مصر.. رجال الأعمال يفتحون النار على شركات التأمين
انتقد رجال الأعمال في مصر الارتفاع الجنوني في أسعار بوليصات التأمين، وإضافة المزيد من التعقيدات والشروط التعجيزية، التي تطلبها الشركات منهم للتأمين على ممتلكاتهم، مؤكدين أن هذا الارتفاع ينعكس سلباً على صورة مصر أمام دول العالم، ما يجعلهم ينصرفون بعيداً عنها، أو تقنين التعامل معها، نظراً لارتفاع مؤشر المخاطر.
وقال محمد بركة رئيس مجلس الأعمال المصري الإندونيسي، إنه لا يوجد رجل أعمال لا يريد التأمين على شركته أو مصنعه، خاصةً في ظل هذه الظروف الصعبة والاضطرابات الأمنية، التي تمر بها مصر هذه الأيام، لكن المشكلة تكمن في أن شركات التأمين تتلاعب بالألفاظ في بوليصة التأمين، الأمر الذي يضر الكثير من رجال الأعمال، وقد يضيع حقهم في بعض الحالات.
وأضاف أن شركات التأمين لا تعترف بالحرائق في كثير من الأحيان، حيث تعتقد أنها بفعل فاعل، هذا بالإضافة إلى أن التحقيق في هذه الحالات يحتاج إلى وقت طويل جدا، ما يحمل صاحب المنشآت خسائر كبيرة، خاصةً لو كان ملتزما بسداد قروض للبنوك، ففي هذه الحالة، يتم الحجز على جميع ممتلكاته، وكل ذلك بسبب عدم حصوله على التعويض من شركة التأمين في الوقت المناسب، لذلك فإن كل هذه الأسباب تجعل رجال الأعمال ينصرفون عن التأمين على ممتلكاتهم.
وطالب بأن تقوم شركات التأمين بعمل بوليصات تأمين أكثر وضوحا وشفافية، بشكل يضمن لرجال الأعمال حقوقهم، عند حدوث أية خسائر، وذلك للتغلب على مخاوف البعض من مماطلة شركات التأمين، في صرف التعويضات، خاصةً وأن أسعار البوليصات ارتفعت إلى الضعف تقريباً بعد قيام الثورة، وذلك بسبب ازدياد عمليات السطو والسرقات والحرائق.
وأشار محمد جنيدي، رئيس مجلس إدارة شركة "جي إم سي" إلى أن رجال الأعمال في وضع سيئ للغاية، بسبب الظروف العصيبة التي يمر بها الاقتصاد في هذه المرحلة الحرجة، مؤكداً أن ذلك يصعب عليهم الإقدام على التأمين، خاصةً في ظل ارتفاع أسعار بوليصات التأمين، ما يضيف عبئا ماليا كبيرا عليهم، لذلك هناك شبه حالة من الأحجام عن التأمين.
وأضاف أن هناك حالة من الاستنفار عند شركات التأمين، بسبب انتشار حالات السرقة والسطو المسلح والحرائق، خاصةً بعد قيام الثورة، ما جعلها أكثر تحفظاً في إصدار بوليصة التأمين، تخوفاً من حجم الخسائر، لذلك تقوم بدراستها جيداً قبل الموافقة عليها.
وأوضح أن معدلات الإنتاج انخفضت بشكل كبير في أغلب المصانع، بسبب حالة الركود التي تشهدها الأسواق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، ما أضاف أعباءً جديدة على كاهل رجل الأعمال المصري، وبالتالي أصبحت معادلة صعبة، فمن جهة أصبحت شركات التأمين متحفظة، وتغالي في الأسعار المطلوبة لإصدار بوليصة التأمين، لكي تتجنب مخاطر دفع تعويضات ضخمة، ومن جهة أخرى، رجال الأعمال لا يريدون تحمل أي عبء مادي جديد على أعبائهم المالية المتراكمة.
