تونس.. تحذيرات من "انتفاضة ثانية" بمناطق الجنوب
تونس.. تحذيرات من "انتفاضة ثانية" بمناطق الجنوبتونس.. تحذيرات من "انتفاضة ثانية" بمناطق الجنوب

تونس.. تحذيرات من "انتفاضة ثانية" بمناطق الجنوب

تونس- حذر أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، من اندلاع "انتفاضة ثانية" في جنوب البلاد، في حال لم تتخذ الحكومة إجراءات "عاجلة ومطمئنة" للمحتجين هناك.

وقال العباسي، في تصريح صحافي، الخميس: "إذا لم تتوفر المناخات الاقتصادية والاجتماعية، ولم توفر الحكومة الحالية الحلول العاجلة والمتوسطة، فإن الأمر ربما ينتهي بمفاقمة حالة الغضب المتفشية في مناطق بالجنوب". 

ويعد الاتحاد العام للشغل أكبر منظمة نقابية في تونس، ويضم نحو مليون منخرط من العمال.

وتعيش تونس -التي تواجه أزمة اقتصادية خانقة بعد أن أمنت انتقالا سياسيا ديمقراطيا منذ 2011- على وقع احتجاجات اجتماعية واضرابات عمالية مطالبة بوظائف ومنح وتنمية تتصاعد وتيرتها من حين إلى آخر في مناطق متفرقة من الجنوب الفقير. 

وأدى ذلك إلى تعطل إنتاج الفوسفات في منطقة الحوض المنجمي في ولاية قفصة، وهو أبرز نشاط صناعي في المنطقة، ومن بين مصادر الدخل الرئيسية للبلاد. وتراجع إنتاجه إلى مستويات قياسية في 2014، إذ وصل حد 8.3 مليون طن مقابل قرابة ثمانية ملايين طن عام 2010.

كما اندلعت احتجاجات أخرى عنيفة في مدينة الفوار الواقعة على أطراف الصحراء والتابعة لولاية قبلي، للمطالبة بفرص عمل في شركات بترولية منتصبة في الجهة وتتمتع بعقود تنقيب، لا سيما مع الإعلان أخيرا عن اكتشافات لآبار نفطية جديدة.

ويقول المحتجون في تلك المناطق إنهم "لا يلحظون تغييرا يذكر في البنية التحتية والتنمية والاستثمار منذ الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011". 

وقال العباسي إن "هذا المنسوب من الغضب (بسبب عدم وجود) حوار ولا معرفة للمشاكل ولا اطلاع على البنية التحتية وأوضاع التنمية في تلك المناطق".

وأضاف "يجب طمأنة الناس وتقديم أجوبة لكل الأسئلة الحارقة التي ينتظرها الناس هناك".

وأدى تأخر برامج التنمية وغياب الاستثمارات في الجهات الداخلية، التي أعلنت عنها الحكومة المنتخبة في وقت سابق، إلى تصاعد الغضب والاحتقان لدى العاطلين والطبقات الفقيرة في هذه المناطق، التي تقترب فيها نسب البطالة إلى 50% مقابل 16% على المستوى الوطني.

وتعطلت الإصلاحات الاقتصادية التي تعهدت بها الحكومة في مفاوضاتها مع المنظمات المالية العالمية مقابل الاستمرار في ضخها للقروض مع اشتداد التوترات الاجتماعية وتركز اهتمامات الدولة في مجابهة الجماعات المسلحة التي شنت هجوما داميا على متحف باردو في آذار/ مارس الماضي، مخلفا 24 قتيلا بينهم 21 سائحا أجنبيا.

وأحدث ذلك بلبلة في القطاع السياحي الحيوي، الذي يشغل 400 ألف عامل، في الوقت الذي باتت فيه توقعات النمو الاقتصادي للعام الجاري منحصرة بين 5.2 و3% بحسب صندوق النقد الدولي، وقد ضاعف ذلك من الضغوط على الحكومة الحالية.

وقال العباسي: "الحكومة لا تملك عصا سحرية لتغيير الأوضاع في طرفة عين، لكن يحتاج الناس إلى أن يشعروا بوجود نوايا جدية لحل المشاكل وضبط أجندة لتقديم الحلول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com