مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق
مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق

تظاهرات مسرحية سورية تحتفي بـ"أبي الفنون"

 تحتفي مسارح المدن السورية بالمسرح "أبي الفنون" عبر عروض محلية أو مترجمة تحاول إعادة الألق إلى الفن المسرحي.

وتأتي هذه التظاهرة ضمن فعاليات مهرجان "تراث وإبداع" الذي تقيمه وزارة الثقافة، ويشمل معظم أنواع الفنون.

ومن الأعمال التي تعرض، مسرحية "مورفين" ترجمة ثائر زين الدين وإخراج ليال الهادي في مدينة السويداء، و"نحاس يافون وأشياء أخرى" لضرام سفان على مسرح دير الزور، و"آخر ليلة.. أول ليلة" تأليف جوان جان وإخراج علي عبدالحميد على مسرح مدينة مصياف، و"روبوت" لرضوان جاموس على مسرح طرطوس.

وتعتبر مسرحية "ديستوبيا" التي تعرض حالياً على مسرح الحمراء بدمشق، من الأعمال اللافتة للمخرج مأمون الخطيب، وهي اقتباس حر عن نص "المزبلة الفاضلة" للكاتب عباس الحايك.

ويقول المخرج مأمون الخطيب لـ"إرم نيوز": "إن العمل يصور العلاقة مع المكان بناء على الحالات الشعورية والفكرية التي يعيشها ساكنوه إضافة إلى الدلالات التي ينطوي عليها".

ورغم أن تسمية "المزبلة" تثير المشاعر السلبية، إلا أن المخرج نبش الحالات المستترة داخل الشخصيات محاولاً إبراز الجماليات عند المهمشين والتعامل مع موجودات المكان ككائنات تمتلك مشاعر إنسانية.

أخبار ذات صلة
مسرحية "نقيق" السورية.. تبادل الأدوار بين الضحايا
 مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق
مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق

وتناوب على أداء الأدوار في "ديستوبيا" كل من رنا جمول وغسان الدبس وإبراهيم عيسى ورامي خلو وإبراهيم عدبة، وقدم كل منهم حالة قهرية أوصلته إلى هذا المكان الذي شكل نافذة للبوح وترميم الذات.

ويكتشف المتابع للعمل، أن "ديستوبيا" أو أدب المدينة الفاسدة، هي المدينة الفاضلة عبر تحليه بالصدق وتمثيله حالات حقيقية غير مزيفة يقدمها من خلال شخصيات تعرضت للاضطهاد والإقصاء.

وتجري أحداث "ديستوبيا" في مكان مهمل يشبه المستودع القديم، تلتقي فيه الشخصيات لتنفّس عن غضبها وتتفاعل محاولة إحياء أحلامها وأملها في الحياة.

وتصور المسرحية حال الممثل الباحث عن فرصة لإثبات القدرات، إلى جانب العامل البسيط الذي فقد أهله، والكاتب المغمور المنكفئ إلى عالمه الخاص، والمرأة المهزومة التي تعيش مع خردة من الذكريات.

مسرحية "ديستوبيا" من أعمال المخرج مأمون الخطيب وهي مقتبسة عن نص "المزبلة الفاضلة" للكاتب عباس الحايك.
 مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق
مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق

وتتطابق دواخل الشخصيات المنهكة، مع طبيعة المكان الذي يجمعهم، لكنهم يصرون على التمسك بالحياة والفرح ومؤازرة بعضهم نتيجة القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمعهم.

وساعد الديكور البسيط مع الإضاءة الناجحة، في توزيع النوافذ الخافتة على جانبي المسرح، كأنّ المكان محاط بالأبنية والناس المنتظرين حصول معجزة تنقذهم من المعاناة.

وتمكنت شخصيات "ديستوبيا" من تطويع الهزيمة وترويضها عبر التضامن فيما بينها رغم الخلافات التي اعترت الحوار أحياناً، لتخلص إلى نتيجة تبرهن نبل المقهورين وصدقهم رغم معاناتهم القاسية.

 مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق
مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق

وأدى دور الشرّ، الممثل غسان الدبس مالك المكان الذي يخشاه الجميع ويطلبون رضاه، لكنه يظهر فاقداً للرأفة مما يزيد من انسحاق شخصيات العمل بسبب خوفهم من الطرد.

ورغم الجو القهري الذي يسيطر على العمل، وإبلاغ مالك المكان للساكنين بضرورة الإخلاء قبل وصول جرافات الهدم، إلا أن العامل والممثل والكاتب والمرأة، يصرون على إضاءة الشموع والاحتفال كنوع من التحدي.

وتأتي هذه التظاهرة المسرحية التي تعم معظم المدن السورية، كمحاولة إنعاش لأبي الفنون الذي يعاني العاملون فيه من ضعف الأجور وغياب الشهرة وارتفاع تكاليف الإعداد للعروض.

 مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق
مسرحية "ديستوبيا"، مسرح الحمراء بدمشق

التظاهرة المسرحية السورية محاولة إنعاش لأبي الفنون الذي يعاني العاملون فيه من ضعف الأجور وغياب الشهرة وارتفاع تكاليف الإعداد للعروض.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com