تونس تتلف 200 ألف لتر من الحليب يوميًا
تونس تتلف 200 ألف لتر من الحليب يوميًاتونس تتلف 200 ألف لتر من الحليب يوميًا

تونس تتلف 200 ألف لتر من الحليب يوميًا

يشهد قطاع إنتاج الحليب في تونس، ولأول مرة، فائضاً كبيراً في الإنتاج، وأمام عدم القدرة على التخزين وانسداد أفق التسويق، فإنّ الفلاحين يضطرون يومياً إلى إتلاف نحو 200 ألف لتر من الحليب دون أن تتدخل السلطات الرسمية لإيجاد الحلول الملائمة التي تضع حدّاً لهذه الخسائر اليومية التي تتكبدها المجموعة الوطنية.

ويعود إتلاف نحو 200 ألف لتر من الحليب إلى عدم القدرة على التخزين، وإغلاق الباب أمام التصدير.
وقد هدّدت الغرفة الوطنية لمراكز تجميع الحليب بغلق مراكزها في محافظات الكاف وجندوبة وباجة (شمال غرب) لثلاثة أيام في صورة عدم استجابة سلطة الإشراف إلى مطالبها.
وأكد رئيس الغرفة الوطنية لمراكز تجميع الحليب، سعدالله الخلفاوي، في تصريح صحفي، أنّ قرار الغلق جاء على خلفية الأزمة المستفحلة منذ سنوات في قطاع إنتاج الحليب، في مثل هذه الفترة من العام، وبالتالي فإن المركزيات تلجأ إلى الضغط على مراكز تجميع الحليب بهدف التخفيض من الكميات المقبولة.

وأوضح الخلفاوي أنّ أصحاب مراكز تجميع الحليب يتكبدون خسائر فادحة بسبب الاضطرار إلى إتلاف آلاف اللترات من الحليب يومياً مع ارتفاع درجات الحرارة في مثل هذا الوقت.

وحول مخزون الحليب المتوفر حالياً، أكد رئيس الغرفة الوطنية لمراكز تجميع الحليب أنّ الكميات المتوفرة "تفوق كل التوقعات، حيث بلغت نحو 67 مليون لتر من الحليب إلى حدود نهاية شهر يوليو الماضي، بينما كانت لا تتجاوز في السنوات الأخيرة 50 مليون لتر، مشدداً على أنّ "العديد مركزيات تجميع الحليب أصبحت عاجزة عن استقبال الكميات المنتجة يومياً من الحليب."، مستثنياً أربع مركزيات تتوزع على ثلاث محافظات وهي جندوبة، والمهدية ، وسيدي بوزيد.

مشكلة حقيقية
ويواجه الفلاحون، مربّو الأبقار، مشكلة حقيقة تتمثل أساساً في عدم القدم على بيع منتوجهم من الحليب بسبب عدم استيعاب المركزيات المتوفرة وعدم قدرتها على تخزين كميات أكبر.

وأرجع الخلفاوي إتلاف آلاف اللترات من الحليب يومياً إلى "عدم تفعيل آليات التعديل مثل التجفيف والتصدير، مقابل الاكتفاء فقط بالتخزين."، محمّلاً المسؤولية إلى وزارتي المالية والتجارة الوضع الحالي الذي بلغته مراكز تجميع الحليب".

ودعا الخلفاوي السلطات المعنية إلى ضرورة الانطلاق فوراً في عملية التجفيف، والترخيص لأصحاب المركزيات بالتصدير خلال كامل السنة، مع الالتزام بتوفير الاكتفاء الذاتي للسوق الداخلية من الحليب.

وكانت الحكومة السابقة قد أذنت بتصدير 15 مليون لتر من الحليب، بينما أوقفت الحكومة الحالية التصدير، وهو ما ولّد مشكلاً حقيقياً أمام منتجي الحليب.

التجفيف والتصدير
قررت الغرفة النقابية الوطنية لمراكز تجميع الحليب التراجع عن قرار غلق مراكز تجميع الحليب فى خمس محافظات تونسية، كان مقرّرا لأيام 7 و8 و9 أغسطس الجاري، على إثر الإجراءات التي تم اتخذها خلال اليومين الأخيرين لفائدة القطاع، ومنها إعادة تشغيل وحدة تجفيف الحليب بالمرناقية بمحافظة منوبة غرب تونس العاصمة، وتعهد وزارة التجارة بإيجاد أسواق لتصدير فائض الإنتاج.

للإشارة فإنّ الغرفة النقابية الوطنية لمراكز تجميع الحليب قرّرت غلق 5 مراكز لتجميع الحليب لـثلاثة أيام بسبب ارتفاع حجم المخزون وما نتج عنه من خسائر بلغت حدّ إتلاف حوالي 200 ألف لتر من الحليب يومياً.

ويمكن لوحدة التجفيف تجفيف 150 ألف لتر من الحليب يومياً، ورغم ذلك يبقى التصدير الحلّ الأمثل لوضع حدّ لهذه الأزمة.

ووفق تقارير رسمية، يبلغ عدد مراكز تجميع الحليب في تونس، 227 مركزاً موزعاً على محافظات البلاد، من ضمنها 216 مركزاً.

وتبلغ طاقة تخزين هذه المراكز من الحليب ما مجموعه 2.069.800 لتراً. وتقول التقارير الرسمية إن حجم الاستهلاك السنوي للحليب في تونس يبلغ 112 لتراً لكل مواطن، وفق إحصائيات 2013.

وفي تونس، 10مركزيات تصنيع الحليب، تنتج 3300 ألف لتر يومياً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com