المساواة في الرواتب تراوح مكانها والنساء يعانين من "عقوبة الأمومة"
أظهرت دراسة أعدتها شركة "برايس ووترهاوس كوبر" أن التقدم نحو المساواة في الرواتب بين الرجال والنساء طفيف؛ لأن النساء يعانين في كل أنحاء العالم من "عقوبة الأمومة" مع ارتفاع كلفة الحضانات وتباطؤ مسيرتهن المهنية بسبب الولادة.
وقالت الشركة، في بيان اليوم الثلاثاء، إن دراسة "مؤشر النساء العاملات" تظهر أن التقدم نحو المساواة بين المرأة والرجل في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي كان "ضعيفاً جداً" في الأعوام العشرة الماضية مع فارق في الراتب استقر على 14%، ولم يتراجع سوى بنسبة 2,5 نقطة منذ 2011.
وبهذه الوتيرة، سيستغرق الأمر 50 عاماً لبلوغ المساواة، بحسب الشركة، وأوضح البيان: "خصوصاً وأن التحسينات خلال العام الماضي مصدرها الانتعاش في مرحلة ما بعد كوفيد في سوق العمل أكثر مما هو التقدم الفعلي".
وترى شركة الاستشارات أن "عقوبة الأمومة"، أي خسارة الدخل بالنسبة للنساء اللواتي يربين أطفالهن، هي العامل الأبرز الذي يفسر هذا الفارق.
ويرجع ذلك إلى تباطؤ التقدم الوظيفي عند العودة إلى العمل بعد الولادة، وإلى "المساهمة الضعيفة بشكل غير عادل في رعاية الأطفال وتعليمهم من قبل الآباء" في جميع أنحاء العالم.
وتوقفت الدراسة عند حالة بريطانيا خصوصاً، متحدثة عن "أزمة حضانة أصبحت باهظة الثمن ونسبة ضئيلة من الرجال الذين يأخذون عطلة أبوة"، ما يرغم "عدداً متزايداً من النساء على التوقف عن العمل".
وضمن دول منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي، فقدت بريطانيا 5 مراتب في مؤشر "برايس ووترهاوس كوبر" بشأن المساواة في الرواتب بين النساء والرجال، وانتقلت من المرتبة التاسعة في عام 2020 في أوج سنة الوباء إلى المرتبة 14 بعد عام، وهي آخر سنة سجلت فيها بيانات.
لكن بريطانيا تبقى رغم ذلك في صدارة دول مجموعة السبع في هذا المجال، متقدمة على كندا (المرتبة 18) والولايات المتحدة (25) وفرنسا (23) وألمانيا (21) واليابان (28) وإيطاليا (30).
وتحتل لوكسمبورغ ونيوزيلندا وسلوفينيا المراتب الثلاث الأولى في المؤشر، مع تقدم كبير للمجر التي باتت في المرتبة 13، فيما سجل أقوى تراجع لسويسرا (20).