"فايننشال تايمز": أردوغان سيستسلم لترامب في نهاية المطاف
"فايننشال تايمز": أردوغان سيستسلم لترامب في نهاية المطاف"فايننشال تايمز": أردوغان سيستسلم لترامب في نهاية المطاف

"فايننشال تايمز": أردوغان سيستسلم لترامب في نهاية المطاف

توقع العديد من المحللين أن الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي ستجبر الرئيس رجب طيب أردوغان في نهاية المطاف على التراجع في خلافه مع الولايات المتحدة، وتنفيذ مطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن القس المسجون وإعلان مجموعة من التدابير التي تهدف إلى طمأنة المستثمرين.

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يرى بعض المراقبين أنه نظرًا لاحتياج الاقتصاد التركي لأكثر من 200 مليار دولار سنويًا من التمويل الأجنبي، لن يكون أمام أردوغان أي خيار سوى الاستسلام.

روسيا

إلا أن الصحيفة البريطانية، لم تستبعد لجوء أردوغان إلى روسيا أو قطر أو الصين للحصول على الدعم، ما قد ينعكس سلبًا على العلاقة  المتأرجحة أساسًا بين أنقرة وعواصم غربية.

وحذر أردوغان في حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة الماضية، من أنه يتعين على واشنطن التوقف عن النظر إلى تركيا باعتبارها شريكًا أقل و"تتقبل حقيقة أن تركيا لديها خيارات بديلة".

وقال أتيلا يسيلادا، وهو استشاري في شركة "غلوبال سورس بارتنرز" لإدارة الأعمال في إسطنبول، إن لهجة أردوغان الجريئة تشير إلى أنه يستكشف خيارات أخرى.

وقال: "أعتقد أنه تحدث إلى بوتين، الذي ربما يكون قد وعده ببعض القروض، وهذا هو تكهني، فهو غاضب ولكنه ليس مجنونًا، لذلك أفترض أنه يخطط لتأمين الأموال التي يحتاجها من مكان ما".

وتصاعدت التوترات بين تركيا والغرب في السنوات الأخيرة، حيث واجه أردوغان، بعد تقلد حزبه مقاليد السلطة عام 2002، اتهامات متزايدة بالاستبداد.

وعندما اندلعت بعض الخلافات مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، انجرفت تركيا نحو روسيا وتقرّبت منها، كما أصبح قرار أنقرة بشراء نظام "S - 400" للدفاع الجوي من موسكو مصدرًا رئيسيًا للغضب من تركيا في واشنطن.

واليوم الإثنين، سيزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العاصمة التركية أنقرة لمدة يومين لعقد عدد من الاجتماعات.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن المحادثات ستركز على الصراع في سوريا وعدم الاستقرار الإقليمي، لكنها أضافت أنها ستشمل مناقشات حول تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

 الصين وقطر

وحاولت تركيا أيضًا تأمين دعم الصين، فبعد ساعات من تهديد ترامب بفرض "عقوبات كبيرة" الشهر الماضي، أعلن بيرات البيرق، وزير المالية وصهر أردوغان، أن البنك الصناعي والتجاري الصيني سيقدم حزمة قروض بقيمة 3.6 مليار دولار لقطاعي الطاقة والنقل.

وتعد قطر خيارًا آخر، إذ أصبحت تركيا حليفًا متزايد الأهمية للإمارة الخليجية، إلا أن مراقبين يستبعدون تلبية الدوحة لأي دعم قد تطلبه أنقرة في المستقبل، نظرًا لكون المقاطعة العربية قد أنهكت اقتصاد قطر، فضلًا عن أن الدوحة ستجد حرجًا في الانحياز لأنقرة والتخلي عن الولايات المتحدة.

من جانبه يشكك "تيم آش"، محلل في شركة "بلو باي آسيت مانجر" لإدارة الاعمال، في أن تركيا قد تجد الدعم الذي تحتاج إليه من الدول غير الغربية، وقال: "الأتراك بحاجة إلى عشرات المليارات من الدولارات، وإذا كان هذا برنامج تابع لصندوق النقد الدولي، فمن المحتمل أن يصل المبلغ إلى 20 -40 مليار دولار".

وأوضح أن روسيا لديها مشاكلها الخاصة مع العقوبات الأمريكية، في حين أن الصين ستكون حذرة من إغضاب الأمريكان، ولن تتمكن قطر من تقديم الدعم الكافي بمفردها.

وأيد هذا الرأي "بهلول أوزكان"، وهو أستاذ مشارك في العلاقات الدولية في جامعة مرمرة في إسطنبول، وقال: "إذا أنهينا التحالف الغربي، فلن نتمكن من الحصول على رأس المال الكافي من الصين أو روسيا أو قطر".

ومع ذلك يقلق بعض المراقبين من أنه حتى لو تراجع أردوغان، فإن الخلاف سوف يلحق ضررًا مستمرًا بعلاقة الغرب مع تركيا التي تمتد عبر أوروبا والشرق الأوسط، والتي تستضيف قاعدة جوية أمريكية كبرى و3.5 مليون لاجئ سوري.

وقال دبلوماسي غربي كبير: "دبلوماسية ترامب الوعرة ستدفع تركيا الى أيدي الروس، وسوف يبحث أردوغان عن حلفاء آخرين، وستكون هناك تحالفات جيوسياسية لن تعجبنا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com