هل تستخدم تركيا "سلاح الاستثمار" للتأثير على علاقات السودان الخارجية؟
هل تستخدم تركيا "سلاح الاستثمار" للتأثير على علاقات السودان الخارجية؟هل تستخدم تركيا "سلاح الاستثمار" للتأثير على علاقات السودان الخارجية؟

هل تستخدم تركيا "سلاح الاستثمار" للتأثير على علاقات السودان الخارجية؟

أكد إبراهيم أويار، رئيس الفروع الخارجية لجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك (موصياد)، سعي الجمعية جاهدة "لتعزيز علاقاتها مع السودان، وإنشاء جسر بين المستثمرين في البلدين".

وقالت "موصياد" في بيان حول زيارة أويار إلى السودان، إنّ "قطاعي المقاولات والاستشارات، يأتيان في مقدمة العلاقات الاقتصادية التي تربط بين تركيا والسودان".

وتشهد علاقات السودان وتركيا، تقاربًا وتطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، من خلال الزيارات المتبادلة للمسؤولين والمستثمرين ورجال الأعمال، والتخطيط لمشروعات اقتصادية كبيرة.

"الدبلوماسية التوافقية"

وتتباين آراء الخبراء حول مستقبل سير هذه العلاقات، ومدى تأثيرها على علاقات السودان الخارجية، في ظل التقاطعات والمصالح الدولية والإقليمية والأحلاف القائمة.

ويقول المحلل السياسي البروفيسور "صلاح الدين الدومة"، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أم درمان الإسلامية، إنه "من المفترض ألا تؤثر علاقات السودان وتركيا على علاقات السودان الخارجية، وفقًا لعلم العلاقات الدولية والتجارب والتاريخ".

وأضاف لـ "إرم نيوز"، أن "كل دول العالم تدير مصالحها بشيء من التوازن التوافقي بين رعاية المصالح والعلاقات مع الدول الأخرى، بحيث لا تتأثر أي من العلاقتين إذا كانت للدولة علاقة مع دولتين متعارضتين".

وشدد الدومة، على أنه "يجب ألا تكون العلاقات السودانية التركية على حساب العلاقات السودانية الخليجية أو العلاقات السودانية المصرية مثلًا، وأنه يجب أن تتحقق الأهداف المشتركة، وإذا كان هناك شيء يثير حفيظة الطرف الآخر فيمكن تجاوزه".

وأشار إلى أن "الدبلوماسية التوافقية أصبحت هي السائدة الآن في ظل عالم متعدد الأقطاب، وبالتالي يمكن للبلد أن يدير علاقاته مع طرفين متناقضين ويحقق المصالح المشتركة بدون تعريض العلاقات إلى اهتزازات أو اختلالات".

بدوره، أشار المحلل الدبلوماسي السفير "محمد حسن الركابي"، الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في السودان، إلى أن العلاقات السودانية التركية قديمة عبر التاريخ، قائلًا إنه "كان هناك تواصل بين الدولتين منذ فترات طويلة جدًا، وحتى الأنظمة المختلفة التي مرت بالسودان لم تؤثر في تطور تلك العلاقات".

وأضاف الركابي لـ "إرم نيوز": "في الوقت الحالي هناك توتر في منطقة الشرق الأوسط وصراع بين دول كثيرة، لكن في النهاية العلاقات علاقات مصالح تعتمد على البنية التي قامت عليها على فترات التاريخ، خاصة بعد الزيارات التي تمت مؤخرًا والمبادرات التي تمت من تركيا وبداية الاستثمارات".

وتابع: "هي علاقات بين دولتين ولا أعتقد أنها تتأثر كثيرًا بالأحلاف التي بدأت تتكون في الفترة الأخيرة"، مؤكدًا أنها "علاقات ممتدة وستمضي للأمام لمصلحة الطرفين بغض النظر عما يحدث، أو التوتر في علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة"، متوقعًا أن "تستمر العلاقة لمصلحة البلدين".

واستبعد الركابي، أن تؤثر العلاقة مع تركيا على علاقات السودان الأخرى، مشير إلى  أن "الإعلام وغيره يحدث أحيانًا نوعًا من التشويش".

وأشار إلى ما أثير حول جزيرة سواكن، مضيفًا بأن "سواكن عبر التاريخ كانت  معبرًا لحجاج غرب أفريقيا وكان لها وضع معين على أيام الحكومة التركية"، مضيفًا بأنه "تم تحوير القضية وأثير حولها الكثير بطريقة يمكن أن تؤثر على السودان".

اتفاقيات الاستثمار

والتقى الرئيس السوداني عمر البشير في أيلول/ سبتمبر الماضي، وفدًا تركيًا برئاسة وزير الزراعة بكير باكد ميرلي، حيث أعلن البشير أن اتفاقية التعاون الإستراتيجي الموقعة بين السودان وتركيا تغطي كل مجالات التعاون، وتلقي بمسؤولية كبيرة على حكومتي البلدين، قائلًا إن التعاون بين الخرطوم وأنقرة يصب في مصلحة البلدين والشعبين.

فيما أعلن وزير الزراعة التركي، عن توقيع البلدين اتفاقية للاستثمار في مجال النفط بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، بجانب اتفاقيات أخرى للاستثمار في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية، إضافة إلى اتفاق لتسهيل التحويلات المصرفية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وزار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  السودان في ديسمبر/ كانون الأول 2017، ووجه بتوسيع الاستثمارات مع السودان، ووقع عددًا من الاتفاقيات الثنائية في مجالات مختلفة.

وكان إبراهيم أويار، رئيس الفروع الخارجية لجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك (موصياد)، التقى خلال زيارته مؤخرًا إلى الخرطوم، مساعد الرئيس السوداني إبراهيم السنوسي، وعددً من مديري الشركات السودانية.

وذكر أويار في بيانه اليوم، أن قيمة الاستثمارات التركية المباشرة في السودان، تبلغ 300 مليون دولار، ومثلها أيضًا في مجال المقاولات.

 وشدد على ضرورة رفع حجم التبادل التجاري بين أنقرة والخرطوم إلى  ملياري دولار، وفق ما حدده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لافتًا إلى أن حجم الصادرات التركية إلى السودان، ارتفع خلال السنوات العشر الأخيرة من 145 مليون دولار إلى 308 ملايين دولار.

 وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة المذكورة من 153 مليون دولار إلى 320 مليون دولار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com