رفع الدعم عن الخبز يصدم السوريين والحكومة تعد ببطاقات تموينية الكترونية
رفع الدعم عن الخبز يصدم السوريين والحكومة تعد ببطاقات تموينية الكترونيةرفع الدعم عن الخبز يصدم السوريين والحكومة تعد ببطاقات تموينية الكترونية

رفع الدعم عن الخبز يصدم السوريين والحكومة تعد ببطاقات تموينية الكترونية

لم يبق في سوريا من خطوط حمر ، حتى رغيف الخبز ، تجاوز كل الخطوط ، فبعد أن كانت ربطة الخبز تساوي 15 ليرة سوريا أواخر عام 2013 ، قفز سعرها ثلاث قفزات في أقل من عامين الى 25 ليرة ، ثم الى 35 ليرة في عام 2014 ، ليصبح 50 ل.س آواخر عام 2015 .

وعلى الرغم من ذلك فإن الكثيرين مضطرون لدفع ضعف هذا الثمن عند شرائها من بائع البسطة الواقف بجوار الفرن ، وذلك لتفادي الوقوف في الطوابير الطويلة لساعات، ناهيك عن تفادي الاحتكاك بالمتنفذين وعناصر الأمن وما يعرف بالدفاع الوطني، وهم عبارة عن عناصر تطوعوا لمساندة النظام، والذين يتجاوزون كل الطوابير والأوقات ويأخذون الخبز من فوق رؤوس الناس.

ارتفاع السعر يرافقه أيضا نقص في الوزن وفي الجودة ، حتى لون الرغيف بات قاتما كئيبا ، لكن " الجائع لا يرى أبدا خبزا سيئا " .

مع كل زيادة في سعر ربطة الخبز ، كانت الحكومة السورية تبرر وتمنن السوريين بأن سعر التكلفة هو 140 ليرة ، وتصم آذانهم بترشيد الدعم وعقلنة الدعم .. وأيّ دعم .

يعرّف العالم خط الفقر ، بأنه أدنى مستوى من الدخل الذي يحتاجه الإنسان لتوفير مستوى معيشة ملائم ، وكلمة ملائم تعني تأمين الطعام واللباس والسكن والرعاية الصحية ، ومن المعروف أن تأمين هذه الحاجات الأربعة بات معجزة لمعظم السوريين  الذين صار لهم منذ سنوات ، خط فقر خاص بهم ، يمكن تسميته – خط العدم ، فالأسرة التي تحتاج الى ثلاث ربطات من الخبز يوميا وبحسبَة بسيطة ، تنفق ما بين ربع إلى ثلث الراتب ثمنا للخبز فقط ، والخبز الحكومي تحديدا ، لأن الخبز السياحي ، يترافق سعره مع اسمه .

وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام ، عبد الله الغربي ، قال   " إن الحكومة تعتزم إطلاق بطاقة إلكترونية لتقديم الدعم المالي للأسر المستحقة " ، لكن مقابل ماذا !!؟ مقابل رفع الدعم عن المواد التموينية ، ومنها الخبز .

لمياء عاصي ، وزيرة الاقتصاد السابقة ، تساءلت عبر صفحتها في “فيس بوك”: كيف يمكن رفع الدعم عن الخبز ؟ وهو المادة الوحيدة التي يستطيع الناس شراءها ، إن ما يتم تداوله “ صادم فعلًا، وسيكون رفع الدعم خطًأ قاتلًا”.

أما عن تمييز الأسر التي تستحق الدعم من غيرها ، فتقول عاصي : "سبق أن دفعت الحكومة أضعاف المبالغ التي وفرتها من رفع الدعم ، جراء الفساد في إنفاق المقابل المالي وعدم القدرة على تحديد الأسر المستحقة".

الخبير الاقتصادي محمد حسام حلمي ، بيّن إن معظم السوريين باتوا معدومي الدخل أو في خانة المستحقين ، و رفع الدعم عن الخبز يعني إرهاق من بقي في سورية ، وتهرب الحكومة من مسؤوليتها تجاه المواطنين ، لكنها سياسة تتبعها منذ زمن ، مبررا ذلك بالضغوط التي تفرضها الحرب على الميزانية .

أحد "المحللين" السوريين قال : " من حسنات حكومة عماد خميس أنها جعلتنا نترحّم على حكومة الحلقي" ، وإذا ما رُفع الدعم حقاً ، يبدو أننا أمام معضلة في توصيف الخط الذي سينحدر تحته المواطن السوري ، الذي فاخر يوما ، بأن أول حبة قمح عرفتها البشرية .. نبتت في أرضه .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com