المسرح المصري في عيون النجوم
المسرح المصري في عيون النجومالمسرح المصري في عيون النجوم

المسرح المصري في عيون النجوم

شهد المسرح المصري بعد ثورة 52 حالة من التوهج والازدهار، بسبب الزخم الثقافي والتفاعل الثوري، لوجود مبدعين كبار في الكتابة أمثال سعد الدين وهبة ولطفي الخولي ويوسف إدريس ونعمان عاشور وألفريد فرج، وعمالقة في الإخراج مثل سعد أردش وكرم مطاوع ونبيل الخولي، ونجوم التمثيل مثل فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي وسميحة أيوب.

وبمرور الأيام والسنوات، تراجع حال المسرح، خاصة بعد سيطرة القطاع الخاص في التسعينيات وفرض المنطق التجاري، وظل مؤشر التراجع ينحدر نحو الأسفل حتى وصل إلى الوضع الحالي، حيث هجر الجمهور مسرح الدولة، وأصبح المسرح الخاص يراهن على جمهور الفضائيات.

في السنوات الأخيرة نجح الفنان أشرف عبدالباقي في تكوين فرقة مسرحية أطلق عليها فرقة مسرح مصر، اعتمد في تأسيسها على وجوه جديدة، وشيئا فشيئًا أصبحت هذه الوجوه نجومًا ذات شأن.

ورغم نجاح التجربة وقدرتها الفائقة على جذب الجمهور، اعترض عليها عدد من أهم صنّاع المسرح، الذين يرون أن ما تقدمه لا يمت للمسرح الحقيقي بصلة، ويدعم هذا الاتجاه، الفنان الكبير محمد صبحي.

وعلّق الفنان محمد صبحي في حديث مع إرم نيوز على تجربة فرقة مسرح مصر قائلًا: "مع احترامي لكل ما يقدمه أشرف عبدالباقي وفرقته، ما نراه ليس مسرحًا حقيقيًا ولكنها مجرد اسكتشات كوميدية، تصلح لتقديمها في أفراح ومناسبات سعيدة، لكن المسرح له أسس، فهو يعتمد على رواية لها بداية وعقدة ونهاية، وليس مجرد إفيهات وأغانٍ من هنا وهناك، فالمسرح المصري الآن أشبه بالرجل المريض".

في المقابل، هناك من يرفض إدانه أشرف عبدالباقي، ويرى أن ما يقدمه جيد، ولم يؤثر على المسرح الحقيقي، وهذا الاتجاه يتبناه الزعيم عادل إمام.

فقد أكد الفنان عادل إمام في حديث مع إرم نيوز: "أن المسرح في أزمة، ولكن هذا لا يجعلنا نهاجم تجارب تحاول النهوض به مثل تجربة مسرح مصر، فقد أيدها الجمهور وتزاحم على الشباك من أجلها وعلى الجميع أن يحترم رغبة الجمهور، لأنه المؤشر الطبيعي والحقيقي للنجاح".

ورغم وجود البيت الفني للمسرح، وهو قطاع تابع لوزارة الثقافة، إلا أن البعض يرى أنه لا يقدم ولا يؤخر، ومن الأفضل إلغاؤه، خاصة أنه يقدم أعمالًا فقيرة إنتاجيًا ولا يسعى لإجبار النجوم على الوقوف على خشبة مسرح الدولة.

ويدافع إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح عن نفسه قائلًا: "البيت الفني يحصل على ميزانية محدودة، كما أنه محكوم بضوابط لا يجوز الخروج عنها، فليس من المسموح الخروج عن النص، وهو مسرح هادف بعيد عن الابتذال، والأزمة التي تواجه البيت الفني تكمن في الإمكانيات فقط".

وأضاف: "كان للفنان الكبير يحيى الفخراني تجربة رائعة على مسرح الدولة، حيث قدم مسرحية "الملك لير" على خشبة المسرح القومي، وحققت نجاحًا كبيرًا، كما قدم مسرحية ألف ليلة وليلة، ولاقت نفس النجاح، وهذا يعني أن النجاح يحدث عندما تتوافر عناصره".

وفي هذا السياق،  قال الفنان عزت العلايلي لـ إرم نيوز: "بالفعل إذا أردت أن تصنع نجاحًا فعليك أن توفر عوامله، والدولة تخلت عن المسرح ورفعت يدها عنه، وإذا أرادت أن يظل متوهجًا لوفرت له الدعم المادي، وهذا ما حدث في تجربتي بمسرحية أهلًا يا بكوات، وتجربة يحيى الفخراني".

وأضاف: هناك شريحة كبيرة منه ترى أن سبب تدهور المسرح هو الفقر في الكتابة والأفكار، في حين ترى شريحة أخرى أن الإمكانيات المادية هي الأساس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com