اشتعال أسعار المكسرات يحرم الإيرانيين من طقس موروث في "عيد النيروز"

يحل عيد النيروز على الإيرانيين هذا العام، وسط أزمة اقتصادية خانقة وعاصفة من ارتفاع الأسعار وصلت حتى سلعة المكسرات، التي يعتبر استهلاكها طقسًا من طقوس ذلك العيد.

وعيد النيروز عند الإيرانيين هو بداية السنة الفارسية الجديدة، والتي تحل بعد أيام قليلة.

ويشهد سوق المكسرات في عيد النيروز، إقبالًا كبيرًا من قبل الإيرانيين، لكن الأوضاع المعيشية الصعبة دفعت محدودي الدخل منهم إلى شطب هذه السلعة من قائمة "سفرة هاي هفت سين" أي "سفرات السينات السبع"، ليواجه سوق المكسرات هذه الأيام تحدياتٍ وصلت ذروتها عشية العام الفارسي الجديد.

وانخفض الإقبال شراء المكسرات في إيران بنسبة تتراوح بين 70% إلى 80%، حسب ما نقل موقع "اتاق خبر 24" المحلي عن بائعين ومشترين.

وحسب اتحاد المكسرات والحلويات في مدينة الأحواز، ارتفع سعر الفستق من مليون و500 ألف ريال إيراني، إلى 2 مليون و100 ألف ريال، وارتفع سعر بيع  المكسرات من 900 ألف ريال إلى 140 ألف ريال لكل كيلو غرام.

وأعرب رئيس الاتحاد، سيامك جعفري، عن قلقه إزاء هذا الوضع الحالي على مستوى السوق، مشيرًا إلى أن المنافذ التي تبيع المكسرات، تعرض منتجاتها بفائدة 10%.

وأضاف أنه في الوقت الحالي خفض بائعو المكسرات نسبة الفائدة إلى 6%، لكن لم نرَ إقبالًا من قبل المواطنين، معتبرًا أن عدم شرائها يعود إلى انخفاض القوة الشرائية لهم.

وقال رضا باقري، أحد بائعي المكسرات في شارع "شريعتي" بالأحواز، إن زيادة أسعار المكسرات كانت مثيرة للدهشة بالنسبة للمواطنين.

وأضاف باقري أن "الأسعار ارتفعت خلال عام إلى 150%، وهذا السبب الرئيس لعدم إقبال المواطنين على شراء المكسرات، عشية العام الجديد على عكس السنوات السابقة".

وقال سعيد بهرامي، وهو تاجر آخر يعمل في وسط مدينة الأحواز: "صحيح أن بعض العائلات من محدودي الدخل اضطروا إلى حذف المكسرات من سفرتهم، لكن هناك عملاء لديهم قدرة على شراء المكسرات".

ويأمل هذا التاجر أن تنتعش التجارة في الأيام الأخيرة من السنة الجديدة، مع استلام الموظفين لرواتبهم.

وشن الإيرانيون حملة في الأيام السابقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى "لا لشراء المكسرات"، وتفاعل المستخدمون معها، فيما يرى مراقبون أنَّ انخفاض الإقبال على شراء المكسرات يرجع  لهذه الحملة.

وتحتفل شعوب آسيا الوسطى والصغرى والغربية وجنوب القوقاز بهذا العيد. و"النيروز" هي كلمة فارسية مركبة من "نو" بمعنى جديد و"روز" وتعني يوم، وعُرب الاسم قديمًا وظهر في المعاجم التراثية مثل "لسان العرب" باسم "النيروز".

وتعود الاحتفالات بعيد النيروز إلى أكثر من ألفي عام، وفي 2009 أُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

ويعتبر الإيرانيون حلول النيروز تزامنًا مع تجدد الطبيعة مع بداية فصل الربيع، رسالة لها معان إيجابية كثيرة كالتفاؤل والحب والأمل والسلام.

وفي تخليدهم لهذه المناسبة، يجتهد الإيرانيون في تغيير أثاث منازلهم وشراء ملابس وحلي جديدة، وشراء المكسرات واللحوم والحلويات.