تردي الأوضاع الأمنية يشل اقتصاد شرق تركيا
تردي الأوضاع الأمنية يشل اقتصاد شرق تركياتردي الأوضاع الأمنية يشل اقتصاد شرق تركيا

تردي الأوضاع الأمنية يشل اقتصاد شرق تركيا

أثرت الحرب العرقية بين القوات الحكومية التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني (بي. كي. كي)، سلبيا وبشدة في اقتصاد مدن شرق تركيا ذات الغالبية الكردية.

وتشهد المدن التركية الشرقية تدميرا لبنيتها التحتية جراء اشتداد المعارك، في سابقة هي الأولى من نوعها بعد اندلاع الحرب مع "الكردستاني" منذ ثلاثة عقود، إذ نقل الحزب المحظور عملياته إلى المدن بعد أن كان نشاطه في السابق مقتصرا على الأرياف والمناطق الجبلية.

وتسببت الاشتباكات، في إغلاق المعابر الحدودية، ما أضر بالتجارة المتبادلة مع دول الجوار وتجميد الحركة السياحية، فيما ارتفعت معدلات البطالة بالتزامن مع قرارات حظر التجول المفروضة على سبع مدن منذ 16 أغسطس الماضي.

وأعرب رجال أعمال محليون عن امتعاضهم جراء توقف الاستثمارات وإصابة قطاع الأعمال بالشلل، مطالبين بعدم دخول دبابات وقذائف الدولة إلى وسط المدينة، مشددين على معارضتهم للخنادق التي يحفرها الحزب الكردستاني.

ونقلت صحيفة محلية، الخميس، عن رئيس الغرفة التجارية والصناعية في ديار بكر أحمد سايار، أن "الاشتباكات بدأت تلقي بثقلها على وسط المدينة، ويكاد اقتصاد المنطقة يكون قد وصل إلى نقطة الانتهاء والتجمد بسبب حظر التجول".

وقال سايار: "هناك 29 فندقا مغلقا في بلدة سور، وكان يعمل في تلك الفنادق 500 شخص، محلات المجوهرات والأقمشة والمطاعم والمقاهي مغلقة، هناك مطعم فطور في بلدة سور كان يعمل به أكثر من 50 شخصا".

وأضاف: "تشكلت حالة أثرت على عشرات الآلاف من العمال، يمكننا أن نقول إن آلاف المحال وأكثر من 10 آلاف شخص أصبحوا عاطلين عن العمل".

وانعكس تردي الأوضاع الأمنية، على الحياة العامة وجعل المدنيين عرضة لتبعات الاشتباكات، وتسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والطبية ووقود التدفئة وانقطاع للكهرباء والماء في معظم الأحياء وإغلاق المدارس والدوائر الرسمية.

واندلعت المواجهات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، عقب تفجير سروج الدامي جنوب تركيا في العشرين من يوليو الماضي والذي راح ضحيته 32 ناشطا كرديا يساريا، وحمل بصمات تنظيم "الدولة الإسلامية".

ويتهم الأكراد "الدولة بالتغاضي عن نشاطات التنظيم المتشدد والتقصير في حماية المدنيين".

ولا تلوح في الأفق بوادر للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات في ظل التصعيد من قبل الأطراف المتنازعة، إذ انهارت عملية السلام الداخلي بعد هدنة هشة دامت حوالي ثلاثة أعوام لتتجدد الحرب الدامية التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود وراح ضحيتها نحو 40 ألف شخص.

وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون، حزب العمال الكردستاني على أنه "منظمة إرهابية" في حين يرونه الكثير من الأكراد "مدافعا عن قضاياهم ومطالبا بحقوقهم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com