خلل في سوق الشغل بتونس ينتج ارتفاعا في نسب البطالة
خلل في سوق الشغل بتونس ينتج ارتفاعا في نسب البطالةخلل في سوق الشغل بتونس ينتج ارتفاعا في نسب البطالة

خلل في سوق الشغل بتونس ينتج ارتفاعا في نسب البطالة

سجلت نسبة البطالة ارتفاعاً طفيفاً في تونس، حيث ارتفعت خلال الثلث من السنة الجارية 2015 لتبلغ 15.2% بعد أن كانت في حدود 15.0% خلال الثلث الأول من نفس السنة.

وكشفت نتائج المسح الوطني حول السكان والتشغيل، الذي يعدّه المعهد الوطني للإحصاء (حكومي) للثلث الثاني من سنة 2015 إلى تقدير عدد العاطلين عن العمل بـ605.1 ألف من مجموع السكان الناشيطين الذي بلغ عددهم 3991.4 ألف. وتقدر بذلك نسبة البطالة بـ 15.2%.

وأفرزت نتائج المسح خلال الثلث الأول لسنة 2015 إلى 601.4 عاطل عن العمل أي ما يقابل نسبة بطالة تقدر بـ 15.0%. وتقدر نسبة البطالة في الثلث الثاني لسنة 2015 لدى الذكور بـ 12.4 % ولدى الإناث بــ ـ22.2%.

يذكر أنّ نسبة البطالة ترتفع في جهة الجنوب، حيث تصل إلى 26.1% في جهة الجنوب الغربي لتونس، و22.2% في الجنوب الشرقي، بينما لا تتجاوز 8.9% في الوسط الشرقي، حيث المدن الساحلية والسياحية، و10.4% في الشمال الشرقي، وهو ما يؤكد ضرورة اتخاذ الحكومة لتدابير وإجراءات توفر فرص الشغل للشباب وساكني الجهات الداخلية المحرومة، في إطار تكافؤ الفرص أمام جميع التونسيين، وفي ذلك محاربة حقيقية للإرهاب.

أما بخصوص حاملي الشهادات العليا، فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل من بينهم حوالي 212.4 ألف في الثلاثية الثانية لسنة 2015 و 222.9 ألف في الثلث الأول لسنة 2015، وتقدّر بذلك نسبة البطالة على التوالي بـــ 28.6 % و 30 % .

أما بخصوص السكان المشتغلين، فيقدّر عددهم في الثلث الثاني لسنة 2015 بـ 3386.3 ألف ناشط مشتغل، من بينهم 2513.8 ألف ناشط مشتغل من الذكور و872.5 ألف من الإناث. وبالمقارنة مع الثلث الأول لسنة 2015 فقد بلغ عدد المشتغلين 3398.6 أي بحصول تراجع يقدر بنحو 12.3 ألف.

حقيقة الوضع الاقتصادي والاجتماعي

في تحليل لهذه الأرقام والنسب، قال الإعلامي ورئيس تحرير صحيفة "المغرب"، زياد كريشان، إنّ جلّ الخبراء كانوا يتوقعون نتيجة سيئة للغاية في ما يخص الناتج المحلي الإجمالي للثلث الثاني وذلك بفعل تعاضد أمرين: مخلفات هجوم باردو الإرهابي على السياحة والنشاطات الحافة بها وكذلك تعطل استخراج الفسفاط وتراجع تحويله.

وأضاف كريشان بأنّ النموّ الهشّ تسبّب، كما كان متوقعاً، في ارتفاع، طفيف لا محالة، لنسبة البطالة من 15% في الثلث الأول لهذه السنة إلى 15,2% للثلث الثاني وهذه هي المرة الأولى، منذ الربع الأخير لسنة 2011، التي يرتفع فيها معدل البطالة.. فبعد أن بلغ ذروته في أواخر 2011 بـ 18,9% ما انفكت معدلات البطالة تتراجع من ثلث إلى آخر رغم النمو الضعيف إلى أن وصلت إلى 15% في الربع الأخير لـ 2014 وتواصلت نفس النسبة في بداية 2015.

وأبرز خشيته من أن يكون هذا الارتفاع الطفيف بداية لسلسلة سلبية ترتفع معها معدلات البطالة من ثلث إلى آخر خاصة إذا لم نتوفق إلى استعادة نسق نمو معقول يسمح بمعالجة اقتصادية لهذه الآفة.

وأكد أنّ إحصائيات الثلث الثاني للتشغيل والبطالة في 2015 تبيّن استمرار خلل هيكلي في سوق الشغل.

وختم الإعلامي زياد كريشان تحليله الذي نشرته "المغرب" بالقول: "هذه تونس كما تتجلى في أرقامها الرسمية وهذه تونس التي تستوجب سياسات عمومية لمعالجة أزمتيها الاقتصادية والاجتماعية."، مضيفاً "يمكن أن نملأ الدنيا ونشغل الناس بقانون المصالحة الاقتصادية وباقتطاع أيام الإضرابات وبحجاب البنت الصغيرة وبشرطة الأخلاق في الهوّارية. ولكن ما لم نبدأ في حلّ مشاكل تونس العميقة سوف نبقى نلامس السطح ولا نتجاوزه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com