"الطلبة المتجولون".. ضحية الأزمة الاقتصادية وتسليع التعليم في إيران
"الطلبة المتجولون".. ضحية الأزمة الاقتصادية وتسليع التعليم في إيران"الطلبة المتجولون".. ضحية الأزمة الاقتصادية وتسليع التعليم في إيران

"الطلبة المتجولون".. ضحية الأزمة الاقتصادية وتسليع التعليم في إيران

كشف تقرير للكاتب الإيراني "شروين ميرزايي" عن تزايد أعداد الطلبة من الباعة المتجولين في العاصمة الإيرانية طهران خلال العامين الأخيرين بسبب تعاظم الأزمة الاقتصادية وما أسماه "تسليع التعليم" في البلاد.

واعتبر ميرزايي أن ضغوط الأزمات الاقتصادية غير المسبوقة التي تشهدها إيران في السنوات الأخيرة ألقت بظلالها على أوضاع الطلاب سواء الجامعيين أو في مختلف المراحل التعليمية ما أدى إلى انتشار ظاهرة الطلبة المتجولين بين باعة العاصمة طهران.

واستشهد ميرزايي بتصريح لأحد أعضاء مجلس بلدية طهران حول أزمة البائعين المتجولين من الطلبة حيث قال: "إن بعض الباعة المتجولين في المترو والشوارع من الطلبة، فإذا كان الطالب وجد وظيفة مناسبة لما كان يلجأ للتجول، فمنبع هذه الأزمة اقتصاديًا في المقام الأول".

وعلق ميرزايي على تصريح عضو بلدية العاصمة قائلًا: "إن زيادة تكاليف أغلب نفقات الطلبة كأجرة المبيت، والطعام، والمواصلات ومصروفات الكلية والكتب أدى إلى توجه العديد من الطلاب للبيع المتجول في ظل انعدام فرص العمل والوظائف المناسبة الأخرى".

وأوضح أن الباعة المتجولين من الطلبة ينقسمون إلى نوعين؛ الأول طلبة من سكان طهران، والنوع الثاني من الطلبة المغتربين من مدن وقرى بعيدة عن العاصمة، لافتًا إلى أن أغلبية الطلبة البائعين من المغتربين عن المدينة الذين يضطرون للعمل لتأمين نفقات مصروفاتهم الدراسية والمعيشية.

واستطرد حديثه عما شاهده من الطلبة المتجولين قائلًا: "لقد التقيت بطالب من مدينة الأهواز (ذات الأغلبية العربية) يُدعى "ماهان" بكلية الفنون الجميلة بجامعة طهران يفرش عددًا من اللوحات في زاوية بشارع "الثورة" (أحد أشهر شوارع العاصمة طهران) ويبدو على وجهه الحزن من الفقر، حيث لفت انتباهي لوحة ضمن لوحاته المعروضة مكتوب عليها: "إذا كانت مخاوفك تتركز على شعوب الشام واليمن، فأنا قلبي غريب اسمه وطن، والقمح الذي تُخرجه من جعبتك فهو نصيب خبز من هم أمثالي".

واننقل الكاتب الإيراني في تقرير إلى ما أسماه توابع "تسليع التعليم" في إيران، حيث أكد أن تظاهرات واحتجاجات طلبة الجامعات خلال العامين الأخيرين كانت ترتكز على استغلال إدارة الجامعات لنفقات الطلبة من خلال زيادة المصروفات الدراسية ومبيت المدن الجامعية.

ونوه أن أحد الأمور التي أثارت احتجاج وغضب الطلبة الجامعيين في إيران هو قرار دفع رسوم وحدات مبيت المدن الجامعية للطلاب الذين زادت سنوات دراستهم، تزامنًا مع مضاعفة أسعار غرف المبيت والوجبات الغذائية في مساكن المدن الجامعية.

واختتم الكاتب ميرزايي تقريره بالتأكيد على أن تسليع العملية التعليمية في إيران فضلًا عن ضغوط الأزمات الاقتصادية وغلاء الأسعار ونفقات الطلبة هو ما يدفع المزيد من الطلبة للبيع المتجول لتأمين هذه النفقات في ظل فقر وعجز ذوييهم عن تقديم أي مساعدات لهم في حياتهم الدراسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com