مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي.. تجارب لافتة واحتفاء ثقافي

مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي.. تجارب لافتة واحتفاء ثقافي

يشكل "مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي"، الذي يعقد كل عامين شاهدا على مدى تطور "أبو الفنون" في المنطقة، حيث تُعرض فيه أبرز العروض لفرق ومجموعات فنية مهمة في دول الخليج العربي، كما يمثل فرصة لاحتضان المواهب الفنية ومناقشة واقع ومستقبل الحركة المسرحية وتقييم مسارها.

وانطلقت في بداية الأسبوع الجاري، الدورة الرابعة من هذه الفعالية بمسرح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، ومن المقرر أن يختتم المهرجان يوم الإثنين القادم (27 فبراير) بقصر الثقافة بالشارقة في الإمارات، حيث ستقدم لجنة التحكيم تقريرها التقييمي وتوصياتها وتعلن الأسماء الفائزة بالجوائز.

وشهد حفل افتتاح المهرجان تقديم مسرحيَّة "النمرود" التي كتبها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وجسدها طلبة المستوى الثالث بالأكاديمية.

فعاليات متنوعة

يعد مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي مناسبة للاحتفاء بهذا الفن، من خلال تشجيع المواهب وتكريم المبدعين وتسليط الأنظار على الأعمال المسرحية ذات القيمة الفنية، ولذلك كثفت إدارة المهرجان كل جهودها لإنجاح هذه الدورة حتى تكون في مستوى التطلعات والانتظارات.

وأوضحت فواغي الفردان مسؤولة الفعاليات وعضو اللجنة الإعلامية لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في حديثها لـ"إرم نيوز"، أنه "تم افتتاح مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي بعرض بعنوان النمرود من تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله، كما بدأت العروض المسرحية المشاركة في المهرجان من مختلف الفرق الخليجية في قصر الثقافة بالشارقة".

وتابعت: "من هذه المشاركات هناك مشاركة من السعودية بعنوان الهود، ومشاركة من البحرين بعنوان يا خليج،  كذلك هناك مشاركة من الإمارات بعنوان زعنبوت، بالإضافة إلى عرض مسرحي من الكويت بعنوان عنقود العنب، أما من قطر فهناك عرض مسرحي بعنوان غجر البحر، وختامها مشاركة من سلطنة عمان بعنوان سدرة الشيخ".

ولفتت الفردان إلى أن "هناك عرضين مسرحيين سيتم عرضهما في المهرجان لتميزهما في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، كما سيتم عرضهما في معرض الشارقة للفنون المسرحية، ومن هذه العروض عرض مسرحي بعنوان انتحار".

فواغي الفردان
فواغي الفردانمسؤولة الفعاليات وعضو اللجنة الإعلامية لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي

وأشارت إلى أن" هناك الكثير من الفعاليات الثقافية المصاحبة للمهرجان، منها ندوات نقدية وكذلك ملتقى فكري بعنوان المسرح الخليجي اتجاهات المستقبل، إضافة إلى ورش فنية مسرحية تتناول أصول وجماليات الإلقاء المسرحي ومسرحة التراث من منظور سينوغرافي".

وحسب الفردان يشمل المهرجان أيضا "العديد من الجلسات الثقافية المسرحية ولقاء مع نجوم الفن والمسرح والدراما من الخليج والعالم العربي والعديد من الجوائز التي تتنافس عليها الفرق المشاركة، منها جائزة التمثيل والإخراج والتأليف وأفضل ديكور وإضاءة وأفضل عرض مسرحي".

وأردفت بالقول: "من هنا نوجه دعوة للجمهور لحضور فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي المليء بالفعاليات الفنية المسرحية المتنوعة".

حركة مسرحية مميزة

وتجمع أوساط ثقافية ومسرحية على أن الدورة الجديدة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي هي دورة مميزة وذلك بسبب عروضها المتنوعة التي وقع اختيارها باعتناء ودقة، إضافة إلى تقييمها تجربة المسرح الخليجي وطرحها قضاياه ومحاولة تقديم الحلول.

ويساهم المهرجان في حركة مسرحية مميزة، حيث يشارك ستة من أبرز وأحدث العروض المسرحيَّة بدول الخليج العربيَّة في المسابقة الرسميَّة للمهرجان، الذي يتكفل بإنتاج الأعمال المشاركة فيه، ويختبر مستوياتها الفنيَّة عبر لجنة محكمة تضم مجموعة من الفنانين من ذوي الخبرات والتجارب الملحوظة، كما خصص جوائز قيمة للجهود المتميزة والمبتكرة، وذلك حسبما ذكره بيان إعلامي تحصلت "إرم نيوز" على نسخة منه.

وتتنافس هذه العروض على جوائز تشمل الإخراج، والتمثيل، والديكور، والإضاءة، والمؤثرات الصوتيَّة والموسيقيَّة، والتأليف، إضافة إلى جائزة أفضل عرض والتي تبلغ قيمتها الماليَّة مائة ألف درهم إماراتي.

كما يحفل البرنامج الثقافي المصاحب بالعديد من الأنشطة التي أعدت لإثراء يوميات المهرجان بالتواصل والحوار والتعارف، وفي مقدمتها الملتقى الفكري، الذي يجيء تحت عنوان «المسرح الخليجي.. اتجاهات المستقبل»، ويستشرف الملتقى آفاق «أبو الفنون» في المنطقة انطلاقاً مما حققه من نجاحات وإنجازات خلال العقدين الأخيرين، بفضل الدعم الرسمي، ونتيجة لجهود الرواد.

وتناقش ملتقيات المهرجان أيضا، تطلعات المسرح الخليجي مستقبلاً، وعما يسعى إلى طرحه، أو معالجته، أو تجاوزه، أو تحقيقه، في ما يتصل بهويته الإبداعيَّة، وفي صلته بجمهوره، وفي نظمه الإداريَّة والمؤسساتيَّة؟ وتطرح الأسئلة استناداً إلى محورين، وهما: "حاضر المسرح الخليجي والطريق إلى المستقبل"، و"المسرح الخليجي وتحديات الغد".

عبد الله الشحي
عبد الله الشحي مسرحي إماراتي

وثمن المسرحي الإماراتي عبد الله الشحي في حديثه لـ"إرم نيوز" الدورة الجديدة من المهرجان "التي تعود بعد فترة انقطاع بسبب الجائحة، فهو مهرجان له مكانته الخاصة في جدول المهرجانات العربية، وهو مهرجان قوي وخصصت له ميزانية قوية، وأيضا العروض التي يقدمها المهرجان تقدم لأول مرة لذلك التنافس بينها سيكون كبيرا جدا".

وأشار الشحي إلى أن "المهرجان الذي يعقد كل سنتين هو ما يسمح للفرق المسرحية الخليجية بالعمل والتجهيز الجيد له حتى نظهر بصورة قوية"، لافتا إلى أن "عروض المهرجان تم اختيارها من قبل لجان خاصة للمشاركة؛ فهو مهرجان جامع وأثبت وجوده خلال الدورات الماضية، والأهم من ذلك أنه يعود بعد غياب".

وتوقع الشحي أن "تكون العروض قوية والمنافسة قوية بين دول التعاون؛ وهو ما يثبت أن المسرح الخليجي في تطور دائم والحركة المسرحية في تطور لافت؛ وهو ما عكسته المهرجانات المسرحية في الآونة الأخيرة في الكويت والسعودية وسلطنة عمان".

وما يميز الدورة الجديدة للمهرجان ما تطرحه الملتقيات من قضايا مسرحية مهمة تقرأ تجربة المسرح الخليجي من مداخل متنوعة.

مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي.. تجارب لافتة واحتفاء ثقافي
عبد الناصر حسّو: المسرح السوري أمام اختبار استمراره وماهية وجوده

وشرح الشحي بالقول: "الملتقيات المصاحبة للمهرجان قوية، وذلك من خلال اطلاعنا على العناوين مثل دور المرأة في المسرح، الفرق العمانية وجودها وإنجازاتها، وكذلك تأثير الموسيقى الشعبية في المسرح الإماراتي".

وبرأيه، فإن" أهم ما يطرحه المهرجان هو ما يخص المسرح السعودي في ظل رؤية 2030، حيث نتساءل أين سيكون في تلك المرحلة ؟.. لقد كان المسرح السعودي في فترة من الفترات مظلوما لكنه الآن ينطلق بشكل جميل".

وخلص عبد الله الشحي بالقول: "المهرجان يطرح الكثير من القضايا والأسئلة، وسينجم عنها حصيلة جيدة ورائعة من التوصيات التي ستساهم في مزيد من تطوير المسرح الإماراتي والخليجي".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com