"الوحلة".. مسرحية تونسية تسلط الضوء على "ورطة" مجتمع
طرحت المخرجة التونسية يسرى القصباوي عملها المسرحي الجديد "الوحلة"، وهي مسرحية من النوع "البوليسي"، عُرضت بالمسرح البلدي بتونس العاصمة.
وقدّمت المسرحية، رؤية مختلفة عن الأعمال المسرحية التونسية السابقة باتخاذها بعدا سينمائيا بوليسيا اعتبارا لطبيعة القصة التي تطرحها.
وتروي المسرحية قصة "شكيب" ويؤدي دوره الفنان إكرام عزوز، الذي يبحث عن زوجته المختفية بعد قضائهما شهر العسل، حيث يتّصل بالسلطات الأمنية وتنطلق التحقيقات ويبدأ البحث، وتتولى التحقيق الفنانة المسرحية منى نور الدين.
وتصل المحققة بعد جهد إلى اكتشاف خفايا قد تورّط "شكيب" في مقتل زوجته، لكن المسرحية من خلال تطوّر الأحداث تسلط الضوء على "ورطة" مجتمع بأسره في قضايا ومشاكل تبدأ من العائلة مرورا بالمحيط الاجتماعي لكل تونسي، وصولا إلى الشأن العام الذي يخوض فيه التونسيون ويمسّ حياتهم اليومية، ولا سيما الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
وكلمة "الوحلة" تعني في اللهجة المحلية التونسية "الورطة"، وقد تولت أسمهان الفرجاني اقتباس نص المسرحية عن نصّ قديم هو "فخّ لرجل وحيد" لروبرت توماس، وقد سبق أن اشتغل عليه الفنان المسرحي التونسي الراحل نور الدين القصباوي، وهو والد مخرجة هذه المسرحية.
ونجحت المخرجة القصباوي، أيضا في إعادة والدتها منى نور الدين إلى خشبة المسرح بعد غياب دام 7 سنوات، كما قدّمت رؤية إخراجية مغايرة ومعاصرة بأدوات فنية جديدة على مستوى السينوغرافيا والإضاءة والإخراج.
وجمعت يسرى القصباوي، من خلال هذا العمل، على خشبة المسرح والدتها منى نور الدين، والممثل المسرحي مدير مسرح بلدية تونس إكرام عزوز، وخالد الزيدي، وسارة الحلاوي، وعادل الشريف، وألفة الحكيمي.
وتقول المخرجة يسرى القصباوي، إنها اشتغلت على نصّ وصفته بالجميل، وإنّه رغم طبيعة القصة لم تغب الضحكة والتشويق عن أحداث المسرحية.
وبدت الرؤية الإخراجية مراوحة بين المسرح والسينما اعتبارا للتكوين السينمائي وتخصص المخرجة يسرى القصباوي في "إخراج الصورة"، وهو تخصص جديد يجمع بين المسرح والسينما وقد اشتغلت عليه المخرجة لسنوات.
يُذكر أن الفنانة المسرحية التونسية منى نور الدين كانت قد غابت عن خشية المسرح لسنوات، واقتصر ظهورها على المشاركة في بعض الأعمال الدرامية التلفزيونية، وهي واحدة من المسرحيين الذين تمتد مسيرتهم على عقود، وهي من مؤسسي فرقة مدينة تونس للمسرح.