الموسم الزراعي في تونس.. مؤشرات نجاح رغم الصعوبات
الموسم الزراعي في تونس.. مؤشرات نجاح رغم الصعوباتالموسم الزراعي في تونس.. مؤشرات نجاح رغم الصعوبات

الموسم الزراعي في تونس.. مؤشرات نجاح رغم الصعوبات

تتطلع تونس إلى إنجاح الموسم الزراعي، على الرغم من بعض الصعوبات، بما يمكّنها من تقليص فارق عجز ميزانها التجاري المهول، وذلك استفادة من التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة.

وشرعت وزارة الزراعة التونسية منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في الاستعداد لإنجاح الموسم الزراعي الحالي، أملاً في رفع إنتاجها الزراعي، وتحقيق أرقام إيجابية على غرار موسم 2018، الذي سجّلت فيه صادرات المواد الغذائية الزراعية نموًا قياسيًّا قدره 68.6 % مقارنة بالسنة الماضية.

وتؤكّد الإحصائيات الرسمية أنّ القطاع الزراعي في تونس، قد وفّر للدولة عائدات قُدّرت بنسبة 13% من إجمالي الصادرات التونسية، خلال الموسم الزراعي الماضي، وأنعشت الموازنة التجارية الغذائية بقيمة 138 مليون دينار، أي ما يعادل 45 مليون دولار.

عودة مرتقبة لدورة الإنتاج

وقال رئيس اتّحاد الزراعة بمحافظة منوبة التونسية، فخر الدين ترجمان إن تونس شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية انقطاعًا في الإنتاج الزراعي بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد، والذي تسبّب في غلاء أسعار الخضراوات والغلال، مضيفًا أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد أخيرًا، والتي أدت إلى امتلاء السدود، ستدفع إلى استئناف دورة الإنتاج الزراعي.

وأضاف ترجمان، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن نسبة امتلاء السدود بلغت 82 %، إثر التساقطات المطرية الغزيرة والفيضانات التي شهدتها البلاد، مشيرًا إلى أنّ وزارة الزراعة وضعت أخيرًا خطة رسمية لاسترجاع نسق الإنتاج الزراعي خلال السنوات السبع المقبلة، مستفيدة من توافر الموارد المائية خلال هذا العام.

وسجلت تونس، خلال العام الحالي، تساقطات مطرية قياسية، بلغت وفق وزارة الزراعة التونسية خلال سبتمبر/أيلول الماضي حوالي 297 مليمترًا في عدد من مناطق الشمال الشرقي للبلاد، على غرار منطقة بني خلاد من محافظة نابل، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل سابقًا في مستوى التساقطات المطرية، والذي عرفته محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد سنة 1969 التي شهدت تساقطات مطرية في حدود 200 ميلمتر في يوم واحد.

آمال معلقة

وتعليقًا على دور هذه التساقطات المطرية المهمة في إنجاح الموسم الزراعي في تونس، قال فخر الدين ترجمان، إنها تكتسب أهمية بالغة في إعادة دورة الإنتاج الزراعي، لافتًا إلى أن غياب الرؤية الاستشرافية للقطاع الزراعي في تونس، من شأنه أن يجعل الآمال المعلّقة على الفلاحة مرتهنة إلى العديد من الصعوبات.

واعتبر ترجمان أن التفكير في ما بعد دورة الإنتاج، يدفع إلى ضرورة تحقيق إصلاحات كبرى، في مستوى تحويل الإنتاج وتوزيعه، والتفكير في آليات جدية للتعامل مع فائض الإنتاج بطريقة تتكفل فيها الدولة بقبول هذه الفوائض لحماية المزارعين من خسائر كبرى جرّاء تكدس الإنتاج في محاصيلهم الزراعية.

التمويل الذاتي عقبة إضافية

من جانبه، اعتبر كريم داود رئيس نقابة المزارعين في تونس، في تصريح لموقع "إرم نيوز" أن الموسم الزراعي الحالي يبشر بالخير للبلاد، لكنه لا يخلو من صعوبات هيكلية، مضيفًا أن الفلاحين عاشوا على امتداد السنوات الست الماضية مواسم من الجفاف، وأن عودتهم إلى دورة الإنتاج تعترضها صعوبات عديدة، أهمها مشكلة التمويل الذاتي الكافي.

وقال كريم دواد، إنّ توفير البذور الممتازة للمزارعين في الوقت المناسب للزراعة، يساعد على إنجاح الموسم الزراعي، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة في تونس قدمت هذه البذور للمزارعين بشكل متأخر، خلال شهر ديسمبر/ كانون الثاني، وهو ما من شأنه أن يؤثّر في نوعية المحصول المتوقع إنتاجه.

ظروف مناخية جيدة وإرادة غائبة

وشدّد، كريم داود، على أنّ الظروف المناخية خلال الموسم الزراعي الحالي ملائمة لتطوير الإنتاج، غير أن غياب الإرادة في الإصلاح الهيكلي ، ووجود تعطيلات في مستوى التزويد بالبذور الممتازة ، والأسمدة تعيق تحقيق محاصيل قياسية.

واعتبر داود، أنّ مختلف الهياكل المتداخلة في القطاع الزراعي، ما انفكت تطلب من السلطات المحليّة توفير رؤية إستراتيجية للقطاع الزراعي، الذي أنقذ الاقتصاد التونسي من الانهيار على امتداد مرحلة الانتقال الديمقراطي، وخاصة خلال موسم 2014، غير أن مواصلة تهميش القطاع الزراعي في تونس، تدفع إلى المزيد من الصعوبات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com