مصر.. ارتفاع الدولار بالسوق السوداء يشعل أسعار المواد الغذائية
مع استمرار تصاعد أسعار صرف الدولار أمام الجنيه المصري، ترتفع أسعار المواد الغذائية، خاصة أن مصر تستورد أكثر من 70% من احتياجاتها الغذائية من الخارج، وهو ما أدى إلى اشتعال الأسعار في الأسواق.
وفسر الخبراء هذه الظاهرة بوجود علاقة طردية بين الدولار والسلع المستوردة، فكلما زاد سعر الصرف زادت الأعباء المادية التي يتحملها المستوردون لجلب بضائعهم، وهو مايترجم في النهاية إلى زيادة أسعار البضائع.
وأكدوا أن عدم وجود رقابة كافية أدى إلى تواجد السوق السوداء بقوة، مما جعل الأزمة تتفاقم بشكل كبير، مع فقدان القدرة على السيطرة، مطالبين بتشديد العقوبات واتخاذ إجراءات حاسمة لمحاربة هذه الظاهرة التي تفشت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
وتوقع أحمد شيحا، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة، موجة جديدة من الغلاء ستجتاح أسواق المواد الغذائية خلال الفترة المقبلة، موضحا أن الارتفاع الجديد لأسعار الدولار سيظهر أثره على السلع المستوردة، وذلك بعد أن يقوم المستوردون بإضافة الزيادة التي تحملوها في مصاريف الشحن، فضلا عن فرق العملة.
وعن الآثار السلبية لهذا الارتفاع، أكد أن المستهلك هو المتضرر الأول والوحيد، خاصة أن المواد الغذائية تعتبر من السلع الاستراتيجية التي لايمكن لأي مستهلك أن يستغني عنها، مؤكدا أن استمرار هذا الوضع سيزيد من معلات التضخم.
ووافقه الرأي أسامة جعفر، عضو الغرفة التجارية بالقاهرة، موضحا أن الزيادات المتتالية لسعر الدولار، والتي تؤثرسلبا على الأسواق المحلية، ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسبة لاتقل عن 20%.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"إرم"، أن خفض الجنيه سيقلل حجم السلع المستوردة، خاصة في ظل القيود المفروضة من جانب البنك المركزى المصري، مشيرا إلى أن تقليل حجم الاستيراد يحدث نقصا في المعروض من السلع الغذائية، وبالتالي سترتفع الأسعار، متوقعا قيام شركات التصنيع الغذائي برفع هامش الربح على المنتجات، خاصة بعد زيادة التكلفة الإنتاجية.
وكانت قد شهدت السوق ارتفاعًا مفاجئًا في أسعار الدولار الرسمية منذ منتصف شهر سبتمبر الماضي، وصاحب هذا الارتفاع صعود لسعر الدولار في السوق السوداء، ليسجل حوالي 8.15 جنيه مقابل 7.83 جنيه في السوق الرسمية.
