غرفة التجارة الأمريكية: الصين عازمة على الهيمنة على العالم بطريقة غير متوقعة
غرفة التجارة الأمريكية: الصين عازمة على الهيمنة على العالم بطريقة غير متوقعةغرفة التجارة الأمريكية: الصين عازمة على الهيمنة على العالم بطريقة غير متوقعة

غرفة التجارة الأمريكية: الصين عازمة على الهيمنة على العالم بطريقة غير متوقعة

حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، من أن الصين عازمة على الهيمنة على العالم، ليس بالصواريخ ولا بحاملات الطائرات، بل عن طريق التحكم في الطاقة الشمسية والحوسبة السحابية وغيرها من الصناعات المستقبلية.

وجاء في وثيقة تحذير أصدرتها غرفة التجارة الأمريكية في الصين، أن "السياسات التجارية العدوانية التي تنتهجها الصين تعد أحد أخطر التهديدات التي تواجه مستقبل قطاعات التكنولوجيا المتقدمة الأمريكية"، وأن الحكومة الأمريكية لا تقوم بما فيه الكفاية لمكافحة التهديد.

وكانت الغرفة أرسلت وفداً إلى واشنطن الأسبوع الماضي لتحذيرها من هذا الموضوع.

ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن هذا التحذير مثير للقلق بالنسبة لواشنطن، التي لطالما راودتها الصين لإدخالها في النظام التجاري.

وقال "جيمس ماكغريغور"، رئيس شركة "أيه بي سي أو وورلد وايد" في الصين وأحد أعضاء الغرفة "الآن نقول إن الأمور غير متوازنة حقاً، والحكومة بحاجة إلى الاستيقاظ واتخاذ إجراءات، الخطوة تهدف للسيطرة على صناعات المستقبل، فنحن نتحدث عن الذكاء الاصطناعي وكل الأشياء التي تهم الاقتصاد الأمريكي".

ونظراً لخطاب الرئيس دونالد ترامب المناهض للصين خلال الحملة، قد يتوقع من المديرين التنفيذيين للولايات المتحدة في بكين وشانغهاي، أن يشعروا بالتفاؤل بشأن احتمالات الرد الأمريكي، ولكن الحقيقة أنهم يأملون ولكنهم متوترون، من احتمالية تفويت الإدارة لهذه الفرصة لتصحيح المسار.

لماذا غيرت غرفة التجارة الأمريكية في الصين مسار البوصلة؟

رداً على هذا السؤال، اعتبرت الغرفة أن "الصين هي من تغير وليس نحن".

 وقال ماكغريغور، إن سياسة أعضاء الغرفة قد تحولت من "الإصلاح والانفتاح" إلى "الإصلاح والانغلاق" ولا يزال النظام الشيوعي يسعى للنمو الاقتصادي واعتماد آليات السوق الحديثة، ولكن دون إخضاع اقتصاده لمنافسة مفتوحة من الخارج.

وقد أظهر استطلاع حديث، أن أكثر من 80 % من أعضاء الغرفة "يشعرون بقدر أقل من الترحيب في الصين من ذي قبل".

ووفقا لمسؤولي الغرفة، تمتلك الصين استراتيجية صناعية متطورة وطويلة الأمد. وهي تحد من وصول الشركات الأمريكية إلى سوقها؛ وتطالب الشركات الأمريكية بمشاركة التكنولوجيا المتقدمة للحصول على هذا الوصول المحدود، كما تشتري الصين الشركات الأجنبية التي تمتلك التكنولوجيا التي تحتاج إليها، بينما تمنع الشركات الأمريكية من الاستثمار في الصين؛ وهي التي توفر الموارد للشركات الصينية الناشئة في السوق الصينية الشاسعة والمحمية، قبل أن ترسلها للمنافسة في العالم.

وقال "ويليام زاريت"، الدبلوماسي الأمريكي السابق والمستشار الكبير في مجموعة "كوهين" وعضو مجلس غرفة التجارة الأمريكية في الصين "إن العلاقات الاقتصادية حيوية لكل من الولايات المتحدة والصين، ولكن برغم قوة هذه العلاقة، لدينا علاقة استثمارية وتجارية غير متوازنة، ونحن بحاجة الى معالجة هذا".

وخلال حملته، صرح ترامب مرات عديدة "الصين تسرقنا يساراً ويميناً".

وقال في تغريدة على تويتر عام 2015: "هناك أشخاص يرغبون في أن لا أشير إلى الصين كعدو لنا.. ولكن هذا هو بالضبط ما هي عليه".

هل ستُترجم شكوك ترامب السابقة إلى سياسة ذكية؟

ومنذ اجتماعه مع الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، بدا ترامب معجباً جداً بالزعيم الشيوعي والعلاقات الأمريكية الصينية التي وصفها بأنها "شيء خاص جداً، وهو أمر مختلف تماماً عما كانت عليه".

ويتخوف المديرون التنفيذيون الأمريكيون من أن تقود هذه المقدمة إلى تنازلات اقتصادية تهدف إلى كسب تعاون الصين في حل مشكلة كوريا الشمالية، كما أنهم يشعرون بالقلق من أن الإدارة ما زالت تركز على قطاعات الحديد والصلب وغيرها من القطاعات الصناعية الثقيلة بدلاً من التكنولوجيات التي ستكون حاسمة في المستقبل.

والأهم من ذلك كله أنهم قلقون، لأنه لن يكون من السهل على أي شخص أن يبتكر حلاً ذكياً لتلك العلاقة المتفاوتة.

ويقول "تيموثي ستراتفورد"، عضو الوفد الذي عمل في مكتب التمثيل التجاري في الولايات المتحدة في الفترة من 2005 إلى 2010 " أنظمتنا تختلف اختلافاً جوهرياً فنحن نركز على العملية، بينما تركز الصين على النتائج".

وأضاف، "إذا سمح القانون الأمريكي لشركة صينية بشراء شركة أمريكية، لن تتدخل الحكومة الأمريكية، وكذالك الأمر إذا تم حظر الشركات الأمريكية في الصين ولهذا يبدو الوضع العام غير عادل".

ولم يأت الوفد بمقترحات سياسية تفصيلية، على الرغم من أن العديد من الأعضاء دعوا إلى مستويات جديدة من مراجعة الاستثمارات الصينية المقترحة، فهم يريدون اعترافاً بأن الاقتصاد الصيني لا يعمل كما كان يأمل الأمريكيون أثناء السعي لفتح النظام التجاري العالمي، وأن انتظار تطور هذا النظام، لم يعد خياراً قابلاً للتطبيق.

وختم "راندال فيليبس" العضو المنتدب الآسيوي لمجموعة "مينتز" "يجب أن يكون الحل مزيجاً من الهجوم والدفاع ويجب أن تواجه الصين بعض العواقب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com