الصناعات التقليدية في تونس على طريق الاندثار
الصناعات التقليدية في تونس على طريق الاندثارالصناعات التقليدية في تونس على طريق الاندثار

الصناعات التقليدية في تونس على طريق الاندثار

تأثر قطاع الصناعات التقليدية في تونس بانهيار السياحة بالبلاد إثر الهجمات الإرهابية التي عرفتها البلاد بعد 14 يناير 2011، وأصبح يعيش وضعا مأساويا دفع بعدد من العاملين فيه نحو الإفلاس والبطالة وحتى الانتحار.

وقالت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي لـ "إرم نيوز" إن قطاع الصناعات التقليدية يمثل تاريخ البلاد وخصوصيتها الحضارية وذاكرتها الشعبية في مستوى العيش وطريقته، مشيرة إلى أن هذا القطاع أصبح يمر فعلا بصعوبات جمة جعلت الوزارة تتحرك لإعادة الحياة له وانتشال العاملين به من المخاطر المحدقة بهم.

ومن جهته، أكد صالح عمامو رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية، التي يتمثل دورها في الدفاع عن المصالح المهنية والاجتماعية والاقتصادية للحرفيين أن القطاع يمر بوضع مأساوي للغاية، مشيرا إلى أن عددا من تجار الصناعات التقليدية ومن بينهم من يقطن بمدن (صفاقس جنوب وسط شرق البلاد، والدندان شمال غرب العاصمة تونس، وسوسة وسط شرق البلاد) كانوا في فترة سابقة بعد 14 يناير2011، قد انتحروا بسبب عجزهم على خلاص الديون وركود بيع منتوجهم دون أن يحدد عددهم.

وأضاف عمامو أن الصناعات التقليدية في حالة موت سريري تهدد الآلاف في أرزاقهم من جهة، والبلاد في تاريخها وهويتها الحضارية والتراثية باعتبار أنها تبقى عنوان أصالة وانتماء وجسرا للتّواصل بين الحاضر، وبيّن ما تعاقب على تونس من ثقافات ضاربة في القدم من جهة أخرى، مبينا أن عجلة الإنتاج بها تكاد تكون متوقفة نتيجة ركود سوقها بعد تراجع السياحة بسبب الإرهاب، والذي انعكس سلبيا عليه وجعل حرفيوها يعانون الأمرين وذلك لا للاستمرار في العمل والحفاظ على القطاع وتطويره بل حتى لضمان لقمة العيش لهم ولعائلاتهم.

وأوضح عمامو أن قطاع الصناعات التقليدية كان يشغل 350 ألف حرفي يمثلون 11% من قوّة العمل الإجمالية في البلاد وينشطون في 75مجالا مثل صناعة "الزربية والحلي والمجوهرات وحياكة الجبّة وصنع الشاشية والجلود والخشب، والبلّور والفسيفساء والخزف" وذلك إلى جانب الاختصاصات الأخرى المرتبطة بتاريخ تونس, مؤكدا أن القطاع كان له مساهمة معتبرة في رفع نسبة الصادرات وذلك من خلال إسهامه بما نسبته 2%، مبرزا أن التراجع في تسويق منتوج الصناعات التقليدية بنسبة تقدّر بـ 90% أدى إلى تراجع معدلات الإنتاج بحوالي 60% مما جعل الوضع خطيرا جدا للعاملين فيه.

وأكد لطفي خياط رئيس جمعية التنمية السياحية وقدماء السياحة، في سياق متصل أن القرار الجائر الذي تم اتخاذه في العام 1990، كان أيضا قد حكم على القطاع بالموت بعد تقسيمه الديوان الوطني للسياحة إلى ثلاث مؤسسات بعد أن كان يتمتع بميزانية عملاقة تناهز الـ 250 ألف دولار في العام 1959، وكان آنذاك قد أقرها المجلس القومي الـتأسيسي قبل أن تصبح ميزانيته ضعيفة لا تخول له القيام بمهامه بعد تشتت المهام وبروز مشاكل جديدة هددت الصناعات التقليدية بالاندثار وقلصت نسبة الإنتاج فيه مقابل فتح الباب على مصرعيه للمهربين الذين عاثوا فسادا بالقطاع.

وتابع خياط "ضربنا أيضا التهريب والسوق الموازية في العمق بعد انتشار السلع المهربة والمقلدة ولا سيما منها المنتجات القادمة من آسيا وخاصة منها الصينية" مشيرا إلى أن الاحصائيات تؤكد وجود حوالي 4 آلاف مهرّب يعملون في القطاع دون أن يحرك الوضع للدولة ساكنا بعد التزامها موقف المتفرج، رغم هول الكارثة على القطاع.

ويذكر أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي كان قد دشن يوم الجمعة 22 أبريل الجاري افتتاح المعرض الوطني للابتكار في الصناعات التقليدية بحضور وزيرة السياحة سلمى اللومي وعدد من مسؤولي القطاع على المستويين الإداري والمهني واستمع إلى مشاغل وتطلعات الحرفيين من العارضين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com