وسط وضع اقتصادي صعب.. الخيام ملاذ المعوزين في غزة (صور)
وسط وضع اقتصادي صعب.. الخيام ملاذ المعوزين في غزة (صور)وسط وضع اقتصادي صعب.. الخيام ملاذ المعوزين في غزة (صور)

وسط وضع اقتصادي صعب.. الخيام ملاذ المعوزين في غزة (صور)

يقف الخمسيني هاني اللحام، الذي طُرد من منزله في معسكر الشاطئ بغزة، ولم يجد مكانًا ينام فيه مع أبنائه وزوجته، متسمرًا أمام خيمته الصغيرة المصنوعة من النايلون في منطقة السودانية على بحر غزة، وهو يحاول إشعال النار في صفيحة كبيرة، لكي يصنع لصغاره الثلاثة كوبًا من الشاي للتدفئة ضد البرد القارس الذي أطل طيلة الليل.

أزمة متفاقمة

يظلُ هاني مستيقظًا طيلة الليل خوفًا من مرور أي ضالة بجانب خيمته الصغيرة؛ حتى لا تخيف أطفاله، ورغم محاولات عدة منه لطرق باب المؤسسات الخيرية في غزة، إلا أن جميع الوعود التي قدمتها له تلك المؤسسات وهمية ولم تحقق له شيئًا على أرض الواقع.

واللحام ليس الحالة الأولى التي لجأت للعيش في خيمة على شاطئ البحر بعد طردها من منزلها، فهناك المئات من العائلات تلجأ لهذا الحل بعد أن ضاقت بها كافة السبل في إيجاد مكان يؤويها وصغارها.

ويقول هاني لـ"إرم نيوز" عن سبب لجوئه للعيش في خيمة :" لقد عانيت الأمرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى خرجت في عام 2012، ولكن بعد قطع راتبي لم أتمكن من إيجاد مأوى لي، ورغم كافة الوعود من قبل المؤسسات الخيرية بتحسين أوضاعي المادية، إلا أنني لم أجد شيئًا من هذه الوعود على أرض الواقع".

ويضيف هاني الذي بدا منهكًا من البرد؛ لعدم وجود وسائل للتدفئة لديه غير النار:" لدي 3 أبناء في المدرسة أوضاعهم مأساوية، وزوجتي اضطرت للعيش معي في غزة بعد أن تركت عائلتها في مدينة نابلس".

وكان اللحام قد حصل على عربة صغيرة قبل ذلك؛ لتساعده على إعالة أسرته الصغيرة، ولكن بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، لم يستطع شراء حتى أنبوبة غاز؛ ليصنع عليها الشاي والقهوة ويبيعها للناس.

ورقة "الأونروا"

وتضاف الأوضاع المأساوية التي يعيشها الغزيون إلى قائمة التهديدات التي لوح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف تقديم المساعدات المالية لـ"الأونروا"، مع إيقاف غالبية المشاريع التي تنفذها الوكالة الدولية لقطاعات اللاجئين الفلسطينيين.

ويقول رئيس شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، لـ "إرم نيوز":" إن الأوضاع في غزة تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، في ظل عدم وجود حلول تلوح في الأفق، مشيرًا إلى أن هناك نقص كبير في التمويل الذي يصل إلى قطاع غزة، إضافة إلى عدم قيام الحكومة بواجباتها تجاه الناس، ومنها الحق في السكن والعيش الكريم".

وأضاف الشوا:" كما أن جزءًا كبيرًا من الممولين لم يفوا بتعهداتهم المالية التي التزموا بها في القاهرة، وهناك أكثر من 20 ألف نسمة فقدوا منازلهم في الحرب الأخيرة على غزة، ولم يعاد بناؤها مرة أخرى".

وأوضح الشوا، أن الحاجة الطبيعية للسكن في ظل الفقر والبطالة وعدم قدرة السكان على بناء منازلهم، إضافة إلى القيود المفروضة على إدخال مواد البناء من الجانب الإسرائيلي، تدفع سكان غزة للجوء إلى حلول صعبة كالعيش في الخيام أو في الشارع في  ظل جو بارد.

وحذر الشوا من خطورة الحالة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة، لا سيما أن هناك عددًا كبيرًا من الأطفال والمرضى الذين يعيشون ظروفًا صعبة، مطالبًا بتكاتف الجهود وإيجاد خطة من شأنها أن ترفع الحصار عن غزة.

ارتفاع معدلات البطالة

ويعاني قطاع غزة من ارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقر والبطالة، حيث وصلت نسبة البطالة إلى 46% من حجم القوى العاملة و60% بين صفوف الشباب، وهي الأعلى بالعالم، ونسبة انعدام الأمن الغذائي إلى أكثر من 50% .

طلبات الإعانة

وأوضحت مسؤولة فلسطينية، أن هناك مئات الحالات التي تتقدم لوزارة الشؤون الاجتماعية بطلبات مساعدة في السكن، وهي تقطن إما بخيمة صغيرة على البحر أو في الشارع، لافتةً إلى أن هناك عجزًا كبيرًا في تأمين السكن لهذه العائلات.

وأضافت:"الحلول المقدمة لهذه العائلات بسيطة جدًا، فقد يتبرع فاعلو الخير لهذه العائلات لفترة محدودة، ومن ثم يعود الأمر لما كان عليه سابقًا، كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية تقدم حلولًا بسيطة جدًا وجزئية".

وتابعت:"هذه المشكلة تزداد يومًا بعد يوم، حتى أننا نرى بأن الفئات متوسطة الدخل وهم التجار، بدأوا يدخلون في نفس المعاناة، وهذا ما يهدد بكارثة إنسانية بمعنى الكلمة، فكل المستأجرين معرضين لنفس الظروف".

وأضافت، أن ما تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية لحل مشكلة هذه العائلات، هو تقديم مساعدة طارئة بمبلغ مالي لمرة واحدة فقط، وهي تُلقي باللوم على وزارة الإسكان والمشاريع الإسكانية التي أقيمت مؤخرًا في مدينة غزة، والتي لا يمكنها استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من العائلات المعوزة.

لا بدائل

ويرى الخبير الاقتصادي محسن أبو رمضان، أنه لا توجد بدائل أو أي شكل من أشكال المساعدة لهذه العائلات في قطاع غزة، قائلًا:" الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطة بحق الموظفين في غزة، هي من جعلت الوضع يزداد صعوبة، إضافة إلى التهديدات التي تلوح بها أمريكا لتقليص المساعدات التي تقدمها لوكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين".

وأضاف أبو رمضان:"توقف الكثير من برامج الدعم المقدمة للغزيين، مثل برنامج الغذاء العالمي، وعدم قيام السلطة بسد النقص الحاصل، واعتقادها بأنها بحاجة إلى مزيد من الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة؛ من أجل الضغط على حماس، أدى إلى زيادة تفاقم الأوضاع الاقتصادية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com