربية.

اجراءات جديدة

وقالت الصحيفة البريطانية في مقالها، إنه نتيجة لاعتماد الدول الإسلامية على الاستيراد، اتخذت حكومات تلك الدول اجراءات جديدة، تهدف إلى تطوير القدرات الداخلية اللازمة لتلبية الطلب المحلي المتزايد على المواد الغذائية، وبالتالي تقليل حدة الاعتماد على الاستيراد تدريجيا، كذلك اغتنام فرصة تطور المواد الغذائية بوجه عام، و"الأغذية الحلال" بوجه خاص لتنشيط اقتصادها، لذلك اتجهت العديد من هذه الحكومات إلى صندوق "الثروة السيادية".

واستشهدت الصحيفة بـ "صندوق قطر للثروة السيادية"، الذي يدير أصولا بقيمة 304 مليارات دولار، ففي العام 2008 انفق نحو مليار دولار للحصول على ذراع استثمارية متخصصة في قطاع الزراعة والماشية، من خلال إنشاء شركة "حصاد"، لتأمين إمدادات الغذاء بالبلاد على المدى الطويل .

وبحسب تقرير فاينينشال تايمز، فإن شركة حصاد للأغذية قامت منذ تأسيسها بتنفيذ معاملات ضخمة، مثل توقيعها اتفاقية بقيمة 68 مليون دولار مع شركة الصفا للأغذية التابعة لسلطنة عمان في العام 2009 للاستثمار في تربية الدواجن بجنوب قطر، وإنتاج 17000 طن من الدجاج سنوياً و90 مليون بيضة أو ما يقرب من 20% من احتياجات قطر من هذه الأغذية .

كذلك انفقت شركة حصاد في العام 2010، نحو 500 مليون دولار من أجل إنشاء شركة استرالية تابعة لها تحت اسم " حصاد أستراليا "، وقد استحوذت عبر هذه الشركة علي تربية الدواجن والأعمال الزراعية في نيو ساوث ويلز، وكوينزلاند ، وفيكتوريا، وغرب أستراليا بقيمة تتجاوز 200 مليون دولار، فيما تمتلك حالياً أكثر من 287 ألف هيكتار، أي حوالي 2870 كيلو مترا مربعا، مع القدرة على إنتاج 125 ألف طن من الحبوب و100 ألف رأس من الماشية "الحلال" سنويًا.

كما حصلت الشركة مؤخرًا على 100 مليون دولار، بنسبة تعادل 33.25 % من حصتها في شركة الصفا الغذائية، وهي الشركة الرائدة في إنتاج الدواجن الحلال داخل سلطنة عمان.

أمثلة أخرى

وأوردت الصحيفة البريطانية أمثلة أخرى لشركات في دول إسلامية متعددة، حيث امتلاكت شركة دبي للاستثمارات حصة كبيرة في شركة روابي الإمارات الرائدة في إنتاج الدواجن الحلال بالإمارات العربية المتحدة.

وفي العام 2011، أطلق أحد صناديق الثروة السيادية في البحرين صندوقا للاستثمار، في شركات الأغذية الحلال داخل البلاد وخارجها بقيمة 265 مليون دولار.

وخلال العام 2005، قامت هيئة الاستثمار الكويتية بالاشتراك مع الغانم للصناعات وشركة الاستثمار الوطنية بإنشاء الشركة الكويتية- الصينية للاستثمار، بتمويل تجاوز 340 مليون دولار من الأصول في نهاية العام 2013، والتي من أهدافها الاستثمار في إنتاج الدواجن بآسيا .

ونجحت مؤسسة الخليج للاستثمار في زيادة حصتها ضمن مجموعة المواد الغذائية البرازيلية (بي آر إف) "واحدة من أكبر عشر شركات للغذاء في العالم"، خلال منتصف عام 2014، بنسبة 0.6% إلى 4.4 %.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها، "بأن لا أحد على استعداد للتخلي عن هذه السوق، والتي من المتوقع أن تصل 2.5 تريليون دولار سنويا في العام 2019. لذلك، ونتيجة للتوترات الغذائية والزراعية بالعالم، سيصبح من الشائع رؤية هذه الشركات العملاقة تستثمر في شركات الأغذية الحلال".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com