إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي بعد إطلاق نار على قوة اليونيفيل جنوبي لبنان
صدر عن سلسلة "إبداعات عربية" ديوان "إشراقات الوجد" للشاعر التونسي التهامي ناجي الجوادي، الذي تضمن جملة من القصائد المجدّدة قياسا بتجارب "شعراء القيروان" المدينة التونسية التي اشتهرت بإنجاب الشعراء.
ويقع الديوان الشعري الجديد في 136 صفحة، قدّمت له الشاعرة جميلة الماجري بقولها "كيف يكون الشاعر شاعرا متفرّدا يسير في طريق فتحها لنفسه دون أن يضيع سبيله إلى مملكة الشعر والشعراء، كيف يكون له صوته ولونه وهندسة قصائده بلا شبيه، دون أن تخلعه تلك المملكة خارج أسوارها وتغلق دونه الأبواب... تلك هي المعادلة الصعبة واللعبة المراوغة الساحرة، طوبى لمن يدرك أسرارها".
وقالت الماجري إنّه "منذ أن بدأت أتابع مسيرة الشاعر التهامي ناجي الجوادي الهادئة والواثقة المتأنية أدركت أنّه لن يضلّ طريقه إلى الشعر، واستطاع أن يكون له صوته المميز وطقوسه التي، ولئن لم تخرج عمّا يمكن أن نسميه "سنّة شعراء القيروان" فهو لم يكن مقلّدا بل مبشّرا بجيل جديد من شعراء القيروان" وفق تأكيدها.
وتتميز مدينة القيروان بأنّها الأكثر إنجابا للشعراء في تونس، ومن بينهم محمد الغزي ومنصف الوهايبي ومنصف المزغني وجميلة الماجري وكثيرون مثّلوا واجهة الساحة الأدبية والشعرية في تونس خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
وفي ديوانه الجديد يطرح التهامي ناجي الجوادي مقدّمات تجربة شعرية تحمل ملامح التفرد والخصوصية لشاعر هو أيضا أصيل مدينة القيروان، حيث يمضي من خلال قصائده مع فكرة الوجد والشجن والحنين، حتى بدت قصائده مرآة عاكسة لما يعتمل في داخله من مشاعر متناقضة طفت على السطح خلال لحظة الكتابة، بما هي لحظة مكاشفة.
ولم تكن مدينة القيروان التاريخية غائبة عن هذا الديوان، وبدا أنّ "مدينة الشعراء" هي الملهمة الرئيسة للتهامي ناجي الجوادي والمحرك الأساسي لما خطته أنامله، ومن بين أكثر القصائد تعبيرا مباشرا عن حالة الارتباط الوجداني بمدينة القيروان "قيروان الحبّ" و"فراشة في دمي" و"حبّ البيت يسكننا" إلى جانب قصائد أخرى منها "جنون" و"تيه الخطى" و"قلم يتيم" و"طفولة" و"ساعي البريد" وكلها قصائد بدت فيها ذات الشاعر حاضرة بكثافة.
وبدا الجوادي في مختلف هذه القصائد بمثابة طفل تتنازعه أحلام شتى ومشاعر متدفقة وأحاسيس مفعمة بالحيرة والأسئلة التي يبحث لها عن إجابات، لكنّه نجح بأسلوبه البسيط واعتماد الوجيز وسهل الكلمات، في شدّ متابعيه ورسم صور شعرية معبّرة عن الذات وعن مدينة تسكنه.
