بعد فسخ عقد "موانئ دبي".. المنافسة الدبلوماسية تشتعل للفوز باستثمار ميناء "دوراليه" الجيبوتي

قال مسؤول كبير اليوم الأربعاء، إن ميناء الحاويات في جيبوتي سيبقى في أيدي الدولة في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى جذب الاستثمار، وهي تعليقات من المرجح أن تطمئن واشنطن، حيث يقول مشرّعون إنهم يخشون من تسليم الميناء إلى الصين.

وأوضح حسن عيسى سلطان المفتش العام في جيبوتي، والمشرف على البنية التحتية بتكليف من الرئيس إسماعيل عمر جيلة، خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء، أن الميناء سيظل "في أيدي الدولة" بينما تبحث الحكومة عن مستثمرين جدد.

وأكد المسؤول الجيبوتي بالقول: "لا يوجد خيار صيني، ولا توجد خطط سرية لمحطة حاويات دوراليه.. والميناء تديره الدولة بالكامل الآن".

وكانت جيبوتي فسخت الشهر الماضي امتياز إدارة الميناء الممنوح لشركة "موانئ دبي العالمية" المملوكة لحكومة الإمارة، بسبب ما قالت إنه عدم تسوية نزاع تعاقدي قائم منذ 6 سنوات.

وصعّد ذلك من وتيرة المنافسة الدبلوماسية في جيبوتي، وجدد المخاوف في عدد من العواصم من أن بلدانًا أخرى قد تستغل الموقف لتقوية نفوذها.

ومحطة حاويات دوراليه أصل حيوي لجيبوتي، البلد الصغير المطل على البحر الأحمر ذي الموقع الاستراتيجي بالنسبة لدول مثل: الولايات المتحدة، والصين، واليابان، والمستعمر السابق فرنسا، وجميعها لها قواعد عسكرية هناك.

مخاوف أمريكية.

كان أكبر قائد عسكري أمريكي لمنطقة أفريقيا أبلغ المشرّعين الأمريكيين الأسبوع الماضي أن الجيش قد يواجه عواقب "خطيرة" إذا سيطرت الصين على الميناء. وقال مشرّعون إنهم اطَّلعوا على تقارير أن جيبوتي فرضت سيطرتها على الميناء كي تمنحه للصين كهدية.

وفي مؤشر على القيمة الاستراتيجية لجيبوتي، زار ريكس تيلرسون البلد الأسبوع الماضي بصفته وزيرًا للخارجية الأمريكية، وكانت جيبوتي واحدة من خمس دول أفريقية شملتها جولته في القارة.

وحثَّ تيلرسون، الذي أقاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء، حكومة جيبوتي على تحسين مناخ الاستثمار.

استيلاء غير شرعي.

وصفت موانئ دبي العالمية، الخطوة التي اتخذتها جيبوتي أنها استيلاء غير شرعي، وقالت الشركة إنها بدأت إجراءات أمام محكمة لندن للتحكيم الدولي التي برأت الشركة العام الماضي من جميع التهم بارتكاب مخالفات في الامتياز.

وتدّعي حكومة جيبوتي أن الشركة المشغلة للميناء تقاعست عمدًا عن تطوير محطة الحاويات، وغيّرت مسارات شحنات لتمر عبر ميناء جبل علي في دبي.

وقال سلطان:"هدفنا النهائي يظل الاستثمار بقوة في جاذبية دوراليه، ومرافق الموانئ الأخرى في البلاد".

وافتُتح الميناء في 2009، وتبلغ طاقته 1.6 مليون طن سنويًا.

وبعد أسابيع من إلغاء امتياز موانئ دبي العالمية، وقَّعت الشركة الحكومية التي تدير دوراليه اتفاقًا مع "باسيفيك إنترناشونال لاينز" والتي مقرها سنغافورة لزيادة حجم مناولة الشحنات هناك بمقدار الثلث.