كشف مسؤول إيراني، الجمعة، أن أسعار الأجهزة المنزلية والكهربائية ارتفعت بأكثر من 200% خلال عام واحد، بالتزامن مع استمرار تزايد أسعارها.
ويأتي هذا التصريح في أعقاب إعلان المرشد الإيراني علي خامنئي، أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، حظر استيراد الأجهزة المنزلية الأجنبية، واحتكار السوق للمنتجين المحليين.
وقال جمشيد أسد زاده، نائب رئيس جمعية تجار الأجهزة المنزلية في شيراز، إن "مراجعة أسعار السوق الحالية، والتصفح في متاجر الأجهزة المنزلية، توضح أن التسعير ليس له قواعد محددة، وأن الشركات المصنعة تبيع سلعها بأي سعر تريده".
وبينّ أسد زاده، في مقابلة مع وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، أنه "بينما يتعين على هيئة حماية المنتجين والمستهلكين تحديد الأسعار، ليس من الواضح على أي أساس يرتفع سعر الأجهزة المنزلية".
وكانت تباع الثلاجة مثلا بقيمة 4 ملايين تومان العام الماضي، في حين بلغ سعرها في العام الإيراني الجاري ما مقداره 10 ملايين تومان.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أنه "في هذه الحالة لا يتم دعم المستهلكين، لكن المنتجين يستفيدون من تصدير الأجهزة المنزلية والكهربائية ويزيدون الأسعار في السوق المحلية".
ويعمل مصنعو الأجهزة المنزلية في إيران، وكذلك مصنعو السيارات، على زيادة ثرواتهم في ظل الاحتكار، وعدم سيطرة الحكومة على الأسعار.
وكانت أسعار الأجهزة المنزلية في إيران ارتفعت بشكل مضاعف في أيلول/سبتمبر الماضي، عندما أمر خامنئي الرئيس إبراهيم رئيسي بمنع استيراد الأجهزة المنزلية من كوريا الجنوبية، وارتفعت أسعار المنتجات المحلية بشكل كبير.
وكان خامنئي قد ادعى أنه من أجل دعم الإنتاج المحلي، فإنه يريد حظر استيراد الأجهزة المنزلية والكهربائية الأجنبية.
وقال موقع صحيفة "اندبندنت" البريطانية بالنسخة الفارسية إن "إلقاء نظرة على سجلات بعض المنتجين المحليين يثبت أن هذه القضية متجذرة في تراكم ثروات المؤسسات في عهد خامنئي، وفي الشتاء الماضي، منع خامنئي أيضًا استيراد اللقاحات الصالحة إلى إيران، حتى تتمكن "المقر التنفيذي للإمام الخميني" وهي مؤسسة تابعة له، من جني أموال طائلة بادعائها إنتاج لقاح كورونا".
وأضافت الصحيفة أنه "تم تكرار هذا الإجراء في حالات أخرى، بما في ذلك الأجهزة المنزلية، حيث حصر قرار خامنئي بحظر استيراد الأجهزة المنزلية من الخارج، إنتاج هذه الأجهزة بشركة (سنوا)، التي تعد الآن أكبر شركة محلية لتصنيع الأجهزة المنزلية في إيران".
وشركة "سنوا" تابعة لمجموعة "انتخاب" التجارية التي يرأسها محمد رضا دياني، وهو أحد رجال الدين.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية الإيرانية، بما في ذلك موقع إنصاف الإخباري، "أن دياني يعتمد على قوته ونفوذه لدى المؤسسات التابعة للمرشد خامنئي، ويقال إنه شارك في كتابة خطاب إلى خامنئي يحظر استيراد الأجهزة المنزلية الأجنبية".
وكان ارتفاع الأسعار لمنتجات SNOWA ملحوظا بشكل كبير، لدرجة أنه جعل صوت وسائل الإعلام التابعة للحكومة يخرج للعلن، حيث أثارت وكالة أنباء تسنيم قضية ارتفاع الأسعار، في تقرير نُشر الأربعاء الماضي.
وقالت الوكالة إن "أسعار منتجات شركة سنوا زادت بشكل غير طبيعي في الأشهر السابقة".
وفشل المنتجون المحليون في إرضاء المستهلكين، وتسببت الجودة المنخفضة لبعض المنتجات، إلى جانب الزيادة الباهظة في الأسعار، في اضطراب السوق، ونتيجة لذلك توقف الكثير من الناس عن شراء أجهزة جديدة وتحولوا إلى الأجهزة المستعملة.
وقال داود عبد اللهي فرد، رئيس اتحاد الوسطاء والأمناء، إن "60 إلى 70% من الناس تحولوا إلى شراء المنتجات المستعملة؛ بسبب ارتفاع تكلفة السلع الجديدة".