يتواصل لليوم الثاني على التوالي، إضراب عمال مصانع السيارات في الولايات المتحدة، في خطوة يمكن أن تكثفها نقابتهم، إذا ما توقفت المفاوضات مع أصحاب الشركات، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويهدد الإضراب ضد "الثلاثة الكبار"، وهم: "جنرال موتورز وستيلانتس وفورد"، بتعطيل عجلة الاقتصاد في البلاد والتأثير على حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 12 ألف عامل في مصانع السيارات الثلاثة في ميسوري وأوهايو وميشيغان يواصلون إضرابهم لليوم الثاني على التوالي في استراتيجية تمثل اختبارًا كبيرًا لرئيس نقابة عمال السيارات الجديد شون فاين.
ووصفت الصحيفة، اليوم الأول من الإضراب بأنه كان "بهيجا تخللته هتافات وموسيقى صاخبة حيث أطلق العمال العنان لأبواق سياراتهم المدوية وسط ترديد لعبارة (لا اتفاق، لا سيارات NO WHEEL NO DEAL)"، كشعار لتحركهم.
وتمثل المصانع الثلاثة مجتمعة حوالي 9 بالمئة من إجمالي إنتاج السيارات في أمريكا الشمالية، حسبما أظهرت بيانات من شركة "وارد إنتليجنس" البحثية.
وأكد رئيس النقابة أنه كلما استمرت المفاوضات، كلما زاد عدد المصانع التي تخطط النقابة لاستهدافها بالإضراب وتنظيم سلسلة من الإضرابات المتفرقة التي سيتم تنفيذها دون سابق إنذار وتهدف إلى إرباك خطط إنتاج شركات السيارات.
ونقلت الصحيفة عن أنتوني طومسون وهو أحد العمال المضربين في مصنع تجميع سيارات "فورد" في واين بولاية ميشيغان، قوله: "علينا أن نضحي من أجل الحصول على شيء ما".
ومع وصول المفاوضات بين العمال وشركات صناعة السيارات إلى طريق مسدود حول عقود العمل الجديدة، انسحب العمال في ثلاثة مصانع تجميع رئيسة في ميسوري وأوهايو وميشيغان من العمل طوال الليل، وخرجوا من بوابات المصانع وتجمعوا خارج المداخل وعلى الأرصفة.
وقال المتحدث باسم النقابة إن المفاوضات مع شركات صناعة السيارات توقفت يوم الجمعة لمنح مسؤولي نقابة اتحاد عمال السيارات مزيدًا من الوقت لقضائه مع الأعضاء على خط الاعتصام.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه يعتزم إرسال كبير مستشاري البيت الأبيض جين سبيرلينغ ووزيرة العمل بالإنابة جولي سو، إلى ديترويت في الأيام المقبلة لتقديم الدعم للأطراف المعنية في التوصل إلى "اتفاق عقد عمل عادل".
وأشارت الصحيفة إلى أن مبعوثي بايدن اللذين كانا على اتصال مباشر خلال الأسابيع الماضية مع طرفي الأزمة لن يشاركا بشكل مباشر في المفاوضات بين العمال والنقابة ولن يقوما بدور الوسيط.
وحث بايدن الجانبين على التوصل إلى اتفاق وقدم رسالة تضامن مع العمال.
وقال إنه رغم أن شركات السيارات "قدمت بعض العروض المهمة" للعمال فهو يعتقد أنها "يجب أن تذهب إلى أبعد من ذلك لضمان أن أرباح الشركات القياسية تعني عقودًا قياسية لاتحاد عمال السيارات المتحدين".
في السياق، يتوقع اقتصاديون أن يكون تأثير الإضراب متواضعًا نسبيًا إذا اقتصر على عدد قليل من المواقع وتم حله بشكل سريع، وفق تقرير الصحيفة.
لكن التوقف عن العمل لفترة طويلة قد يؤدي إلى إعاقة النمو الاقتصادي ويقلص فرص العمل ويزيد التضخم، مما يضيف حالة جديدة من عدم اليقين بشأن آفاق الاقتصاد البارد في الولايات المتحدة.
المصدر: صحيفة "وول ستريت جورنال"