"سين".. مسرحية تونسية تجسد معاناة النساء ضحايا العنف

"سين".. مسرحية تونسية تجسد معاناة النساء ضحايا العنف

تسلّط مسرحية "سين" التي عرضت للمرة الأولى في مسرح "الريو" في العاصمة تونس الضوء على معاناة النساء اللائي يتعرضن للعنف المادي واللفظي في المجتمع التونسي، وهي عبارة عن مجموعة نصوص تروي حكايات مستلهمة من الواقع.

والمسرحية مقتبسة من كتاب "حديث السقيفة" للكاتبة والممثلة هدى اللموشي، التي حوّلت النص من ثنايا الكتاب إلى خشبة المسرح لتنقل من خلاله وجع المرأة وأحلامها المجهضة نتيجة ظلم العائلة والمجتمع.

وحوّلت هدى اللموشي الكلمات المكتوبة إلى نصّ منطوق جرى تجسيده على خشبة المسرح وكان بمثابة صرخة امرأة أطلقتها هدى اللموشي مع الممثلة مريم الجلاصي.

وقالت الكاتبة والممثلة هدى اللموشي في تصريحات لوسائل الإعلام بعد العرض إنّ المسرحية انطلقت من نصّ "حديث السقيفة" الذي أثار كثيرا من الشكوك والتساؤلات حول حقيقة ما تتعرض له النساء، في الشوارع وفي البيوت وفي الفضاءات العامة من تعنيف.

 ووفق الممثلة هدى اللموشي، يطرح هذا النصّ تساؤلات حول المرأة بوصفها "عماد المجتمع"، المرأة ككيان ووجود وأساس في العائلة ومكوّن لا غنى عنه في المجتمع.

"حديث السقيفة" كان في الأصل عملاً مسرحياً قبل أن تحوّله الكاتبة هدى اللموشي إلى رواية نشرتها في وقت سابق، ليعود ثانية إلى خشبة المسرح

واعتبرت أنّه إذا كانت المرأة تعاني من عنف مادي أو جسدي أو لفظي ستسلّطه بصفة لا واعية على أبنائها، وهو تفريغ لشحنات نتيجة العنف الذي تعرضت له، وهو ما يبني علاقات صدامية بينها وبين محيطها، حسب تعبيرها.

وقصّة "سين" مستوحاة من الواقع، وهدى اللموشي هي كاتبة وممثلة عاشت عدة تجارب مع نساء تعرّضن للعنف، ومع نساء في السجون وسمعت منهنّ عدة قصص ضمنتها في كتاب "حديث السقيفة".

وأشارت إلى أنّ "حديث السقيفة" كان في الأصل عملاً مسرحياً قبل أن تحوّله إلى رواية نشرتها في وقت سابق، ليعود ثانية إلى خشبة المسرح.

وأوضحت أنّ العمل كان في البداية مشروعاً مسرحياً مع عدد من الأمهات العازبات، وكان هدفه إعادة إدماجهن، لا سيما أنّها تشتغل على فئات مختلفة من المهمشين ضمن مشروع العلاج بالمسرح.

وفي تقديمها لهذا العمل، قالت مريم الجلاصي من جانبها إنّ مسرحية "سين" عمل فيه كثير من الذاتية، حيث وثقت أهم محطات معاناتها من عنف مادي ومعنوي واغتصاب، في رواية، وطلبت من ممثلتين تشخيص الأحداث بمنزلها العائلي الذي هجرته، وفق تعبيرها.

"سين".. مسرحية تونسية تجسد معاناة النساء ضحايا العنف
حلب.. من مسرح للتاريخ والحياة إلى مدينة منكوبة

وحسب مريم الجلاصي، فإنّ المسرحية تنقل "شذرات من حياتها وشخصيتها وعلاقتها بذاتها وبالآخرين حتى تتمكن بذلك من إخراج الحكاية من كلام مكتوب على الورق إلى أجساد حية ناطقة تكشف عن المستور والمسكوت عنه".

يذكر أن إنتاج هذه المسرحية كان بالتعاون مع "دار المسرحي" في تونس العاصمة، بينما تولّى المسرحي والجامعي فتحي العكاري صفة مستشار فني في هذا العمل الذي مثّل تقصيًا لأوجاع النساء وآلامهنّ ومعاناتهنّ، وقدّم أكثر طرح مسرحي وفلسفي لقضية اجتماعية.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com