السعوديون يتسابقون للاستثمار في أسهم "أرامكو"
السعوديون يتسابقون للاستثمار في أسهم "أرامكو"السعوديون يتسابقون للاستثمار في أسهم "أرامكو"

السعوديون يتسابقون للاستثمار في أسهم "أرامكو"

"لا صوت يعلو فوق صوت اكتتاب أرامكو، أكبر اكتتاب في الكرة الأرضية،" هكذا أعلنها أحمد العرفج، مقدم البرامج التلفزيونية السعودي الشهير، قارعًا طبول الحماسة الوطنية لما قد يصبح بالفعل أكبر طرح عام أولي في العالم.

بدأت شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية بيع أسهمها الذي طال انتظاره وسبق أن تأجل مرارًا، اليوم الأحد، عارضة على المستثمرين الأفراد ومن المؤسسات حصة في الشركة الأعلى ربحية في العالم من خلال إدراج في بورصة الرياض.

وبوسع السعوديين التواقين لتملك قطعة من أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم الشراء عبر الإنترنت أو التوجه إلى البنوك المحلية، التي مددت ساعات العمل لتلبية الطلب الكبير المتوقع خلال عملية البيع التي تستمر حتى الـ 28 منتشرين الثاني/ نوفمبر.

وسيباع ما يصل إلى 0.5% من أرامكو إلى المستثمرين الأفراد، أي نحو 8.5 مليار دولار من الأسهم، في الطرح الأولي الذي يقدر قيمة الشركة بين 1.6 و1.7 تريليون دولار.

ولأسابيع، أخذت اللوحات الإعلانية على جوانب الطرق وفي مراكز التسوق تمهد للإدراج "أرامكو السعودية، قريبًا على تداول". وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وفي المقاهي وخلال الجلسات العائلية، هيمن الطرح الأولي على النقاشات.

يقول طبيب الأسنان في الرياض عبد الله الفقيه (29 عامًا) إنه بدأ الإدخار فور أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن خطط الطرح الأولي قبل نحو أربع سنوات.

وأبلغ رويترز "سأستثمر في الشركة للمدى الطويل.. سأحصل على أسهم مجانية، وسأشتري مزيدًا من الأسهم بالأرباح. إنها فرصة لا تتكرر."

وتتناقض حملة التسويق المكثفة تلك مع بيع أسهم ضخم آخر هذا الشهر، هو الإدراج الثانوي لعملاق التجزئة الصيني "علي بابا" في هونغ كونغ، المدينة التي تجتاحها الاحتجاجات.

ومن غير المتوقع أن تقوم "علي بابا" بحملة إعلانية لما سيصبح أول إدراج بلا ورق في هونغ كونغ.

طفرة إقراض

سيحق للمستثمرين الأفراد السعوديين الحصول على سهم مجاني واحد عن كل عشرة أسهم يشترونها إذا احتفظوا بأسهمهم لفترة 180 يومًا على الأقل. ومن المتوقع مشاركة ما يصل إلى خمسة ملايين شخص، حسب وسائل إعلام محلية.

وأبلغ مصرفيان رويترز أن عشرات الآلاف من السعوديين يسعون للاستثمار نيابة عن جميع من يعولونهم - كطريقة لزيادة عدد الأسهم التي يمكنهم شراؤها.

تسوق البنوك السعودية -أيضًا- قروضًا للعملاء للمساعدة في تمويل استثماراتهم، مع توسع البعض في الإقراض إلى أربعة أمثال السقف المعتاد، حسب ما قاله مصدران ماليان آخران لرويترز. وذكرت المصادر أن البنوك قادرة على زيادة الحد الأقصى لأنها ستحتفظ بالأسهم نيابة عن العملاء كضمان.

وقال موظف حكومي (37 عامًا) طلب عدم نشر اسمه إن بنكه عرض عليه قرضًا بلا فائدة يُرد في غضون ثلاثة أسابيع، لكنه ينوي الاستثمار بمدخراته.

واجب وطني

قالت أرامكو اليوم الأحد إنها تخطط لبيع 1.5% من أسهمها أو حوالي ثلاثة مليارات سهم، بسعر استرشادي في نطاق 30 إلى 32 ريالًا، مقدرة قيمة الطرح الأولي بما يصل إلى 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار) عند سقف النطاق. وقد تتجاوز بذلك الطرح العام الأولي القياسي لشركة علي بابا الصينية في 2014 والذي بلغت حصيلته 25 مليار دولار.

وقال عضو بهيئة كبار العلماء السعودية في برنامج إذاعي أسبوعي الجمعة الماضي، إن الاستثمار في أرامكو جائز شرعًا.

وأبلغ الشيخ عبد الله المطلق متصلًا كان يسأل عن الطرح "هي (أرامكو) من أعمدة الاقتصاد في المملكة... أعتقد حتى المشايخ ونحن سنشارك فيها."

وتستحث الحكومة السعوديين الأثرياء للاستثمار في الطرح الأولي باستخدام السيولة المحتفظ بها في الخارج، إذ ينظر سعوديون كثيرون إلى الأمر كفرصة لإظهار مدى وطنيتهم عقب هجوم أيلول/ سبتمبر الماضي على منشأتين لأرامكو.

وقال الكاتب السعودي أنور أبو العلا في تغريدة حديثة "الاكتتاب في أرامكو واجب وطني لمن استطاع إليه سبيلًا."

وعلى تويتر أيضًا، وصف مشعل الذايدي مساعي الأمير محمد بن سلمان لطرح أرامكو للاكتتاب العام - حجر الزاوية لبرنامج إصلاح يستهدف الحد من اعتماد الاقتصاد على النفط - بأنها "حرب ضروس" ينبغي أن يدعمها السعوديون.

لكن حتى بعض السعوديين الذين يرون أن الحكومة مخطئة في تخليها عن السيطرة على الشركة ولو جزئيًّا، يجدون في فرصة تملك أسهم في أرامكو إغراء تصعب مقاومته.

يقول أبو محسن، الذي يعمل سائق سيارة مع أوبر، "أرامكو رابحة رابحة.. سأشتري لأن المكاسب كبيرة، لكن لا أحد راض عن الاكتتاب ولا عن بيع أرامكو، خصوصًا للأجانب."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com